الاثنين، 26 فبراير 2007

اخر مقال كتبه الراحل جوزيف سماحة ونشر في جريدة "الاخبار"
اللقاء الفاشل: رباعي لا ثلاثي
جوزف سماحةفشلت كوندوليزا رايس في اختبارها الفلسطيني الأول. لم تكن هذه المرّة قادمة لتبحث في أمور تفصيلية. كانت تريد، بناءً على نصيحة تسيبي ليفني، «فتح أفق سياسي». يعني ذلك تدشين البحث في قضايا الحل النهائي وهي قضايا كان يفترض أن تكون قد دخلت حيّز التنفيذ عام 1999 حسب «اتفاق أوسلو».ما سمّي «فتح أفق سياسي» هو تكتيك في استراتيجية أميركية عامّة شعارها استئناف الهجوم على المنطقة واستخدام المسار السياسي قاعدة ينهض عليها تحالف إقليمي جديد باسم «إعادة الاصطفاف» ووضع «المعتدلين» ضد «المتطرّفين».عندما حدّدت رايس موعداً لزيارتها لم تخف الإدارة أن الهدف إبعاد «فتح» عن «حماس»، بما أن كلاً من الطرفين في معسكر، وجعل العلاقة بينهما محكومة بالعلاقة المطلوبة بين هذين المعسكرين: المواجهة. أضيف إلى ذلك أن التلويح بـ«أفق سياسي» يسلّح «المعتدلين» بالتحرّر من «المتطرّفين» تمهيداً للحصول على «ثمرات السلام».اندلعت معارك غزة في هذا السياق. إلا أن الفلسطينيين أمام انفتاح أبواب الهاوية اتخذوا قراراً بديهياً وقرّروا تفضيل الحد الأدنى من السلم الأهلي على التدمير الذاتي الذي لا يبقي أحداً منهم لقطف «ثمرات السلام». هذا إذا كانت الثمرات موجودة. لم يكن ممكناً للجسم الفلسطيني أن يبتر عضواً ويستمر على قيد الحياة. فضّل الفلسطينيون البقاء أحياءً فجاءت رايس تبلغهم أنهم ما داموا قد تجنّبوا الموت فإنهم باقون في سجن الاحتلال. الفلسطيني الذي يحصل على حقوقه الوطنية هو الفلسطيني... الميت.هذه هي المقدمات السريعة التي أدّت إلى جعل «اللقاء الثلاثي» بائساً إلى هذا الحد. إلا أن اللقاء لم يكن ثلاثياً فقط. والأبعاد الخاصة بنتائجه تتجاوز أطرافه. والسبب في ذلك أن الاتفاق الذي استدعى معاقبة الفلسطينيين هو «اتفاق مكّة» الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، ورعته، وباركته، وحصلت على الثناء اللازم لدورها في إنجاحه.وشاءت الصدفة أن يكرّر الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز موقفه من الاتفاق المذكور عشيّة اللقاء الثلاثي. فلقد تحدث أول من أمس أمام أعضاء مجلس هيئة حقوق الإنسان السعودية شارحاً أسباب الدعوة التي وجّهها، متوقفاً عند وقائع الاجتماع، مشيداً بما توصّل إليه ناسباً إلى الله الفضل في ما جرى. أوضح الملك أن الخوف من الاقتتال دفعه إلى التحرّك من أجل «وقف إطلاق النار بين الإخوة وتشكيل حكومة يرضونها كلهم وتمشي أمور الدولة وهذا ما نريده».إذا كان هذا هو موقف المملكة من الاتفاق فإن التحالف الأميركي ـــــ الإسرائيلي لا يعاقب «فتح» و«حماس» فقط بل يعاقب الدور السعودي في الساحة الفلسطينية. ويمكن القول، بهذا المعنى، إن اللقاء الذي فشل هو «اللقاء الرباعي» لا «اللقاء الثلاثي» فقط. وهذا تطوّر لافت رفضت رايس التعليق عليه عندما سألها ألوف بن المحرّر في «هآرتس»: هل أنت مستاءة من عباس أم من الملك السعودي؟ قدّمت جواباً هو آية في النفاق، إذ كرّرت أنها ضد الاتفاق وضد إراقة الدم الفلسطيني!الحقيقة أن رايس، باتخاذها موقفاً من «اتفاق مكّة»، إنما تتخذ موقفاً من «حاكم مكّة» أو، على الأقل، ممّا يرى أنه أبسط واجباته حيال الفلسطينيين.

وداعاً جوزف!

على حين غرّة، وفي عزّ رقاده، رحل جوزف سماحة ليلةالسبت الأحد٢٤ – ٢٥ شباط، خلال وجوده في لندنلمؤازرة صديقه القريب حازم صاغيّة فيمصابه برحيل زوجته مي غصوب. في "مبنى الكونكورد"كما يسمّيه زياد رحباني، الجميع في حالة ذهول. هليمكن أن يكون صمت جوزف نهائياً؟
نقابة الصحافة اللبنانيةنقابة المحررينجريدة الأخبارآل الفقيدآل سماحة وأنسباؤهم وعموم عائلات الخنشارة والجوارينعون
رئيس تحريرجريدة "الأخبار"
الصحافي
جوزف نصري سماحة
تقبل التعازي في نقابة الصحافة اللبنانية يومي الإثنين والثلاثاء من العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، ومن الخامسة حتى السابعة مساءً.
تحدّد مراسم الدفن لاحقاً.
نبذة عن جوزف سماحة:
· صحافي عربي وعالمي، صاحب تجربة مهنية تمتدّ بين بيروت وباريس ولندن:- رئيس تحرير صحيفة ”السفير“ اللبنانية: ٢٠٠١-٢٠٠٥- مدير مكتب صحيفة ”الحياة“ في بيروت: ١٩٩٩-٢٠٠١- نائب رئيس تحرير صحيفة ”السفير“ اللبنانية: ١٩٩٦-١٩٩٩- كاتب في صحيفة ”الحياة“ (باريس): ١٩٩٢-١٩٩٦- مدير تحرير صحيفة ”اليوم السابع“ (باريس): ١٩٨٤-١٩٩٢- مدير تحرير صحيفة ”السفير“: ١٩٨٠-١٩٨٤- رئيس تحرير صحيفة ”الوطن“: ١٩٧٧-١٩٨٠- مدير تحرير مجلة ”الحرية“: ١٩٧٣-١٩٧٧
· له كتابان: ”سلام عابر“ / و ”قضاء لا قدر“، ومجموعة من الكتب غير المنشورة.
· عرف سماحة بقلمه الجريء ورفضه المساومة على مواقفه المبدئية، وهو من أبرز الصحافيين العرب.
· حائز إجازة في الدراسات المعمّقة من مدرسة الدراسات العليا في باريس وإجازة في الفلسفة من الجامعة اللبنانية في بيروت.
· لجوزف سماحة ابنة هي أمية (٣٠ عاما) وابن يدعى زياد (٢٩ عاما).

الأحد، 25 فبراير 2007



نادي أصدقاء «صوت الشعب»: عندما يستنفر المستمع «لإنقاذ» إذاعته







زينة برجاوي«يا أصدقاء صوت الشعب ناديكم يناديكم...»، نداء أطلق على 103.7 «أف أم». انها إذاعة صوت الشعب. نادي الإذاعة يستنجد، يوحي النداء بخطر محدق. يعطي الاتصال على 963598/03 جواباً عند السؤال عن سبب «حالة الطوارئ» المعلنة. يستقبِل المستمع أحد اعضاء النادي داعياً إياه الى الانتساب إلى النادي الجديد «لانو بحب صوت الشعب». استمر بث النداء مدة شهرين، بوتيرة تجاوزت الأربع مرات يوميا، حتى استقطب نحو 50 عضوا واكثر من 100 مهتم لدعم الإذاعة. هو النادي الاول في لبنان لمحطة إذاعية، ومقره طبعاً إذاعة «صوت الشعب». لكن، كيف نشـأت الفكــرة؟ خلال تــقديم برنامج «شباك المواطــن»، قام أحد المستــمعين بالمشاركة وعرض فكرة إقامة نادي يدعـم الإذاعة معنويا وماديا. كرّت السبحة وأصبحــت الفكــرة متداولة بين أكثر من مستمع. توالت الاقــتراحات، كإعلان أحد المستمعين عن استعداده لدفع «إيجار التحدث على الهــواء» عـند الاتصــال «بصوت الشعـب»(!). بالطبع، لم تطبق هذه الفــكرة، لكن مخـطط تأسيس ناد لأصدقاء «صــوت الشعب» لدعم الإذاعة وضع قيد التنفيذ، أبصر النــور في شــهر أيار ,2005 وحصل على «علم وخبر» في أيلول المنصرم. مريم قصّار هي واحدة من أعضاء النادي. تشير الى أن استقلالية الإذاعة وطرحها مواضيع جريئة وواضحة، حثا عدداً كبيراً من المستمعين على الانتساب، بهدف تعزيز الإذاعة بدلاً من تأسيس إذاعة ثانية. لا يغيب الهدف المادي عن لائحة الأهداف التي يسعى النادي الى تحقيقها. فالاخير يسعى الى إحياء نشاطــات ثقافية واجتمــاعية وفنية داعمة للإذاعة، إضافة الى تطوير الـــبرامج الإذاعية العائدة إليها، بهدف زيادة عدد المستمعين. من أول تلك النشاطـــات كان إطــلاق حملة «الألف ليرة»، وطَبْع عدد كبير من الروزنامات وبيعها، إضافة الى تنظيــم حفلــة ساهــرة لمناسبة العيد العشرين لتأســيس الإذاعة (الليلة في جبيل)، على ان يعود ريع جمـيع هذه الأموال لدعم الإذاعة، شرط ان توضع المبالغ تحت تصرف إدارتها. يعتمد النادي، إضافة الى نشاطاته، على الاموال التي يجمعها شهرياً من المنتسبين الذين يدفعون مبلغاً قدره خمس آلاف ليرة لبنانية. ويأمل المنتسبون، على ما في الفكرة من تفاؤل، ان تعاود الإذاعة الانطلاق من خلال تلك المساهمات. وقد نصت المادة الاخيرة في النظام الأساسي للنادي على انه «إذا حلت الجمعية، تصبح أموالها وممتلكاتها ملكاً لإذاعة «صوت الشعب» اللبنانية، على أن تصرف في سبيل الأهداف التي أنشئت الجمعية لأجلها». إضافة إلى هذه الخطوة، تمّ تخصيص موقع الكتروني للنادي يتضمن النظامين الداخلي والأساسي له، يعرض أيضاً حسابات المصاريف التي أنفقها على جميع النشاطات. ويسعى النادي الى تعزيز نشاطاته في المستقبل، بعدما تم توقيف «إعلان صوت الشعب يناديكم»، لإطلاق إعلان ثان يحمل المعنى نفسه، ويهدف الى استقطاب اكبر عدد من المنتسبين، مع العلم بأن النادي لم ينتخب هيئة إدارية بعد، ويعود السبب في ذلك الى الرغبة بإعطاء فرص إضافية للراغبين بالانتساب.

