الأحد، 3 يونيو 2007

«نحن صنعنا لبنان»
خالد صاغيّة
«نحن صنعنا لبنان»، قال المندوب الفرنسي في مجلس الأمن جان مارك دو لا سابليير لنظيره الجنوب أفريقيّ. طبعاً، لم يكن دو لا سابليير يعطي دروساً في التاريخ.«نحن صنعنا لبنان» موجّهة إلى الدول «الصغيرة» في مجلس الأمن، تلك التي تعتقد أنّ مجرّد جلوسها إلى طاولة المجلس يجعلها شريكة في القرار. «نحن صنعنا لبنان» تعني: ما دخلكم أنتم أيّها الأفارقة بما نقوم به نحن الكبار؟ ما دخلكم أنتم يا صعاليك المستعمرات السابقة بما يقرّره أسيادكم؟«نحن صنعنا لبنان» موجّهة إلى اللبنانيين. صنعناه، ويحقّ لنا أن نفعل به ما نشاء. صنعناه ولن نتركه لكم لتديروا شؤونه وشؤونكم. منذ متى يتنازل الرجل الأبيض عن مستعمراته؟ «نحن صنعنا لبنان» هي الجملة التي ما برح يمضغها برنار إيمييه منذ وصوله إلى بيروت. لكنّ الترجمة لم تكن دقيقة دائماً.«نحن صنعنا لبنان» موجّهة إلى الولايات المتّحدة الأميركية. فالفصل اللبنانيّ من الهجمة البوشيّة لم يكن أصلاً إلا اقتراحاً فرنسيّاً سرعان ما أغوى البيت الأبيض. فصل كُتب لضمان حصّة فرنسيّة في الشرق الأوسط الجديد، وإن اقتصرت على مستعمرتين سابقتين.الكلام الذي جهر به المندوب الفرنسي هو أصدق تعبير عن الحفلة التي دارت أوّل من أمس في أروقة مجلس الأمن. الغريب أنّ هذا الكلام لم تقابله سوى ضحكات بلهاء وتصريحات محنّطة ممّن يفترض أنّهم يمثّلون حكومة لبنانية وتيّاراً سياديّاً لبنانيّاً.
عدد الجمعة ١ حزيران

19عازفاً من أرمينيا ولبنان وسورية وخالد الهبر و«القنبلة الحمراء» سابين ... «من الأول»: زياد الرحباني يُخرج بيروت من كابوسها
بيروت – رنا نجار الحياة - 01/06/07//

أضفت حفلتا زياد الرحباني تحت عنوان «دا كابو» أمس وأول من أمس، رونقاً خاصاً وفريداً على بيروت المحاصرة بالخوف والقلق إثر التوترات الأمنية على وقع أحداث «نهر البارد» والانقسامات السياسية الحادة.
بعد ثلاث سنوات من الانتظار أي منذ حفلات زياد في بعقلين وأنفه في العام 2004، لبّى الجمهور اللبناني دعوة زياد إلى الحفلتين بكثافة، ليكسر روتين الحياة اليومية، وليستمتع بمقطوعات موسيقية جديدة خارج كل تصنيف. ففي الليلة الأولى، وعلى عكس التوقّعات التي كانت ترجّح الحضور الخفيف، تحدّى الناس الاشاعات حول حظر التجوّل بسبب انعقاد مجلس الأمن الدولي لإقرار المحكمة الدولية، وأتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومختلف الانتماءات السياسية، لتجمعهم الموسيقى.