فاتن قبيسي عشرون سنة مرت على ولادة «صوت الشعب». رفيقة المستمع في سراء الوطن وضرائه، في تألقها وكبواتها. لم تشهد هذه المؤسسة ظروفاً وردية دائماً، لم تحظ غالباً بالدعم السياسي او المادي، على غرار مؤسسات إعلامية عدة. ومع ذلك لم يخفت صوتها يوماً. عرفت الاذاعة منذ تأسيسها وحتى العام 1995 عصراً ذهبياً. إلا أن أمرين مفصليين حدّا من اندفاعة هذا المنبر. الأول محاولة منع الترخيص لها في العام ,1996 ومنعها من بث الاخبار والبرامج السياسية. والثاني تداعيات انفصالها عن تلفزيون «نيو.تي.في». فتراكمت الخسائر المادية والبشرية والتقنية في آن. وفيما نرى الإذاعة عاجزة عن اصلاح هوائي في الشمال، قصف خلال «حرب تموز»، فإن ذلك يشكل جزءاً فقط من الصورة. فالإذاعة تسعى لاستعادة ألقها الماضي. فإلى أي مدى ستنجح؟ يؤكد مدير البرامج رضوان حمزة، الذي واكب الاذاعة منذ تأسيسها، ان ابرز ملامح صلابة الإذاعة هو أنها مهما كبت، فهي ضد ما هو طائفي «وسياسي فسادي». ويرفض القول إن وسائل الإعلام المرتكزة على بعد سياسي أو طائفي تحتكر غالبية المواطنين. فالجمهور اللاطائفي النظيف برأيه، «بيكاره» أوسع من «بيكار» الطوائف مجتمعة. وإذا كان يضعف احياناً امام الحقن الطائفي والمذهبي، فهذا لن يمنع الغالبية الساكتة من ان تتبين الهواء الابيض من الهواء الاسود. لكن، ألم تتغير هوية مستمعي الاذاعة، ألم تتقلص اليوم دائرة جمهورها؟ يتجنب حمزة التحدث عن «احصاءات تجارية مزيفة»، بل يستشهد بما حصل في ليلة افتتاح مسرحية «صح النوم» في مسرح «بيال»، الذي كان تزامن مع بداية اعتصام المعارضة في وسط بيروت، ليؤكد كثافة جمهورها. آنذاك تهافتت الاتصالات المستفسرة عن سريان العرض ام تأجيله. وقبل حوالى ساعة من بدء العرض، انفردت «صوت الشعب» بالإعلان عن عدم تأجيل الافتتاح، ما حافظ على قوة الحضور الموازي لعدد المقاعد المحجوزة. هذا الكلام يفتح المجال للحديث حول اسباب تقهقر الاذاعة منذ العام 1996 «مع منعها من بث البرامج والاخبار السياسية. ارادوا ان «يسقطونا» بالبلد. «جرجرونا» على مدى اشهر للحصول على الترخيص. الكادر البشري الذي كان يعمل في القسم السياسي لم ينتظر طويلاً، وكذلك شركات الاعلانات، ما تسبب بتراكم العجز وعدم دفع حقوق الموظفين ومستحقات صندوق الضمان الاجتماعي». وثمة امتحان آخر مرت به الاذاعة، من خلال تحويل رأس مالها الكبير الى «نيو.تي.في» أيام الشراكة بينهما. ويلفت النظر الى «وجود موظفين غير حزبيين منذ التأسيس. وليس لدينا مكاتب حزبية في الاذاعة. والفريق العامل اليوم وطني بامتياز». اما نسبة العجز؟ فهي «عالية جداً، ولكن سيصلح العطار ما افسده القهر»، كما يقول. هذه العبارة لا تدل على نية مستقبلية فحسب، بل تستند الى خطوات عملية بوشر بتنفيذها. يقول حمزة: «قمنا بتسديد عدة ملايين من الديون حتى اليوم لمؤسسات ومصارف وموظفين، تشكل ما نسبته 20٪ من العجز. وننتظر صدور قانون (قيد البحث) يسمح لنا بتقسيط مستحقات الضمان، ما يحل الجزء الاكبر من ازمتنا المادية». وماذا بشأن حقوق الموظفين المتراكمة؟ يرد بالقول: «نسدد هذه الحقوق بالتقسيط وببطء..». في المقابل، ثمة محاولات يقوم بها البعض «لإنعاش» الاذاعة. يتحدث حمزة في هذا الاطار عن الفنان زياد الرحباني «الحاضر بقوة في الاذاعة منذ انطلاقتها، والمعلن الرسمي عن افتتاحها تلفزيونياً، والمساهم فيها عبر برنامج «العقل زينة»، جاذباً جمهوره اليها». وإذا كان الرحباني «يحلب صافياً» مع الاذاعة كما يقول، فثمة حكم آخر على الفنان مارسيل خليفة، الذي «حاولنا معه لإحياء حفل فني لدعم الاذاعة. وعندما «تكرّم» بالرد، احال الامر الى منتجه الخاص، لاجراء عقد عمل وتحديد اجره». ويضيف ساخرا «السيد خليفة مشغول بالسلام العالمي والنوايا الحسنة مع كوفي انان وفقه الله. انا لست ميالاً لإحياء أنشطة من قبل المؤسسات لدعمها مادياً، ولكن اذا كان ثمة داعم بشكل لا يمسّ بقيمة الاذاعة «كنادي اصدقاء صوت الشعب» مثلاً، فليس هناك مانع». وفيما تحاول الإذاعة اليوم نفض غبار ازماتها المتتالية، يستعير حمزة، في وصف محاولات استعادة عزها، عبارة لحسين مروة كان كتبها لحبيبته «والآن يا حبيبتي ، كيف ندخل في حجمنا من جديد؟».

فاتن قبيسي عشرون سنة مرت على ولادة «صوت الشعب». رفيقة المستمع في سراء الوطن وضرائه، في تألقها وكبواتها. لم تشهد هذه المؤسسة ظروفاً وردية دائماً، لم تحظ غالباً بالدعم السياسي او المادي، على غرار مؤسسات إعلامية عدة. ومع ذلك لم يخفت صوتها يوماً. عرفت الاذاعة منذ تأسيسها وحتى العام 1995 عصراً ذهبياً. إلا أن أمرين مفصليين حدّا من اندفاعة هذا المنبر. الأول محاولة منع الترخيص لها في العام ,1996 ومنعها من بث الاخبار والبرامج السياسية. والثاني تداعيات انفصالها عن تلفزيون «نيو.تي.في». فتراكمت الخسائر المادية والبشرية والتقنية في آن. وفيما نرى الإذاعة عاجزة عن اصلاح هوائي في الشمال، قصف خلال «حرب تموز»، فإن ذلك يشكل جزءاً فقط من الصورة. فالإذاعة تسعى لاستعادة ألقها الماضي. فإلى أي مدى ستنجح؟ يؤكد مدير البرامج رضوان حمزة، الذي واكب الاذاعة منذ تأسيسها، ان ابرز ملامح صلابة الإذاعة هو أنها مهما كبت، فهي ضد ما هو طائفي «وسياسي فسادي». ويرفض القول إن وسائل الإعلام المرتكزة على بعد سياسي أو طائفي تحتكر غالبية المواطنين. فالجمهور اللاطائفي النظيف برأيه، «بيكاره» أوسع من «بيكار» الطوائف مجتمعة. وإذا كان يضعف احياناً امام الحقن الطائفي والمذهبي، فهذا لن يمنع الغالبية الساكتة من ان تتبين الهواء الابيض من الهواء الاسود. لكن، ألم تتغير هوية مستمعي الاذاعة، ألم تتقلص اليوم دائرة جمهورها؟ يتجنب حمزة التحدث عن «احصاءات تجارية مزيفة»، بل يستشهد بما حصل في ليلة افتتاح مسرحية «صح النوم» في مسرح «بيال»، الذي كان تزامن مع بداية اعتصام المعارضة في وسط بيروت، ليؤكد كثافة جمهورها. آنذاك تهافتت الاتصالات المستفسرة عن سريان العرض ام تأجيله. وقبل حوالى ساعة من بدء العرض، انفردت «صوت الشعب» بالإعلان عن عدم تأجيل الافتتاح، ما حافظ على قوة الحضور الموازي لعدد المقاعد المحجوزة. هذا الكلام يفتح المجال للحديث حول اسباب تقهقر الاذاعة منذ العام 1996 «مع منعها من بث البرامج والاخبار السياسية. ارادوا ان «يسقطونا» بالبلد. «جرجرونا» على مدى اشهر للحصول على الترخيص. الكادر البشري الذي كان يعمل في القسم السياسي لم ينتظر طويلاً، وكذلك شركات الاعلانات، ما تسبب بتراكم العجز وعدم دفع حقوق الموظفين ومستحقات صندوق الضمان الاجتماعي». وثمة امتحان آخر مرت به الاذاعة، من خلال تحويل رأس مالها الكبير الى «نيو.تي.في» أيام الشراكة بينهما. ويلفت النظر الى «وجود موظفين غير حزبيين منذ التأسيس. وليس لدينا مكاتب حزبية في الاذاعة. والفريق العامل اليوم وطني بامتياز». اما نسبة العجز؟ فهي «عالية جداً، ولكن سيصلح العطار ما افسده القهر»، كما يقول. هذه العبارة لا تدل على نية مستقبلية فحسب، بل تستند الى خطوات عملية بوشر بتنفيذها. يقول حمزة: «قمنا بتسديد عدة ملايين من الديون حتى اليوم لمؤسسات ومصارف وموظفين، تشكل ما نسبته 20٪ من العجز. وننتظر صدور قانون (قيد البحث) يسمح لنا بتقسيط مستحقات الضمان، ما يحل الجزء الاكبر من ازمتنا المادية». وماذا بشأن حقوق الموظفين المتراكمة؟ يرد بالقول: «نسدد هذه الحقوق بالتقسيط وببطء..». في المقابل، ثمة محاولات يقوم بها البعض «لإنعاش» الاذاعة. يتحدث حمزة في هذا الاطار عن الفنان زياد الرحباني «الحاضر بقوة في الاذاعة منذ انطلاقتها، والمعلن الرسمي عن افتتاحها تلفزيونياً، والمساهم فيها عبر برنامج «العقل زينة»، جاذباً جمهوره اليها». وإذا كان الرحباني «يحلب صافياً» مع الاذاعة كما يقول، فثمة حكم آخر على الفنان مارسيل خليفة، الذي «حاولنا معه لإحياء حفل فني لدعم الاذاعة. وعندما «تكرّم» بالرد، احال الامر الى منتجه الخاص، لاجراء عقد عمل وتحديد اجره». ويضيف ساخرا «السيد خليفة مشغول بالسلام العالمي والنوايا الحسنة مع كوفي انان وفقه الله. انا لست ميالاً لإحياء أنشطة من قبل المؤسسات لدعمها مادياً، ولكن اذا كان ثمة داعم بشكل لا يمسّ بقيمة الاذاعة «كنادي اصدقاء صوت الشعب» مثلاً، فليس هناك مانع». وفيما تحاول الإذاعة اليوم نفض غبار ازماتها المتتالية، يستعير حمزة، في وصف محاولات استعادة عزها، عبارة لحسين مروة كان كتبها لحبيبته «والآن يا حبيبتي ، كيف ندخل في حجمنا من جديد؟».