زياد الرحباني «المشاكس» دائماً في كتاباته وفي موسيقاه، لم «يُفطر جمهوره على بصل» بعد «صوم» عن إنتاج اسطوانات موسيقية خاصة به وحده، و «صوم» عن إحياء حفلات مع أوركسترا ضخمة كهاتين الحفلتين (منذ 1985). حضّر في ظروف استثنائية لحفلتين استثنائيتين بعنوان إيطالي «دا كابو»، وهي عبارة تستعمل في التدوين الموسيقي، تعني «من الأول» أي إعادة جملة موسيقية ما من الأول». على مدى ساعتين من الوقت تقريباً، نسي الجمهور (1300 شخص في كل حفلة) الذي احتفت به قاعة قصر الأونيسكو، ما يدور في الشوارع وعلى الألسنة من أحاديث عن الانفجارات والتطوّرات السياسية المتسارعة والحرب والموت. وانتشلتهم موسيقى زياد الرحباني على أنغام أوركسترا ريفان الأرمينية من خلال العزف على آلات الساكسوفون والترومبيت والترمبون والهورن، إضافة إلى آلات النفخ والكونترباص، بمشاركة موسيقيين لبنانيين نضال أبو سمرا (تينور ساكس)، فؤاد عفرا (إيقاعات)، خضر بدران (كيبورد وكورس)، وآفو توتنجيان (ألتو ساكس)، ووليد ناصر (إيقاعات شرقية)، ورافي مندليان (غيتار كهربائي)، وهنادي توتنجي (فلوت وبيكولو)، وزياد (بيانو وكيبورد). كما شارك الأوركسترا عازفون من سورية هم باسل داوود (عود)، ورأفت بوحمدان (بزق)، ونزار حمدان (ترومبيت)، وفراس شهرستان (قانون). وطبعاً لا يمكننا أن ننسى عازف الدرامز الهولندي المتميّز أرنو فان نيونهويز، الذي رافق زياد في أسطوانتي «ولا كيف» و «مونودوز».
برنامج «دا كابو» الذي لم يشِ به زياد لأحد، بدأ بمقطوعة «هيدا غيتو» بمرافقة الكورس الذي «احتلّته» خمس صبايا جميلات وبارعات في الأداء (سابين، سولاف نجار، جويل خوري، لارا مطر، سوزي أبي سمرا، ميكاييلا)، شاركهن خضر بدران. ثم تلتها مقطوعة «أمراض مزمنة داخلية» كتبها في العام 1986، ثم أغنية «إين» كتبها عام 1995 وهي مأخوذة من فكرة القوافي الشعرية التي تنتهي بـ «إين» على وزن «لحم بعجين»، فمقدمة الفصل الثاني من «لولا فسحة الأمل»، وأغنية «بذكّر بالخريف». وبعدها جاءت مقطوعة «ضحكة الـ 75 ألف» وهي «مهداة إلى لويس ارمسترونغ العازف الأميركي الأسود الذي استطاع أن يخرق حظر البيض على عزف السود في الأماكن المخصّصة لهم في أميركا»، كما قال زياد.
أما مفاجأة السهرة، فكانت «القنبلة الحمراء... سابين» كما أطلقت عليها معرّفة الحفلتين وعضو الكورس جويل خوري. وما ان خرجت سابين بفستانها الأحمر اللافت وقفازين أبيضين وتسريحة أنيقة لشعر أشقر، على غرار ريتا هيوارث في فيلم «غيلدا»، حتى علا التصفيق. وبدت سابين إضافة إلى كونها مؤدية ماهرة لأغنية من ثلاث كلمات فقط «شو هيدا ولو»، نجمة إغراء لكن على طريقة زياد الرحباني. ثم جاءت مقطوعة «وصّلو على بيتو»، لتليها مقطوعة «أبو علي»، وانتهى الفصل الأول بأغنية «صبحي الجيز» (1975) التي أدّاها خالد الهبر مع الكورس.
الفصل الثاني، تتخلّله على التوالي مقطوعات «بالنسبة لبكرا شو» و«يوميات» و «القافلة»، ثم أغنية «شو بخاف» بصوت لارا مطر منفردة، ثم أغنية «ما تفلّ» بصوت ميكاييلا. وأثناء أداء هذه الأغنية في الليلة الأولى، بدأت الهواتف الخليوية تشتغل في الصالة كخلية نحل. شخص يخرج وآخر يدخل. «يقولون إنفجار» يهمس أحدهم. لا أحد يعطي الخبر أهمية، قلّة هم من تزحزحوا عن كراسيهم، ثم عادوا إليها سالمين. فالناس هنا استسلموا للموسيقى كأنهم يريدون الانسلاخ عن الواقع الأليم، ولو لساعتين!
في هذه الأثناء، أقرّ مجلس الأمن المحكمة. لكن الحفلة تابعت برنامجها في شكل عادي، فعزفت «مهووس» ثم أغنية «ضربت». كما عرّف زياد في الليلة الأولى، جمهـــوره على عيسـى (الشخصية التي يكتب عنها أحياناً)، الذي تلا مقطع من سلسلة «العقل زينة»، وفي الليلة الثانية كان دور مخايل. وبعد ذلك عزفـت مقـطوعة «ضربة - ديار بكر»، و «يف 71»، واختتم البرنامج بأغنية «روح خبّر».