السبت، 24 فبراير 2007


حضر حفلتها ما يقارب 7 آلاف شخص ... جوليا تكسر بأغانيها صمت بيروتبيروت - رنا نجار الحياة - 12/11/06//ليس مستغرباً أن تترجم المطربة اللبنانية جوليا بطرس موقفها الصارم والواضح تجاه المقاومة وتُغني «أحبائي» لـ «رجال الله». فقد صدح صوتها من تحت نيران الحرب الأهلية اللبنانية، وفي ظل الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، ليعلو ويصرخ «غابت شمس الحق» أغنيتها الأولى في العام 1985. ومن ثمّ تتالت أغانيها الوطنية: «منرفض نحنا نموت»،»وين الملايين»، «قوّة تحدي»، «يا ثوار الأرض»، «القرار»، «أنا بتنفّس حرية»، «ما عم بفهم عربي»، «أصرخ للكبار»، وغيرها من الأغنيات.جوليا بطرس تؤدي إحدى أغنياتها (إ ب أ) جوليا التي نشأت في بيت ينتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، صرّحت في أكثر من مقابلة أن الفنان ابن بيئته ولا يمكنه أن يعزل فنّه عن حياته السياسية. وفي حرب تموز (يوليو) الماضي، وقفت أمام مبنى الأمم المتحدة بين الآلاف من أبناء وطنها الذين هتفوا ضد العدوان والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق اللبنانيين. «لم أستطع أن أقف مكتوفة اليدين» أكدت. فجاء عمل «أحبائي» الذي كتب كلماته المستوحاة من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الشاعر غسان مطر ولحّنه زياد بطرس، ومن ثمّ تحوّل العمل من فني إلى اجتماعي، يعود ريع حفلاته التي بدأت من بيروت أول من أمس، وتنتقل إلى قطر (12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري)، ودبي (14 منه)، ودمشق (16 منه)، وحلب (18 منه)، إلى مساعدة عائلات الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. وذلك في رعاية المشروع الإماراتي لدعم إعادة إعمار لبنان.المستغرب أن يتحوّل خطاب رجل سياسي، على رغم وجدانيته وواقعيته وصدقيّته، إلى عمل فني في القرن الحادي والعشرين! وهو ما لم نعد نسمعه منذ غنّى عبدالحليم حافظ من كلمات جمال عبد الناصر «إحنا بنينا السدّ العالي». وعلى رغم جمالية أغنية «أحبائي» المعبّرة التي تدخل صميم الجرح اللبناني، وبفيلمها المصوّر في بنت جبيل المدمّرة (إخراج صوفي بطرس).إلا أنه كان في إمكان الشعراء اللبنانيين، وما أكثرهم، أن يُحيكوا قصائد نابضة من أرض الشعب بدل أن تكون الخطابات السياسية «منزلة» من الطبقة الحاكمة إلى الطبقة المحكومة. وهنا يُطرح السؤال، ما إذا كانت جوليا هي التي فضّلت ذلك، لما له من تبعات على توسيع جمهورها الذي كان أصلاً واسعاً منذ انطلاقتها. أم أنها أرادت تقريب سيّد المقاومة من جماهيرها العربية واللبنانية.في أي حال، استطاعت جوليا أن تتحدّى كل من راهن على عدم استمرارية التزامها الخط الوطني، إلى جانب تأديتها وفي شكل رائع الخط الدرامي والعاطفي، إذا صحّ التعبير. كما أنها استطاعت أن تكسر صمت بيروت في أول احتفال بعد الحرب الأخيرة، اذ حضر حفلتها ما يُقارب السبعة آلاف شخص، وأدّت خلالها 19 أغنية للحبيب والوطن معاً. وألهبت آلات 50 عازفاً بقيادة المايسترو هاروت فازليان، القاعة الكبيرة في الـ «فوروم دو بيروت»، حيث لم يبقَ كبير أو صغير من الحضور جالساً على كرسيّه، فالتصفيق وحده لا يشفي غليل جمهور عانى لأكثر من 33 يوماً من الحصار والدمار، إذ تعدّاه إلى «التهييص» والتلويح بالأعلام اللبنانية وأعلام حزب الله والحزب القومي، إلى الرقص، علّ ذلك كله يكون وسيلة بديلة من المنازعات والمشاحنات اللبنانية الداخلية.

بيروت: إنّها الموسيقى.. لا مكان هنا لا لصوت الفنان اللبناني مرسيل خليفة ولا لشعر محمود درويش ولكن الاثنين حضرا معا في عمل موسيقي يحمل عنوان "تقاسيم" تكريما للشاعر الفلسطيني.يحاول مرسيل خليفة بالعود والايقاع والكمنجات في اسطوانة جديدة استعادة ترددات الشاعر الفلسطيني الجمالية والعاطفية والروحانية والفكرية بواسطة موجات نغمية تقول بالموسيقي ما لم يستطع صوت مرسيل قوله في كل ما غنى لدرويش.والتقاسيم نمط موسيقي لا يلزم العازف لا بتأليف مسبق ولا بايقاع بحيث يأخذ جملة ويركب عليها مثل الارتجال.وهكذا يأخذ مرسيل خلية صوتية ويركب تقاسيمه عليها وسط تناوب بالالات والجمل الموسيقية. ويتميز عمل "تقاسيم" بالحوار بين الات عدة وبالمساحة العريضة في قرارات العود حيث ابتعد خليفة في عزفه عن المهارة السطحية واثبت سيطرة تامة على طول النوتة وعلى ترجيف النبرة الموسيقية ونقل اصابعه على الاوتار برشاقة وسرعة فائقة.وعلى الرغم من ان الكونترباص لم يكن في اساس التقاسيم القديمة الا ان خليفة استعان بهذه الالة كايقاع ليملا الطابق الارضي للموسيقى فبدا صوت هذه الالة الجهوري وكأنه خارج من هوة عميقة ليملا اساس الجملة الموسيقية.وغالبا ما تتصاعد التقاسيم الموسيقية من اسفل الى اعلى غير ان الناقد الفني جورج مهنا يعتبر ان اوجه التجدد لدى مرسيل خليفة تكمن في انه "يبدأ بنوتة عالية وكأنه يبدأ بحرف واو وكأنه يتابع امرا بدأ به من قبل. هذه امور جديدة لم تكن موجودة."وقال مهنا "الذي يلفت عمل تقاسيم هو رصانته وغناه وهو عمل مركب جدا ورغم ذلك يحتوي على صفاء وشفافية... من التراث القديم الذي مازال مرسيل يحافظ عليه هو انه من جملة موسيقية على نغم ما يصل الى مكان يتشعب فيه الى عدة نغمات."اضاف لرويترز "كان حساسا وليس عاطفيا. في تقاسيم مرسيل لا يوجد جموح مع انه وصل الى اعلى درجات السيطرة على الالة والرشاقة. العود يساعده كثيرا وخصوصا عوده العراقي وخشتبه العتيق."وابدى اعجابه بفكرة اهداء تقاسيم موسيقية لشاعر وتساءل "محمود درويش عندما يكتب ويقرأ الشعر الا تكون كل اوتار الدنيا تحت اصابعه. اليس هذا مشهد مسرحي.."ويقول مرسيل خليفة في كلمة ترافق الاسطوانة "لسنين طويلة ارتبطت موسيقاي بشعر محمود درويش فتالفت اعمالنا في ذاكرة الناس حتى صار اسم احدنا يستذكر اليا اسم الاخر."ويضيف "يقيني ان شعره كتب لاغنيه لاعزفه اصرخه اصليه اذرفه... احكيه ببساطة على اوتار عودي واذا ما اشركت كل الات الاوركسترا مع كلماته وصوتي طلع ذلك الانشاد الذي يهز ويؤاسي.. يحث ويقاوم."وانطلقت تجربة خليفة الموسيقية الحاصل على لقب فنان السلام عام 2005 من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في السبعينيات حيث شكل توأمة فنية مع محمود درويش دون ان يتعرف عليه مع بداية الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.ولحن خليفة لدرويش العديد من القصائد التي ذاع صيتها وكان ابرزها "جواز السفر" و"امي" و"ريتا" و"انا يوسف يا ابي".

بيروت: إنّها الموسيقى.. لا مكان هنا لا لصوت الفنان اللبناني مرسيل خليفة ولا لشعر محمود درويش ولكن الاثنين حضرا معا في عمل موسيقي يحمل عنوان "تقاسيم" تكريما للشاعر الفلسطيني.يحاول مرسيل خليفة بالعود والايقاع والكمنجات في اسطوانة جديدة استعادة ترددات الشاعر الفلسطيني الجمالية والعاطفية والروحانية والفكرية بواسطة موجات نغمية تقول بالموسيقي ما لم يستطع صوت مرسيل قوله في كل ما غنى لدرويش.والتقاسيم نمط موسيقي لا يلزم العازف لا بتأليف مسبق ولا بايقاع بحيث يأخذ جملة ويركب عليها مثل الارتجال.وهكذا يأخذ مرسيل خلية صوتية ويركب تقاسيمه عليها وسط تناوب بالالات والجمل الموسيقية. ويتميز عمل "تقاسيم" بالحوار بين الات عدة وبالمساحة العريضة في قرارات العود حيث ابتعد خليفة في عزفه عن المهارة السطحية واثبت سيطرة تامة على طول النوتة وعلى ترجيف النبرة الموسيقية ونقل اصابعه على الاوتار برشاقة وسرعة فائقة.وعلى الرغم من ان الكونترباص لم يكن في اساس التقاسيم القديمة الا ان خليفة استعان بهذه الالة كايقاع ليملا الطابق الارضي للموسيقى فبدا صوت هذه الالة الجهوري وكأنه خارج من هوة عميقة ليملا اساس الجملة الموسيقية.وغالبا ما تتصاعد التقاسيم الموسيقية من اسفل الى اعلى غير ان الناقد الفني جورج مهنا يعتبر ان اوجه التجدد لدى مرسيل خليفة تكمن في انه "يبدأ بنوتة عالية وكأنه يبدأ بحرف واو وكأنه يتابع امرا بدأ به من قبل. هذه امور جديدة لم تكن موجودة."وقال مهنا "الذي يلفت عمل تقاسيم هو رصانته وغناه وهو عمل مركب جدا ورغم ذلك يحتوي على صفاء وشفافية... من التراث القديم الذي مازال مرسيل يحافظ عليه هو انه من جملة موسيقية على نغم ما يصل الى مكان يتشعب فيه الى عدة نغمات."اضاف لرويترز "كان حساسا وليس عاطفيا. في تقاسيم مرسيل لا يوجد جموح مع انه وصل الى اعلى درجات السيطرة على الالة والرشاقة. العود يساعده كثيرا وخصوصا عوده العراقي وخشتبه العتيق."وابدى اعجابه بفكرة اهداء تقاسيم موسيقية لشاعر وتساءل "محمود درويش عندما يكتب ويقرأ الشعر الا تكون كل اوتار الدنيا تحت اصابعه. اليس هذا مشهد مسرحي.."ويقول مرسيل خليفة في كلمة ترافق الاسطوانة "لسنين طويلة ارتبطت موسيقاي بشعر محمود درويش فتالفت اعمالنا في ذاكرة الناس حتى صار اسم احدنا يستذكر اليا اسم الاخر."ويضيف "يقيني ان شعره كتب لاغنيه لاعزفه اصرخه اصليه اذرفه... احكيه ببساطة على اوتار عودي واذا ما اشركت كل الات الاوركسترا مع كلماته وصوتي طلع ذلك الانشاد الذي يهز ويؤاسي.. يحث ويقاوم."وانطلقت تجربة خليفة الموسيقية الحاصل على لقب فنان السلام عام 2005 من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في السبعينيات حيث شكل توأمة فنية مع محمود درويش دون ان يتعرف عليه مع بداية الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.ولحن خليفة لدرويش العديد من القصائد التي ذاع صيتها وكان ابرزها "جواز السفر" و"امي" و"ريتا" و"انا يوسف يا ابي".
شيراك يشجع 14 آذار على تقديم الملف الرئاسي مجدّداً
إبراهيم الأمين
التضارب في مواقف المعارضة والسلطة ليس مردَّه تناقض في المعطيات، بل في تقدير بعض المعلومات الواردة من الخارج وتقويمها. وثمة معركة قاسية تجري الآن تحت عنوان «محاكمة النوايا»، الأمر الذي ينعكس في آلية التواصل والتوسط بين الجانبين، وهو ما يلمسه أكثر الوسطاء العرب الذين يخشون انفجاراً بسبب تفاقم ازمة الثقة بين الطرفين.وجديد فريق 14 آذار، أنه تلقّى معلومات موثوقة المصدر عن موافقة سورية مبدئية على إقرار المحكمة الدولية، وهي موافقة من شأنها فتح الباب أمام حل للعقدة الاخرى المتمثلة بملف الحكومة. ويقول مصدر من قلب هذا الفريق، إن هناك شكوكاً قوية لدى قيادة 14 آذار في الموقف السوري، وإن النائب سعد الحريري تحديداً، يعبّر عن هذا الأمر بقوة من خلال تقويمه السلبي لهذا الموقف السوري. وهو أمر يلفت إليه مصدر آخر من فريق 14 آذار يقول إن الحريري يتصرف حتى اللحظة على أساس أن الموقف السوري مجرد مناورة، وأن القصد منه نصب كمين محكم يؤدي إلى تمرير حكومة الوحدة الوطنية بحسب اقتراح المعارضة، ثم يصار إلى إيجاد آليات لتعطيل إقرار المحكمة، سواء من داخل الحكومة أو من خلال أطر أخرى.وبحسب هذا المصدر، فإن الحريري، ومعه بدرجة كبيرة كل فريق 14 آذار، يعتقدون أنه لا بد من إبراز هذه الخشية لتنبيه الوسطاء إلى ضرورة اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لجعل الموقف السوري خطوة عملية سريعة التثبيت، وألا يكون الأمر مقتصراً فقط على مواقف عامّة أو حتى على تسهيلات تقدّم في مرحلة ثم تتقدم الصعوبات لتحل محلها. وإن الحريري بحث هذا الامر مع السعوديين ومع آخرين بينهم فرنسا وروسيا. وهو في المقابل مضطر لأن يناقش أمر الحكومة بطريقة توفر له الضمانات الكافية لتحقيق هدف إقرار المحكمة الدولية.وبحسب هذا المصدر، فإن الحريري لم يقرّ بعد، مثل باقي فريق 14 آذار، بقاعدة 19 + 11، والأمر ليس رهن الحصول على ضمانات كلامية مثل التي سمعها السفيران السعودي والمصري، أو التي تكررت أمام الأمين العام للجامعة العربية على لسان أبرز قادة المعارضة. بل إن هناك حاجة لضمانات موثوق بها، يصعب توفيرها من دون الاتفاق على مواصفات الوزير الحادي عشر الذي يُفترض أن يكون مقبولاً من الطرفين، بما يضمن لفريق السلطة أساساً عدم التهرّب من أي اتفاق يمكن أن يحصل على المحكمة الدولية.لكن الموقف من جانب المعارضة يتصل بأن فريق 14 آذار ليس طليق اليدين، وأنه في ملف المحكمة يريد أن يكون تحت سقف المطالب الدولية التي تريد استثماراً سياسياً مباشراً، وأنه يصعب إقناع أحد في العالم بأن الولايات المتحدة تمثل جمعية خيرية تريد فعلاً تحقيق العدالة في لبنان، أو في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وثمة ما هو أكثر من سذاجة عند الذين يتحدثون اليوم بمنطق أن الغرب ليس وصيّاً على فريق السلطة، بل إن هناك تقاطعاً في المواقف أو حتى في المصالح. وهذا الكلام في حسابات المعارضة، يعني أمراً واحداً هو: فريق 14 آذار يرهن نفسه للدعم الخارجي، وبالتالي هو محكوم بحسابات هذا الخارج. فإذا كان مطلب العدالة هو هدف المحكمة، فسيظلّ البحث مفتوحاً بشأن أفضل السبل لإنتاج محكمة قادرة على توفير عناصر العدالة وتصل إلى الخلاصات المطلوبة. أما الجانب الآخر من اللعبة، فهو برأي المعارضين يرتبط بحسابات القوى المسيطرة على فريق السلطة، حيث إن تيار «المستقبل» ليس بصدد التعامل بواقعية لجهة أن هناك شركاء له في الوطن، وبالتالي فإن مكابرته ستقوده إلى خسائر كبيرة لاحقاً. بينما يتصرف الشريكان الآخران، أي وليد جنبلاط وسمير جعجع، انطلاقاً من قناعتهما بأن تسوية ومشاركة حقيقيتين، من شأنهما تقليص الحضور المنفوخ لهذين الطرفين.لكنّ ثمة تطوراً جديداً يلفت إليه مطلعون من فريق 14 آذار ويخص الموقف الفرنسي. ويشير هؤلاء إلى أن الرئيس جاك شيراك وفريقه العامل في الملف اللبناني، يحضّون فريق السلطة على إدخال تعديلات على برنامج العمل السياسي الخاص بهم، والعمل على فرض توسيع جدول الأعمال وعدم حصره في بندي المحكمة والحكومة، والعودة إلى ملف رئاسة الجمهورية الذي يعتقد الفرنسيون أنه أساسي، وأن إطاحة الرئيس إميل لحود والإتيان برئيس آخر وفق التوازنات القائمة حالياً، من شأنهما توفير ضمانات كبيرة حيال منع التعطيل القائم حالياً برأي الفرنسيين، الذين يحذّرون من «المناورة السورية القائمة على أن وجود الرئيس إميل لحود سيوفر فرصة لنصب كمين جديد للمحكمة الدولية، وإذا ما تم إقرار المشروع في الحكومة فسيقف من جديد عند رئاسة الجمهورية. ويفترض الفرنسيون، مثل غالبية قوى 14 آذار، أن سوريا معنية بمنع قيام المحكمة تحت أي ظرف من الظروف».ويبدو في هذا السياق، أن حركة الوسطاء العرب والأجانب تتعرقل وفق هذه الحسابات، فالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، يقرّ ضمناً بأنه لم يحصل على التنازلات الكافية ليبادر إلى اقتراح جدول زمني للحل. وهو يقرّ علناً بأنه الآن أمام مطلبين، واحد للمعارضة، ومعها سوريا، بتوفير ضمانات ثابتة بأن المحكمة لن تسيَّس، وبالتالي فإن هذه الضمانة تكون أقوى إذا ما جرى انتظار نتائج التحقيق قبل إقرار المحكمة.. في مقابل مطالبة فريق 14 آذار بضمانات بأن فريق المعارضة لن يعطّل الحكومة بهذه الذريعة أو تلك. وبالتالي، فإن فريق السلطة يرى هذه الضمانة في كيفية اختيار الوزير الحادي عشر. وفي الحالتين، يعرف موسى أن من بيده الأمر ليس موجوداً فقط في بيروت، وهو فكّر مثل السعودية وإيران، بأن الحل يحتاج الى تبديد بعض الهواجس وإلى إعادة الاعتبار لعنصر الثقة بين الأطراف المتنازعة، وهو ما فرض الدعوة، والعمل على فتح قنوات تواصل مباشر بين فريقي النزاع من دون توهّم الوصول قريباً إلى النتائج المرجوّة.وفي انتظار تبلور المواقف العملية من الخطوات اللاحقة، يبدو أن جنبلاط سيمضي قدماً نحو التسليم الكلّي بإدارة أميركية لكل مواقعه ومصالحه. وهو يعرف تمام المعرفة أن ثمّة حاجة إلى عقل خلاّق غير متوافر في عالمنا الحاضر، ليقنع الجمهور بأن الإدارة الأميركية مجتمعةً لا تنام الليل لأن جنبلاط سيتكرّم عليها بمشورة، أو هي تستنفر كل طاقاتها لخدمته لما لأفكاره من إضافة إلى الحرية والديموقراطية الاميركية المتفشية في العالم، والتي يبدو العراق مسرحاً جيداً لاختباراتها. وهذا يعني أن الكل ينتظر ما سيحمله جنبلاط من أمر عمليات أميركي لهدم ما بقي من الهيكل!عدد الجمعة ٢٣ شباط