الجمعة، 1 يونيو 2007





دا كابو» حفلته الليلة في الأونيسكو.. وأسطوانة مع فيروز قريباً زياد الرحباني: ليس هناك جاز شرقي وجاز شيشاني .. ما نفعله موسيقى كلاسيكية
زياد الرحباني ومعه نضال أبو سمرا

سوزي والصبايا أثناء التمارين في «استوديو نوتا»


ضحى شمس من يدخل الى «استديو نوتا» لحضور تمارين حفل زياد الرحباني الموسيقي «دا كابو» الذي يفتتح الليلة في الاونيسكو يظن ببعض المبالغة، انه في مدرسة للبنات. فنسبة الصبايا الكبيرة من المشاركات الى عدد الفرقة، كبير. خصوصاً لمساحة وجودهن في الغناء المنفرد، ولاختلاف شخصياتهن. من الصبية لارا مطر، شبيهة شارلوت غينسبورغ الفرنسية التي غنت معه «سولو» في حفلاته الاخيرة، الى لوريت الحلو وجويل خوري اللتين سبق أن غنتا معه منفردتين ايضاً، الى سوزي أبي سمرا العازفة التي تغني معه من خلف «الكي بورد» أحياناً خصوصا في الأغاني الفرنسية، إلى وجوه وحناجر جديدة على مسرحه مثل سلاف نجار وميكاييلا وسابين، لا يجمع بين معظمهن إلا الهوى والصوت المختلف ذو الرنة الغربية. أما الغناء بالعربية، فهذه تجربة بعضهن الاولى. لكنها «عربية» من ماركة زياد الرحباني المسجلة التي تعرف ولو لم يكن عليها اسمه. لكن، من يدخل الى استديو الرحباني لحضور البروفة، ينسَ أثناء وجوده هناك أنه في لبنان الذي نراه في نشرات الأخبار. فهناك موسيقيون وفدوا من دول شتى. هكذا وصل «الدرامر» آرنو فان نيونهويز الهولندي بابتسامته التي تحتفظ من السبعينيات بكل «السلام والحب»، والذي «ألغى ارتباطات مهنية ليأتي ويعزف معنا» كما قال. وديريك زييبا مهندس الصوت الإنكليزي الذي تصف جنسيته انضباطه ومهنيته، وسبعة عازفين من اوركسترا يرفان بأرمينيا. لا بل ان الشباب السوريين لم يترددوا في المغامرة بالحضور، إضافة طبعاً الى اللبنانيين الستة وعلى رأسهم نضال أبو سمرا مساعد زياد الموسيقي منذ سنين، وشقيقته سوزي التي كانت حاضرة وبابتسامة في كل الأوقات على الرغم من تقدم حملها. «النوتة» المذكر، أو رجل «الســولو» الوحــيد بين كل الصبايا هو عازف البيانو خضر بدران. يوزع الرحباني نفسه بين المكتب، وآخر المستجدات في كل فروع الحفل التقنية والموسيقية وحتى في اختيار الملابس. يحاول إقناع خضر ببدلة «حراشف سمك» كما وصفها هذا الأخير ضاحكاً. يتنبه فجأة لكاميرا المصوّر تقترب كثيراً من موقعه خلف البيانو الذي لا يجرؤ غير «من له عمل» على الاقتراب منه. فيمازحه «قرّبت كثير.. معك زوم فيك تصورني فيه من عند العنتبلي بالحمرا.. ولو»! سيسمع من يحضر الليلة وغداً برنامجاً موسيقياً مركزاً في الحلاوة والفرادة. برنامجاً يقول الرحباني إنه لم تتح له فرصة القيام به لأسباب مختلفة منذ العام ,1985 تاريخ حفل «هدوء نسبي» في الأسمبلي هول. سيسمع الحضور (من دون ترتيب) مقطوعات وأغانيَ من نوع «يللا غيتو» و«ضحكة الخمسة وسبعين الفا» و«ضربت»، ومقطوعات جديدة مثل «مهووس jam 71» و« أمراض مزمنة داخلية» و«one note shanta» و«يوميات». لا بل إن الحضور سيتعرف، حسب ما قال لنا زياد، إلى شخصيات «عيسى ومخايل» اللذين كتب حوارات باسمهما، ويسأل الجمهور دائماً عن هويتهما. وما يميز الفرقة، حضور آلات النفخ بعازفيها الأرمن تلاميذ المدرسة السوفياتية بالعزف الغربي، إضافة الى «الوتريات الأفقية» كما سمى الرحباني القانون والعود وغيرهما «كونك تمسكين بها أفقيا» للعزف. وحين تضحك للعبارة، يشاركك الضحك متسائلاً «شو يعني تسمية أغنية طربية أحسن؟». لماذا اخترت «دا كابو» عنواناً لحفلك؟ فهمت ان معناها هو «من الاول»، الى أي أول تريد أن تعود؟ { لم نترجمها على الملصق مثلاً، بسبب كثرة المعلومات الموجودة فيه. لكنها مترجمة الى العربية على غلاف الأسطوانة المدمجة (DVD) التي ستباع على باب قاعة الاونيسكو أثناء الحفل. بالطبع لا يعني هذا أن «الدي في دي» عن حفل الليلة. بل هو تسجيل لحفلة مشابهة صارت في أبو ظبي في كانون الثاني العام .2005 وماذا تعني من الأول؟ أول ماذا؟ { في أي مقطوعة موسيقية بالعالم، هناك مذهب وكوبليه والخ.. في نهايتها هناك ما يسمى «الأند» أي النهاية. إذا كان فيها إعادة رئيسية بعد كل ذلك، وعموما تكون للمذهب، أو لبداية المقطوعة. يقصد بكلمة «كابو» رأس المقطوعة الموسيقية. والعبارة تعني «من رأسها». عندما يصل الموسيقي الى آخر الصفحة، إذا أردت أن ترجعي الى الاول لسبب ما العبارة هي «دا كابو». عادة ما يكون الاسم الذي تعطية لحفلك له علاقة بمناخ الحفل الموسيقي. نوعا من عنوان لمناخ البرنامج. { لها علاقة بالطبع. عندما عملناها أول مرة في ابو ظبي، كانت أول مرة نحظى بفرصة جمع فرقة كهذه من أجل حفل موسيقي. فاعتبرت أن كل الحفلات التي كنا عملناها قبل ذلك من العام 1985 في الوست هول (...) وقتها ارتكبت غلطة تسمية ما أفعله بالجاز الشرقي. كانت غلطة مني. وعملت تجارب محدودة منها العام 1986 تحت العنوان نفسه «هدوء نسبي» و«خذي على جاز شرقي». أنا من ارتكبت الغلطة وليست العبارة تحليلاً من أحد. ومن المساهمين في «تفشي» هذه الكلمة نزولاً عند إصراري عليه ليكتبها، (الزميل) عبيدو باشا. وقد عاد فاستعملها في مجموعة من المقالات عن أعمال اخرى بمعنى هذا جاز شرقي يشبه شغل زياد الرحباني. كذا مؤلفاً نفروا مني لأنهم اتهموا بـ«الجاز الشرقي» ومعهم حق. اللبنانيون منهم على الأخص. ومنهم صديق مهم جداً هو توفيق فروخ. ومعه حق، فنحن متفقون انه ليس هناك يا اخي جاز شرقي وجاز آخر شيشاني.. (يضحك) ولا جاز يمني. هناك جاز. نقطة. له الحق في المرور بكل الحضارات. لأنه بني على أنه خلطة من كل الحضارات ولك الحق الدخول فيها. يعني الجاز مشهور بالتقسيم الذي هو نوع من التأليف الآني للعازف. قطعة التقسيم لا مؤلف لها. العازف يعملها وليس المؤلف من يكتبها له. «إلا إذا حمار بالمرة مفروض تجيبي غيرو عادة»، (يضحك) يعني عذاب فظيع أن تكتبي قطعة تقسيم. سبق أن فعلتها مراراً (يضحك) «تتشوفي اديش عم اتعذب». فقررت منذ فترة أنني «ما بقى اتعذب» وان آتي بموسيقيين يستطيعون أن «يقسموا شوية». مع انه من الأفضل ان يقوم موسيقيونا بذلك. لكن يجب أن تجدي موسيقيين مقتنعين معك بهذا الشيء! لا يمكنك أن تفرضي هذا الأمر على الموسيقي. بمعنى أن موسيقيينا لديهم طاقة أكثر على التقسيم معنا على شيء نحن ألّفناه، ومعتبرين انه شرقي، و.. قريب من الجاز. «هلق مين بدو يحكم على هالشي؟ لا أعرف». السوق؟ أصلا هو لا يأخذ العربي إلا إن كان هو منتجه. أقصد السوق العالمي. هنا لا أحد يأخذ منا شيئاً إطلاقاً. بعشرين ألفاً لهذا هناك في هذا البرنامج مجموعة من المقطوعات (Inn مثلا) التي لا نسمعها إلا لدى عزفك في مربع ليلي أو حفل موسيقي؟ يعني غير مسجلة.. لا نسمعها إلا «لايف»؟ { صح. لأننا لم نستطع أن نسجلها ولا مرة لأننا لم نجد لها منتجاً. ربما استطعنا هذه المرة أن نجد كوننا سنعمل جولة على كذا بلدا. وحتى حفلنا هذا لا منتج له. لدينا رعاية من أربع جهات (سبونسر) لكن لا إنتاج. أستطيع أن أقول إنني أنا المنتج، مع أنه ليس باستطاعتي الإنتاج. في القاعة ألف ومئة كرسي، البطاقة بعشرين الف ليرة كما كتبنا على الملصق. هناك أقل من ثلاثمئة كرسي بخمسة وعشرين ألفا. لم نعلن عن الفارق كونه «مش محرز على قيمة الليرة اللبنانية لإعلان». لكن.. { لأكمل لك لماذا أسميناها «دا كابو».. غير موضوع الجاز الشرقي الذي ارتكبناه، أنا غلطت: فقد اعتبرت انه بما اننا كنا أول من يقسّم في لبنان، على حد علمنا، على آلات لا يقسّم عليها عادة شرقي، وأولها البيانو. «هلق في غيرنا، وبكل شي يمكن، عامل محاولات»، لكن على وعينا ووعي الموسيقيين الذين بدأوا ذلك، لم يعمل أحد في لبنان هذه التجربة قبلنا... لم أفهم الرابط.. لماذا «من الاول؟». { «كأني أقول انسوا اللي قبل». بالمعنى الثاني غير الموسيقى. أعتقد انها المرة الاولى التي تسنح لنا فرصة لعمل كهذا منذ العام .1985 وقد بدأناها في أبو ظبي. لماذا؟ لأن دولة أبو ظبي أنتجتها. لا بل إنها عملت بطاقات كلها بخمسة وثلاثين درهماً: لألف وثلاثمئة كرسي. لقد دعونا مع علمهم انه لا أغاني في البرنامج، ولم يشترطوا شيئا علينا بما يختص الأغاني.. لكن هنا في الأونيسكو، يوجد أغان. فعلا لم أعمل أسطوانة موسيقى من أيام أسطوانة «هدوء نسبي». أبداً. تهرب المقطوعات الموسيقية تهريباً على متن الأسطوانات. { خلف «هدوء نسبي» العام ,1985 جاءت «مباشرة» بعد.. خمسة عشر عاماً أي عام 2000 أسطوانة «مونودوز» مع سلمى مصفي! والباقي؟ تنظير على الموسيقى. تارة لـ«البي بي سي»، وتارة أخرى «لإذاعة فرنسا الدولية»... أصبح بإمكاني أن أتوقع عندما يقال لي ان صحافياً يريد أن يكلمني عن الموسيقى، آخرهم فلان (زميل من صحيفة ناطقة بالإنكليزية في بيروت)، لا يزال ينتظرنا منذ العام 2004 ، بدأ السؤال.. عندما عرفت انه عن الجاز والشرقي ودائما ربطاً لسبب ما بالحرب الأهلية، بمعنى «انو شو أثّرت الحرب الأهلية في الموسيقى»؟ أكتفي بذلك القدر.. وأترك هذه الأسئلة مطروحة للبحث (يضحك). عجقة صبايا لكن هل الجو العام، بين مزدوجين، مناسب...... { مقاطعاً: «بين كشكشين» (يضحك). ما جمع «كشكش»؟ كشاكش؟ «كشا قيمتك». الجو العام؟ هل سيكون أسوأ من زمن «صح النوم» في البيال؟ كان وقتها الجو أسوأ.. متكلين على الله. في البرنامج أغان ومقطوعات جديدة كما رأيت. مثل «مهووس jam 71» أو «يوميات». { صح. لم يعد ممكنا القول إنها جديدة. أحسسنا أننا نجرؤ أكثر اللعب لقلة جمهور هذا النوع... المحل الذي ألعب فيه اسمه «الكلوب سوسيال»، لا غناء هناك أبدا. في «التياترو» الذي كان قبل «الكلوب سوسيال» كانت هناك مغنية.. تغني غناء غربياً صحيحاً، لكنها كانت تمرر أيضاً بعض الأغاني مثل «بكتب إسمك يا حبيبي»، أو «اسهار» أو «بقطفلك بس».. التي هي رائعة. لأن هذه الأغاني أيضا جاز شرقي. بين «كشكشين»؟ { (يضحك) بين «الكشاكش». من يدخل الى «البروفة» يبدو كأنه داخل إلى ثانوية بنات.. عجقة صبايا ألفنا وجوه بعضهن بالضبط في الحفلات الموسيقية اللايف التي نقدمها. { أحب أن أقول لك إن الموسيقيين الآتين من يريفان، لولاهم، خاصة شغل فيروز (يمكن ما لازم احكي عنه من دون أن أسألها ولكن لا أظن انها ستعترض) لما كان باستطاعتنا أن نعمل هذا النوع من الشغل. ففي هذه الحفلة تقريبا «عامل كل شي»، بهالحفلة تحديدا. لأنه ببساطة ليس لدينا هذه الآلات التي يعزفونها في لبنان. إطلاقا. أيها؟ { كل آلات النفخ. وحتى الآلات العادية أكثر في برنامج كهذا. برأيي إن الموسيقيين اللبنانيين يشهدون أن عازف الدرامز معنا يعزف موسيقى لا يستطيعون هم عزفها. حتى بإمكانك أن تسألي مؤلفين. طل امبارح هادي شرارة.. المؤلف والموزع؟ هو من يوزع الشغل الجيد على الأقل في الموجة الحالية، سيأتي ويسجل مع الموسيقيين الآتين من يرفان أثناء وجودهم هنا. جديد فيروز والصبايا؟ كيف سيكون وجودهن على المسرح؟ { مجموعة «سولويات». هناك بينهن من تؤلف وتلحن لنفسها ولكن بلغات أجنبية. أقنعتهن بأن يغنين بالعربية ـ هذا كان العنوان ـ كان المثل لإقناعهن بالغناء بالعربية هو بكل بساطة مثل.. الرحابنة وفيروز. هذه الفتيات لسن مستمعات أغانيَ عربية، لكن باستطاعتهن أن يغنين نوعا ما الشغل الذي نعمله. ولماذا مثل فيروز والرحابنة؟ ما الذي تقصده؟ { لأنني أعتقد، وهذا شيء سبق أن قلناه، أننا نكمل شيئاً بدأته فيروز والرحابنة. برأيي إن ما أدّى إلى شهرة فيروز والرحابنة، ليس أغنية «بحبك يا لبنان» أو أغنية «اطلعي يا عروسة»، على جمالها. بل كل ما لحنوه من دون ربع صوت. أي ممكن عزفه على آلة البيانو. وهنا يلتقون مع سيد درويش. عندما أقول بيانو أقول موسيقى كلاسيكية. نحن كل ما نعمله بدلا من ان نسميه جازاً شرقياً أو «ديسكو» أو «فانك» أو موسيقى غربية، هذه موسيقى كلاسيكية. فلما سمعن انها موسيقى كلاسيكية، واكتشفن أنهن لا يسمعنها ظناً منهن انها.. شرقية وهن لا يحببن الشرقي، قبلن. باستثناء سوزي ابي سمرا. نتكلم عنهن لأنهن سيظهرن «سولو»، وبالطبع هذا غير موجود في البلدان العربية كما في لبنان، لأن لدينا «تفاعل حضارات» عندنا أكثر: ببلد عربي لا تجدين شريحة كبيرة لوحدها تغني كلها غربي، وغيرها كله شرقي. هذا يدل على كثير من الأشياء. لذلك فوجئن بأغاني الرحابنة! مش سامعينها. لكن، بدأن يسمعنها وبغرام لا يوصف.. وطبعاً بصوت من يسمعنها؟ بصوت فيروز. مش دفاعاً عن فيروز. لكن هذا هو الحاصل. يمكن أن فيروز تفضل بعض أغانيها الحديثة، هذا يرجع لها، لكني لن أتحدث إلا عن تجربتي، لأن تجربتنا مشتركة، لكن أعتقد أن هناك بعض الأغاني في التجربة، غامرت فيها بشكل كبير. هناك بعض الأغاني التي، لا تحبها.. أو على الأصح كونها لا تغني شيئاً لا تحبه، ندمت قليلاً على غنائها. بسبب الآراء التي انتقدتها. مثل «كان غير شكل الزيتون». وهل هناك جديد مع فيروز؟ { أكيد هناك أسطوانة جديدة. قريباً. حتى مع الفريق نفسه من الموسيقيين، وهم على فكرة معنا منذ بيت الدين، عائدون قريبا إلى بيروت لكي يبدأوا التسجيل معها.