الجمعة، 23 فبراير 2007


حول آخر فالنتين [4]
زياد الرحباني
... إن التروّي هو فريق التقدمي الاشتراكي لكرة السلّة ومصالحات الجبل، بمعنى أن التروّي واجب قبل البدء بالتهجير القادم (يتبع). إن التحالف الرباعي الذي صنع الأكثرية النيابية العجيبة، يجب ألّا يُمسّ، أعني بعدما صار ثلاثياً (راجع «مثلّث الصمود والخصخصة» ـ فالنتين 1).ألاّ يُمسّ سياسياً أولاً، لذا يجب أن يُمسك التقدمي الأيوبي الاشتراكي نفسه عن أي تهجير جديد للمسيحيين مهما فعلوا أو انفعلوا فأحبوا، مثلاً، سمير جعجع كثيراً وراحوا يعلّقون صوره إلى جانب صور وليد بك بأحجام متساوية أو عادوا يختالون بصلبان ضخمة مخيفة. يجب أن يعمل الاشتراكي بكدّ ومواظبة لتذكيرهم، يومياً بمن هو جورج عدوان لا على حقيقته طبعاً، بل كما اتُّفق عليه في المختارة، حيث دِينُ عدوان ومعبوده، الدروز، الذين بدورهم سيحبونه حتى لو لم يحتج إلى أصواتهم وقتها، ونجح بصوت وليد بك فقط. هكذا تكون الانتخابات والنزاهات وبالتالي الأكثريات. المهمّ، هكذا يُبنى المستقبل!ثانياً، ألّا تُمسّ الأكثرية المثلّثة البلدية، إعلامياً، وهنا تكمن خطورة نقل كرة السلّة تلفزيونياً. إن بث تلفزيونَيْ «المستقبل» و«ال.بي.سي»، شبه موحّد الآن، من المحكمة الدولية إلى الشهداء أحياءً وأمواتاً، إلى «حب الحياة»، إلى كراسي «سوليدير» الفارغة أمام مضارب الإيرانيين الجنوبيين وخيمهم وشلل حلفائهم، الموارنة صحيح، إنما مع «جنرال حارة حريك»، أي الضاحية، يا إلهي، بطريق الصدفة والقدر، إلى موارنة المردة السوريي الهوى، إلى آخر الغيث من قوميين سوريين وشيوعيين، الذين وُجدوا عموماً لتلبيك الحياة وتعقيدها، هذه الحياة التي تعبدها الأكثرية. فهم أُناس غير واضحي المعالم ولا حتى المناطق، ولا أسماؤهم تدل عليهم، «ما دينهم، يا أخي؟»... يهدرون وقت الأكثرية وأعصابها ليس إلاّ. إن التلفزيونين المذكورين، الماروني ــــــ المسيحي والسنّي ــــــ المسلم، يتبادلان، اليوم، البث خلال تغطية أخبار الأكثرية وهما على أحسن حال. فلمَ العودة إلى فترة «يا خرابي الإعلامية»؟ حيث كانت نشرة أخبار كلٍّ منهما تبدأ بتهنئة فريقه لكرة الطائفة والسلّة، إن هو ربح طبعاً، أو بتفنيد انحياز الحَكَم إن هو خسر، ومن النشرة إلى الشوارع مباشرة. انحيازٌ إعلاميّ لم تكن تهزّه أو تقطعه، حتى عملية ناجحة للمقاومة في جنوب لبنان. ولمَ لا؟ فقناتاهما تحبان الحياة، خيام الهنا ونهر الفنون، و«تفكّران ثم تربحان أو تغنيان».أمام كل ذلك، لا تزال البلاد مقسومة، والمحاولات جارية للتوافق على كل نقطة خلاف بمفردها، بنيّة تسهيل الحلحلة. وتبقى عقدة المحكمة الدولية، لجهة تحديد مهماتها، نقطة الخلاف الأبرز. على الأقل بالنسبة للحكومة الحالية، إذ لا صفة أخرى لها حالياً، غير الحالية. وعلى فكرة، فهذه ميزتها الوحيدة المتفق عليها، فما العمل؟ إن اللاعب المخضرم فادي الخطيب، مثلاً، يرى أن المحكمة الدولية ضرورة وطنية، شرط ألاّ تتدخّل في تفاصيلنا الداخلية وألاّ تفتح الحسابات القديمة. فلجنة للتحكيم، مشتركةٌ من فريقي الحكمة والرياضي، هي وحدها المخوّلة بتّ موضوع تعاقده المزدوج مع الفريقين. وهو ربما يغادرهما نهائياً وينتقل إلى فريق بلوستارز، بعيداً عن تدابير الجيش في ساحتي النجمة، عفواً، الصلح والشهداء. وربما انتقل، إن طالت الأمور وتأزّمت، لا سمح الله، إلى فريق الجيش السوري، وهو يدرس عرضاً من بين عروض عديدة، جديّاً قُدّم له، كان سيوافق في وقتها عليه، لولا العيب والحياء والوطن والشهداء والمستقبل والماضي وحب الحياة. إنهم يحبّون الحياة، هكذا. أما الخطيب، فيفضّل عليها كرة السلّة. لكن فريق الأكثرية، الذي خسر في التصفيات نصف النهائية، فلا يمكنه أن يتأهّل للنهائيات ولا يحق له أن يتعادل مع أحد. بل يجب أن يستعيد نشاطه المعهود ويأخذ زمام المبادرة قبل المباراة الأخيرة.هذا ما يعوق الناس ويشلّ البلاد ويُقعد المعتصمين أياماً إضافية في الخيم وقد يؤدي إلى عصيان مدني، نتمنى أن تنتهي المباراة من دونه. هل سمعتم بمباراة واحدة لكرة السلّة أو القدم، في الكون، تنتهي بلا غالب ولا مغلوب؟ مستحيل! يُمدّد الوقت ثم يمدّد مجدداً، تعاد المباراة في أسوأ الأحوال، أما التعادل فساقط من قانون اللعبة. كيف، إذاً، بمباريات مستمرّة، لا غالب فيها ولا مغلوب، تؤجَّل ثم تعاوَد وتنتهي بالتعادل المتواصل؟ مَن سيأتي إليها؟ مَن يحضرها؟ مَن يهتم، مَن يشجّع، مَن يتابع؟ جمهورٌ من اليونيفيل، ربما، على رأسهم، فخرياً، كوفي أنان.
عدد الخميس ٢٢ شباط

الرواية الكاملة لـ «إعلان النوايا»
إبراهيم الأمين
لجنة سياسيّة من الفريقين تستعين بقانونيين لتُقرَّ تعديلات المحكمة وتتولّى توسيع الحكومة وتوزيع الحقائب
حتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم يكن فريق المعارضة قد تلقى جواباً من السفير السعودي عبد العزيز خوجة عن اقتراح “إعلان النوايا” الذي قدمه الرئيس نبيه بري باسم المعارضة. وظلت المؤشرات تأتي سلبية من أوساط فريق السلطة برغم ما أشيع عن تباين بين قواها الرئيسية. وقال مرجع قيادي في المعارضة: “مرة جديدة تظهر أصابع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، ومع ذلك فإن المعارضة سوف تمنح الفريق الآخر المزيد من الوقت كما ستوفر كل ما يحتاج إليه الوسيط السعودي لإنجاز المهمة. لكن ذلك لن يعفي قوى المعارضة من القيام بما يلزم لأجل التعبير مجدداً عن رفضها للسلطة القائمة”.وروى مصدر واسع الاطلاع لـ“الأخبار” ما حفلت به الأيام الماضية من اتصالات داخلية وخارجية مهمة، أبرزها ما نقله الرئيس سليم الحص إلى القيادتين السعودية والسورية في شأن وجود فرصة جدية للتوافق المحلي على ملفي المحكمة الدولية والحكومة، وسعيه في الوقت نفسه لترطيب الأجواء بين البلدين قبل اتخاذ دمشق قراراً في شأن مستوى تمثيلها في القمة العربية المقبلة في السعودية، حيث أكد المصدر أن سوريا لم تتلق بعد دعوة رسمية، وأن هناك كلاماً غير رسمي عن موفد سعودي رفيع المستوى يُرتقب وصوله إلى دمشق قريباً لنقل الدعوة إلى الرئيس بشار الأسد.وفي ما خص “إعلان النوايا” أوضح المصدر أن الرئيس بري كان قد تلقى من السفير السعودي عبد العزيز خوجة والسفير الإيراني محمد رضا شيباني مؤشرات إيجابية عن التواصل بين طهران والرياض، من بينها القبول بمبدأ حصول المعارضة على 11 وزيراً، وإلحاح فريق السلطة على توازٍ واضح في البت بأمرَي الحكومة والمحكمة الدولية، حيث إن فريق 14 آذار يريد ضمانات بإقرار المحكمة قبل تأليف الحكومة الجديدة. وقد أخذ بري على عاتقه بعد مشاورات مع قيادات المعارضة إعداد اقتراح بهدف “اختراق الجمود القائم، آخذاً بعين الاعتبار المقايضة التي أعاد النائب سعد الحريري طرحها في مهرجان 14 شباط الماضي. كما عمد إلى إعداد ما سمّاه “إعلان النوايا” الذي يقوم على فكرة إنشاء لجنة سياسية مشتركة بين فريقي السلطة والمعارضة من دون البحث في عدد كل من الوفدين، بحيث تتولى البدء بمناقشة ملف المحكمة الدولية، ويكون لها حق الاستعانة بمن تراه مناسباً من قانونيين ورجال قضاء بغية التفاهم على ملف الملاحظات الخاصة بمشروع المحكمة، على أن يصار إلى إعداد ورقة بهذه الملاحظات التي تتحول إلى تعديلات على المشروع الموجود لدى الحكومة، ثم تقوم اللجنة نفسها بصيغة التوسيع المفترض للحكومة من خلال ضم عشرة وزراء جدد بحيث يكون لفريق السلطة 19 وزيراً وللمعارضة 11 وزيراً.وفي أثناء عمل الرئيس بري على هذه الورقة، كان السفير السعودي في بيروت على تواصل دائم مع قيادات المعارضة، ولم يتوقف عن البحث مع الرئيس بري أو معاونه السياسي النائب علي حسن خليل. ثم جاءت زيارة النائب الحريري إلى السعودية لتعطي دفعاً جزئياً شجع بري على الطلب من خليل القيام بجولة على قيادات المعارضة بهدف جمع الملاحظات على مشروع المحكمة وتولي صياغتها ضمن ورقة واحدة قبل الشروع في عمل اللجنة. وعقد خليل اجتماعات عدة مع معاون الحريري النائب السابق غطاس خوري وعضو هيئة الحوار الإسلامي ــــــ المسيحي محمد السماك، ومن ثم طلب بري من خليل نقل هذه الصيغة إلى الحريري بواسطة خوري والسماك، وقد بقي الاتصال مستمراً حتى أول من أمس بين السفير السعودي وعين التينة، وحتى مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل. لكن الجواب الرسمي لم يصل إلى أحد.في هذه الأثناء، كان بري يزداد غضباً، وخصوصاً بعدما نجح في انتزاع تنازلات جدية من قوى المعارضة بينها التوافق على المحكمة قبل البت بالوضع الحكومي، ومنها تأجيل البحث في انتخابات نيابية مبكرة مقابل إقرار القانون أولاً، ثم جاء من يبلغه أن هناك مشكلة مع النائب وليد جنبلاط، فرد أنه يعرف حجم مشكلة الأخير مع القوى الداخلية ومع سوريا، وهو يستطيع أن يساعد على حلحلة معظم هذه الأمور ولكن على الجميع السير بالحل أولاً، إلى أن جاءه من يبلغه أن النائب الحريري الذي يتجاوب مع المقترح يواجه مشكلة مع مسيحيي 14 آذار، وأن هناك اعتراضاً من جانب قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع ثم هناك مشكلة أخرى تتعلق بتشكيلة اللجنة السياسية وإذا ما كانت تضم ممثلاً عن الرئيس أمين الجميل أو لا، وكلها أمور يعرف بري أنها تمثل تغطية لقرار ما أتى من جهة ما بعدم تسهيل الأمور، علماً بأنه دقق في المعلومات الواردة عن تراجع البحث الإيراني ــــــ السعودي بسبب انهماك رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني على لاريجاني بالمفاوضات المتعلقة بالملف النووي، لكن تأكد له من السعودية أيضاً أنه ليس هناك من مشكلة في هذا الأمر، فاضطر إلى إعلان تحذيره من أن سلوك فريق 14 سوف يوصل البلاد إلى أزمة سياسية وأن المعارضة تفكر بخطوات جديدة من بينها فكرة العصيان المدني.وإذ تحدث قياديون في فريق 14 آذار عن عرقلة مصدرها سوريا لأنها لا تريد حلاً لمشروع المحكمة، ذكر المصدر الواسع الاطلاع لـ“الأخبار” أن الرئيس الحص بحث في الأمر صراحةً مع القيادة السعودية، وهو أبلغ الملك عبد الله أن الأمر يتعلق بتعديلات وملاحظات تهدف إلى منع تسييس المحكمة، وخصوصاً أن هناك شكوكاً حيال بعض الأمور التي جرت في التحقيقات الأولية، علماً بأن الحص ركز مع الملك السعودي على أهمية مناقشة مباشرة بين القيادتين السعودية والسورية، وسمع من عبد الله أنه عاتب على تصريحات الأسد الشهيرة عن أنصاف الرجال، علماً بأنه كان أول من احتضن الأسد الابن بعد وفاة الأسد الأب، وأن هذا الكلام لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، ولا بد من توضيحات سورية له. وقد نقل الحص هذا الكلام إلى الرئيس السوري الذي أشار إلى احترامه للقيادة السعودية، لكنه لفت انتباه الحص إلى أن في السعودية ودول أخرى من اتهمه بأنه “طفل مغامر” يوم كان العالم ودول عربية تتآمر على المقاومة ولبنان، وهو كان يوفر كل أشكال الدعم السياسي وغير السياسي للمقاومة خلال تصديها للعدوان الإسرائيلي، وأنه هو من يحتاج إلى اعتذارات من الآخرين، برغم أنه راغب وصاحب مصلحة في تحسين مناخ العلاقات العربية ــــــ العربية لمواجهة ما تمر به المنطقة. كما سمع الحص من الأسد كلاماً واضحاً عن أن مشكلة المحكمة الدولية تتصل أساساً بمواقف أطراف عدة بينها قوى لبنانية ترفض التسييس.وحسب المصدر فإن معلومات مهمة تتعلق بهذا الملف وصلت إلى بيروت والرياض ومصدرها القاهرة، حيث تبلغت القيادة المصرية ملاحظات بريطانية هي الأولى من نوعها على مشروع المحكمة، أن هناك حاجة إلى عملية تدقيق لمواجهة الثغرات التي برزت خلال إعداد مشروع نظام المحكمة الذي “أقر على عجلة كما يبدو” بحسب ما نقلت المعلومات عن المصادر البريطانية، وهو أمر قيل إن الملك السعودي أبدى تفهمه الكامل له ودعمه لحوار يوصل إلى إقرار المحكمة بأفضل الطرق.في هذه الأثناء صدر موقف عن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول اجتماعه الأخير بالرئيس السوري، وبدا أن الموقف جاء بشكل توضيح متأخر لمواقف سبق أن قالها موسى عند زيارته دمشق. وهو قال أمس إن لقاءه مع الأسد “كان إيجابياً وتركز على موضوع المحكمة الدولية وتأليف الحكومة. وقد وجدت موقفاً إيجابياً لدى الرئيس الأسد ونحن مستمرون في التشاور مع سوريا والسعودية ومصر والدول العربية المعنية بشأن لبنان التي ترى خطورة فى استمرار الأزمة هناك”.وذكر موسى أنه اتصل أمس بكل من بري والرئيس فؤاد السنيورة ووزراء خارجية سوريا وليد المعلم والسعودية سعود الفيصل ومصر أحمد أبو الغيط والأردن عبد الإله الخطيب وكل الأطراف الإقليمية المعنية مثل إيران وتركيا بشأن لبنان والعراق.وقالت مصادر دبلوماسية عربية إن دمشق كانت قد عبرت عن استيائها من تصريحات موسى التي أعطت الانطباع بأن دمشق تعارض التوصل إلى حل في لبنان. ونقلت هذه المصادر عن مسؤولين سوريين: لماذا لا يصرح موسى بعد لقاء الملك السعودي أو الرئيس المصري أو يتحدث بعمومية أقرب إلى التفاؤل، لكنه أفاض في الحديث بعد الاجتماع بالأسد ثم تحدث في دمشق عن تعقيدات؟ وأن الأسد كان مرتاحاً إلى ما نقله الرئيس سليم الحص عنه من عدم معارضته توافقاً لبنانياً على المحكمة الدولية أو على الحل في لبنان.
عدد الخميس ٢٢ شباط

الخميس، 22 فبراير 2007



: عندي ثقة بأن المقاومة ستنتصر!



"وين الملايين؟ الشعب العربي وين؟!" هكذا تصرخ جوليا بطرس مستغيثة منذ بداية الحرب وهي تقول: "ضمير العالم ميّت، والعالم المتحضر كذبة، والمنظمات الدولية أفضل لها أن تعلن فشلها وعدم قدرتها على أن تكون فاعلة في ردع المعتدي أياً كان".
جوليا بطرس التي عرفت منذ بداياتها بالاغاني الوطنية وبينها "منرفض نحنا نموت" و "انا بتنشق حرية"، منذ الثاني عشر من تموز لا يغمض لها جفن، فقلبها على الأبرياء وتقول: "أعتبر أي طفل تحت النار، ومعرضاً للخطر في أي مكان من لبنان بأنه أحد أولادي". وهي تحاول بشتى السبل أن تقدم كامل المساعدة الى النازحين من خلال ما وصل الى بيروت من جمعية الصداقة الاماراتية اللبنانية في دبي.
ألهذا شاركت في تظاهرة الأسكوا في بيروت؟