موسـيقى زيـاد الرحبـاني تخـرق حظـر التجـول






ضحى شمسعلى الرغم من الأخبار التي تتناقلها الرسائل الخلوية القصيرة، لتتفاعل في الكواليس تخوفاً من منع التجول، أو عدم تمكن الجمهور من الحضور بسبب ما كان متوقعاً من اضطرابات اثر إقرار المحكمة الدولية، حضر أمس 1300 شخص، هم من اتسعت لهم قاعة قصر الاونيسكو، أولى حفلات زياد الرحباني «دا كابو» ونسوا قرابة ساعتين الخارج على وقع برنامج موسيقي غني بتوزيعه وجديده والاصوات التي أدته. وقد بدأ البرنامج بمقطوعة «هيدا غيتو» تلتها مقطوعة «أمراض مزمنة داخلية» ثم أغنية «مََ»، فمقدمة الفصل الثاني من «لولا فسحة الأمل»، و«بذكر بالخريف». وشرح زياد الرحباني ان المقطوعة التالية واسمها «ضحكة الـ75 الف» هي مهداة الى لويس ارمسترونغ «العازف الاسود الذي استطاع أن يخرق حظر البيض على عزف السود في الأماكن المخصصة لهم في الولايات المتحدة». بعد ذلك، قدم الرحباني للجمهور «القنبلة الحمراء» وخرجت صبية اسمها سابين وقد ارتدت على طريقة ريتا هيوارث في فيلم «غيلدا» بكامل قفازيها وتسريحتها لتؤدي أغنية «شو هيدا ولو» بغاية الظرف. ثم قدم زياد معزوفة «وصلوا على بيتو» التي قال إنها عادة ما تكون «مرتبطة بالمنكر»، لتليها مقطوعة «أبو علي» وينتهي الفصل الأول بغناء صبحي الجيز التي أداها خالد الهبر مع المجموعة. أما في الفصل الثاني، فقد عزفت بالتوالي «بالنسبة لبكرا شو»، ثم مقطوعة جديدة اسمها «يوميات»، ثم «القافلة»، فأغنية «شو بخاف» التي غنتها لارا. وعرف الرحباني الجمهور على شخصية «عيسى» التي يكتب عنها أحيانا، على أمل أن نتعرف على «مخايل» في حفلة الليلة. وغنت ميكاييلا «ما تفل»، ثم عُزفت مقطوعة جديدة اسمها «يفٍ 71» فأغنية «ضربة ـ ديار بكر» و«روح خبر»، لكن الرحباني اختصر المقطوعة الأخيرة، وقدم الفرقة للجمهور الذي حياه طويلا.

زياد الرحباني في الأونيسكو بيروت على قيد الحياة
لم تخضع بيروت أمس للخوف. لم تسلّم روحها لشبح التفجيرات المتنقّلة. فقد غصّت قاعة قصر الأونيسكو بالوافدين لحضور حفل «دا كابو» الموسيقي الذي قدّمه زياد الرحباني وأوركسترا ييريفان. زياد، من أمام البيانو، كان يعلن أنّه لا صوت يعلو فوق صوت الموسيقى. (مروان طحطح)
عدد الخميس ٣١ أيار