ضمير العالم ميّت والعالم المتحضر كذبة!
نعم، فأنا لست مطربة فقط أكون مع الناس حين فرحتهم فقط، لأن أهميتي تكمن في أن أبادلهم المشاعر الصادقة حين يتعذبون وإلا فلا معنى لدوري بالكامل كفنانة، فكيف أغني لهم الوطن والثورة والحق والذود عن الأرض، ثم حين تقع الواقعة أختبئ ولا أحد يعثر عليّ، هذا عيب وعار على الفنان، على الأقل الملتزم بقضايا أمته.أنت تدركين أن قلّة من الفنانين فقط يجهرون برأيهم؟أعرف ذلك، لكن هذا ليس في حساباتي، أنا انسانة متصالحة مع نفسي مائة في المائة لا أستطيع ان اغني في ايام السلم ثم في حياتي العادية لا أظهر، ولا أكترث. لا. هذا مرفوض في مبادئي.
جئت الى بيروت لتمضية عطلة الصيف مع زوجك الياس أبي صعب، وولديك سامر (9 سنوات) وطارق (3 سنوات ونصف السنة) ثم انقلب كل شيء؟أنا لم أزعل لأن اجازتي تبدلت وباتت عبئاً عليّ بل أنا مطمئنة أكثر لأن ما يشهده لبنان من مفترق مصيري هذه الأيام أعايشه بكل جوارحي لحظة بلحظة.
يعني، انت مثلنا، تستمعين أخبار جديدة على الفضائيات، الاستماع الى التحليلات السياسية؟بل أكثر من ذلك فأنا أتعاون مع زوجي في توزيع 350 طناً من المساعدات عبر جمعية الصداقة الاماراتية اللبنانية بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.
وكيف تعاملت مع مجزرة قانا؟بكل الحزن والأسى والمواساة. عصافير الجنة ال 37 ومن تبقى من ال 57 ضحية، علامات ادانة للهجوم الغير القادر على فعل شيء في ساحة المواجهة، لذا فهو يلجأ الى التطاول على المدنيين ومن الجو.
العالم تأثر لكن مجلس الأمن كان بيانه عادياً؟


سفراء الفن كانوا أسرع من سفراء السياسة
لأن المنظمة ومتفرعاتها واقعة تحت وطأة وسطوة الأمم القوية وأمريكا ثم اسرائيل من بينها. لكن واجبنا ألا نتوقف.
تظاهر فنانون لبنانيون، وقام بعضهم بزيارات لبعض مراكز تجمع النازحين، فهل تجدين دوراً أهم وأفضل لهم على الساحة؟أنا ضد أن يقال لأي شخص حتى للفنان ماذا عليك أن تفعل، في مثل هذه الظروف. أنا أجد في مبادرة كل واحد منا لفعل ما يستطيعه خير سبيل للخدمة العامة.
ألا تجدين أن المطلوب مثلاً عمل عربي مشترك مثل: الحلم العربي؟هذا أمر جيد، وعلى كل أريد أن أشكر زملائي الفنانين كلهم لأن حميتهم كانت أسرع وأهم من أهل السياسة، وهذه تحسب للفنانين.
كيف تقرأين استقالة الفنان حسين فهمي من منصبه كسفير دولي للنوايا الحسنة؟ انه فنان شفاف صادق وابن أرض وقضية تحية له من القلب.
وجمال سليمان قد استقال هو الآخر من منصبه كسفير دولي في صندوق الأمم المتحدة للسكان؟(مبتسمة) سفراء الفن كانوا أسرع من سفراء السياسة في اتخاذ المبادرات التي تحفظ ماء الوجه العربي وترفع الرأس عالياً، تضامن ندعم به إخواننا الشباب المقاومين على جبهة الشرف العربي.ما الذي علينا انتظاره من المطربة جوليا لاحقاً؟أنا لا أعلن عادة عما أفعله، وما أقدمه في الغالب يكون وليد انفعالاتي وما يتطور عنها فأترجم مشاعري غناء.ماذا عن الآن؟


ان شاء الله نحتفل كلنا بالنصر
أنا عندي ثقة لا تتزعزع بأن المقاومة ستنتصر، وهي ستُخرج كل المتخاذلين والمشككين والانهزاميين، لذا فلا بأس من القول ان مثل هذا النصر لن يمر من دون تحية مني.
سأغني له، للأبطال، لأرواح الضحايا من المدنيين، والشهداء ممن سقطوا لكي نحيا نحن بكرامة ما تبقى من أيام لنا.
أيعني هذا أنك باقية في بيروت؟حتى الآن نعم.
وربما سأغادر الى دبي أنا وصوفي (أختها المخرجة) فهي ولّدت (أنجبت صبياً اسمته جاد) وربما بقينا معاً. لا أعرف الى الآن أي قرار سنتخذه معاً.
ندعو لك بدوام النجاح والتألق والجمعية الوطنية؟شكراً ان شاء الله نحتفل كلنا بالنصر.. يا رب.

موسى يستعد لخطوات كبيرة وعين على "مكة لبنانية" ؟ ابراهيم الامين


موسى يستعدّ لخطوات كبيرة وعين على “مكة لبنانية”؟
إبراهيم الأمين
يرفض مساعد الامين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف تقويم زيارته الاخيرة الى لبنان على اساس أنها كانت بهدف تحقيق تسوية وأنه فشل بالأمر. وهو يدعو من باب إنصاف ما تقوم به الجامعة العربية الى النظر الى المهمة الاخيرة من زاوية أن هدفها لم يكن كما قدّر من اعلن فشلها. بل هناك مدة زمنية طويلة نسبياً فصلت بين موعد الزيارة التي قام بها الوفد وبين مغادرة عمرو موسى بيروت. وأن هذه الفترة شهدت كمية كبيرة من الاحداث السياسية والامنية وحصلت اضرابات واعتصامات ومواجهات، كما اعلنت مواقف سياسية جديدة تتصل بنقاط البحث. لكن مبدأ التحرك المطلوب من الجامعة لم يتعرض لعملية ابعاد او تهميش، ولو أن اتصالات ومساعي تقوم بها جهات عربية واقليمية ودولية. وبالتالي فإن الجامعة تشعر بأنها معنية بخطوات جديدة، وكان لا بد لموسى من ان يطلع على ادق حقائق التطورات التي جرت في الفترة الماضية، ولأجل اعادة ربط الامور بعضها ببعض قبل الشروع في الخطوات الجديدة التي يعتقد يوسف انها باتت قريبة من دون ان يفصح عنها.وفي هذا السياق، يلفت يوسف الى أن ما قام به وفريقه في بيروت كان عبارة عن عملية استماع وتدقيق في مواقف جميع الاطراف المعنية بالأزمة في لبنان، وتحديد ما هو جديد في المواقف وما يمكن تصنيفه في خانة التشدد او المرونة. وبالتالي تكوين صورة جديدة هي التي وُضع موسى في اجوائها قبل الشروع في تقدير الموقف والخطوات الواجب اتباعها. وفي هذا الاطار يعرب يوسف عن امله في “انصاف” ما قام به وفد الجامعة في بيروت، وخصوصاً لجهة انه لا يمكن “بناء الموقف والتقدير وفق ما هو متداول اعلامياً فقط”.ومع ان يوسف يتوقف عن الكلام عند هذه الحدود، فإن مراجعة مع بعض الذين التقوه في بيروت، تشير الى الآتي:اولاً ــــ تبين ان وفد الجامعة تلقى ما هو اكثر من وعد وأقل من تعهد، ويقع في حدود التطمينات بأن تظل الامور هادئة في البلاد في الفترة القريبة المقبلة، وأن جميع الاطراف سوف تعمل على ان تمر مناسبة 14 شباط بهدوء.ثانياً ـــــ اكد كل الذين التقوا الوفد العربي أن لبنان يحتاج الى مبادرة الجامعة العربية ولا يجد مهرباً من تدخل خارجي لمنع الانفجار الداخلي، وأن العوامل الخارجية لها حصتها التي توازي او قد تفوق العوامل الداخلية.ثالثاً ـــــ ان تطور المواقف ابقى عنصري الازمة قائمين وهما ملف المحكمة الدولية من جهة وملف الحكومة من جهة ثانية، وهو ما يعني أن العقل الخلاّق يجب ان يركز جهده على إيجاد الصيغة التي تحفظ التوازي والتوازن بين الخطوتين.رابعاً ــ ان على الجامعة أن تسثمر ايجاباً الاتصالات الجارية بين السعودية وإيران لما لهما من تأثير على الاطراف المعنية بالازمة اللبنانية كافة، لكن من دون الركون اليها فقط، وأن يتم التعامل مع الجانب الاقليمي من الأزمة بحجمه الحقيقي.خامساً ـــــ ان الاحداث والخطوات التي لجأ اليها طرفا الأزمة خلال المدة المنصرمة تركت آثارها المباشرة على تطلعات كل منهما، وهذا ما دفع الى تمييز مرونة في امكنة وتشدد في امكنة اخرى. كما اظهر أنه ليس هناك تطابق كلي وحرفي بين كل ما تقوله قوى فريق السلطة، وكذلك حال قوى فريق المعارضة.واذا كان موسى يواصل مشاوراته مع الجهات اللبنانية ومع الجهات الخارجية، فهو لم يصل بعد الى خريطة الطريق التي سوف يسلكها في المرحلة المقبلة، لكن الاكيد أن ما ضرب له من مواعيد للمجيء الى بيروت ليس دقيقاً، وأنه في انتظار بعض الاخبار التي تفيده اكثر في تحديد الاطار المفترض ان يعمل عليه في المرحلة المقبلة. وهو الاطار الذي يبدو ان الرئيس نبيه بري والسفيرين السعودي عبد العزيز خوجة والايراني محمد رضا شيباني يعملون “تحت الماء” حسب ما يقول احد الثلاثة انه “الاطار الذي ينظم الخلاف ضمن حدود متدنية وينظم الحوار ضمن حدود اعلى بكثير”. لكن باب التفاؤل رهن قدرات من بيده الامر وهو غير متوفر في لبنان اليوم.لكن هل من مرونة لدى طرف رئيسي تتيح التوصل الى حل؟من جانب فريق السلطة ثمة مبالغات تعكس “العقل الميليشياوي” الذي يديره. وليد جنبلاط وسمير جعجع لا يعرفان معنى لتسوية سوف تتم بين الثلاثة الكبار من حولهم: حزب الله والعماد ميشال عون وسعد الحريري. ثم إنهما لا يعرفان أيضاً معنى لهذه التسوية اذا كان شرطهما إبعادهما عن ساحة التوتر القائمة الآن، وكان ثمنها إبعادهما عن دائرة القرار ايضاً. وهو ما يجعلهما يلتصقان اكثر فأكثر بالجانب الاميركي ــــــ الفرنسي، ويظهران استعداداً للقيام بكل ما من شأنه دفع الامور نحو مواجهة على خلفية ان الانفجار سوف يقود الى تركيبة سياسية تبقيهما في المكان المتقدم. وهو ما يتطلب منهما الضغط اكثر لاحتواء حركة وموقف رئيس تيار المستقبل وكوادره، وهو الامر الذي يجري العمل عليه الآن انطلاقاً من تقدير بأن الحريري الابن ليس كوالده، وهو لا يمانع حصول اختبارات قوة في الشارع ولن يمانع دفع “حلفاء سوريا” في لبنان الى الاشتباك الذي يفترض جنبلاط وجعجع انه سوف يستدرج حتماً تدخلاً خارجياً اكبر بكثير من السابق.لكن ما هو اخطر في هذا السياق، المعلومات عن استعدادات عملية من جانب جنبلاط وجعجع لرفع الصوت بطلب الدعم الدولي من اي جهة كانت، وأنه ليس هناك حرم على اي علاقة مع اي طرف خارجي اذا كان في ذلك ما يوفر الحماية لهذا الفريق، وخصوصاً أن البعض في لبنان يعتقد أن الامور تسير باتجاه مواجهة اقليمية كبيرة خلال الاشهر الستة المقبلة. وأن الامر يتعلق بسوريا وإيران، ولا بد من خطوات وقائية في لبنان تمنع طهران ودمشق من عمل بشيء في اطار المواجهة مع الاميركيين.لكن هل في الرياض والقاهرة من يغطي هذا الجنون؟ ام أن لبنان على مقربة من مكة اخرى تخصه بعدما فتح اتفاق مكة امس بين القوى الفلسطينية الباب امام تسويات من هذا النوع؟
عدد الجمعة ٩ شباط

موسى يستعد لخطوات كبيرة وعين على "مكة لبنانية" ؟ ابراهيم الامين

موسى يستعدّ لخطوات كبيرة وعين على “مكة لبنانية”؟
إبراهيم الأمين
يرفض مساعد الامين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف تقويم زيارته الاخيرة الى لبنان على اساس أنها كانت بهدف تحقيق تسوية وأنه فشل بالأمر. وهو يدعو من باب إنصاف ما تقوم به الجامعة العربية الى النظر الى المهمة الاخيرة من زاوية أن هدفها لم يكن كما قدّر من اعلن فشلها. بل هناك مدة زمنية طويلة نسبياً فصلت بين موعد الزيارة التي قام بها الوفد وبين مغادرة عمرو موسى بيروت. وأن هذه الفترة شهدت كمية كبيرة من الاحداث السياسية والامنية وحصلت اضرابات واعتصامات ومواجهات، كما اعلنت مواقف سياسية جديدة تتصل بنقاط البحث. لكن مبدأ التحرك المطلوب من الجامعة لم يتعرض لعملية ابعاد او تهميش، ولو أن اتصالات ومساعي تقوم بها جهات عربية واقليمية ودولية. وبالتالي فإن الجامعة تشعر بأنها معنية بخطوات جديدة، وكان لا بد لموسى من ان يطلع على ادق حقائق التطورات التي جرت في الفترة الماضية، ولأجل اعادة ربط الامور بعضها ببعض قبل الشروع في الخطوات الجديدة التي يعتقد يوسف انها باتت قريبة من دون ان يفصح عنها.وفي هذا السياق، يلفت يوسف الى أن ما قام به وفريقه في بيروت كان عبارة عن عملية استماع وتدقيق في مواقف جميع الاطراف المعنية بالأزمة في لبنان، وتحديد ما هو جديد في المواقف وما يمكن تصنيفه في خانة التشدد او المرونة. وبالتالي تكوين صورة جديدة هي التي وُضع موسى في اجوائها قبل الشروع في تقدير الموقف والخطوات الواجب اتباعها. وفي هذا الاطار يعرب يوسف عن امله في “انصاف” ما قام به وفد الجامعة في بيروت، وخصوصاً لجهة انه لا يمكن “بناء الموقف والتقدير وفق ما هو متداول اعلامياً فقط”.ومع ان يوسف يتوقف عن الكلام عند هذه الحدود، فإن مراجعة مع بعض الذين التقوه في بيروت، تشير الى الآتي:اولاً ــــ تبين ان وفد الجامعة تلقى ما هو اكثر من وعد وأقل من تعهد، ويقع في حدود التطمينات بأن تظل الامور هادئة في البلاد في الفترة القريبة المقبلة، وأن جميع الاطراف سوف تعمل على ان تمر مناسبة 14 شباط بهدوء.ثانياً ـــــ اكد كل الذين التقوا الوفد العربي أن لبنان يحتاج الى مبادرة الجامعة العربية ولا يجد مهرباً من تدخل خارجي لمنع الانفجار الداخلي، وأن العوامل الخارجية لها حصتها التي توازي او قد تفوق العوامل الداخلية.ثالثاً ـــــ ان تطور المواقف ابقى عنصري الازمة قائمين وهما ملف المحكمة الدولية من جهة وملف الحكومة من جهة ثانية، وهو ما يعني أن العقل الخلاّق يجب ان يركز جهده على إيجاد الصيغة التي تحفظ التوازي والتوازن بين الخطوتين.رابعاً ــ ان على الجامعة أن تسثمر ايجاباً الاتصالات الجارية بين السعودية وإيران لما لهما من تأثير على الاطراف المعنية بالازمة اللبنانية كافة، لكن من دون الركون اليها فقط، وأن يتم التعامل مع الجانب الاقليمي من الأزمة بحجمه الحقيقي.خامساً ـــــ ان الاحداث والخطوات التي لجأ اليها طرفا الأزمة خلال المدة المنصرمة تركت آثارها المباشرة على تطلعات كل منهما، وهذا ما دفع الى تمييز مرونة في امكنة وتشدد في امكنة اخرى. كما اظهر أنه ليس هناك تطابق كلي وحرفي بين كل ما تقوله قوى فريق السلطة، وكذلك حال قوى فريق المعارضة.واذا كان موسى يواصل مشاوراته مع الجهات اللبنانية ومع الجهات الخارجية، فهو لم يصل بعد الى خريطة الطريق التي سوف يسلكها في المرحلة المقبلة، لكن الاكيد أن ما ضرب له من مواعيد للمجيء الى بيروت ليس دقيقاً، وأنه في انتظار بعض الاخبار التي تفيده اكثر في تحديد الاطار المفترض ان يعمل عليه في المرحلة المقبلة. وهو الاطار الذي يبدو ان الرئيس نبيه بري والسفيرين السعودي عبد العزيز خوجة والايراني محمد رضا شيباني يعملون “تحت الماء” حسب ما يقول احد الثلاثة انه “الاطار الذي ينظم الخلاف ضمن حدود متدنية وينظم الحوار ضمن حدود اعلى بكثير”. لكن باب التفاؤل رهن قدرات من بيده الامر وهو غير متوفر في لبنان اليوم.لكن هل من مرونة لدى طرف رئيسي تتيح التوصل الى حل؟من جانب فريق السلطة ثمة مبالغات تعكس “العقل الميليشياوي” الذي يديره. وليد جنبلاط وسمير جعجع لا يعرفان معنى لتسوية سوف تتم بين الثلاثة الكبار من حولهم: حزب الله والعماد ميشال عون وسعد الحريري. ثم إنهما لا يعرفان أيضاً معنى لهذه التسوية اذا كان شرطهما إبعادهما عن ساحة التوتر القائمة الآن، وكان ثمنها إبعادهما عن دائرة القرار ايضاً. وهو ما يجعلهما يلتصقان اكثر فأكثر بالجانب الاميركي ــــــ الفرنسي، ويظهران استعداداً للقيام بكل ما من شأنه دفع الامور نحو مواجهة على خلفية ان الانفجار سوف يقود الى تركيبة سياسية تبقيهما في المكان المتقدم. وهو ما يتطلب منهما الضغط اكثر لاحتواء حركة وموقف رئيس تيار المستقبل وكوادره، وهو الامر الذي يجري العمل عليه الآن انطلاقاً من تقدير بأن الحريري الابن ليس كوالده، وهو لا يمانع حصول اختبارات قوة في الشارع ولن يمانع دفع “حلفاء سوريا” في لبنان الى الاشتباك الذي يفترض جنبلاط وجعجع انه سوف يستدرج حتماً تدخلاً خارجياً اكبر بكثير من السابق.لكن ما هو اخطر في هذا السياق، المعلومات عن استعدادات عملية من جانب جنبلاط وجعجع لرفع الصوت بطلب الدعم الدولي من اي جهة كانت، وأنه ليس هناك حرم على اي علاقة مع اي طرف خارجي اذا كان في ذلك ما يوفر الحماية لهذا الفريق، وخصوصاً أن البعض في لبنان يعتقد أن الامور تسير باتجاه مواجهة اقليمية كبيرة خلال الاشهر الستة المقبلة. وأن الامر يتعلق بسوريا وإيران، ولا بد من خطوات وقائية في لبنان تمنع طهران ودمشق من عمل بشيء في اطار المواجهة مع الاميركيين.لكن هل في الرياض والقاهرة من يغطي هذا الجنون؟ ام أن لبنان على مقربة من مكة اخرى تخصه بعدما فتح اتفاق مكة امس بين القوى الفلسطينية الباب امام تسويات من هذا النوع؟
عدد الجمعة ٩ شباط

فاصل مع الاعلان

فاصل مع الإعلان
زياد الرحباني
الإعلان
أطلقت مجموعة إعلاميّة - سياسية تسبح في فضاء قوى 14 آذار ، مجموعة من أظرف الظرفاء في لبنان وأخفّهم دمّاً، لا ضرورة لتعداد أسمائهم هنا، كي لا ننسى أحدهم، فهم جنود مجهولون، شغوفون بالوطن وبشعاراته البسيطة والعميقة، «مجرمون» في كل سهل ممتنع، أطلقوا شعاراً يقول:أحبّ الحياة.نقطة على السطر، ألنقطة فوق ونحن على السطر المذكور. وقد فُهم أن الشعار هذا، وُجد لمواجهة ما يسميه الرفيق الأعلى وليد بك جنبلاط « ثقافة الموت» التي لخّص هو بها حزب الله وجمهوره. وراح يكرِّرها هنا وهنالك كي يحفظها الحلفاء لكثرتهم وتشعّب أولوياتهم الوطنيّة وتصريحاتهم الذاتيّة. وقد نجحوا فعلاً في حفظه، كونه إعجازاً في البساطة (حتى نائلة وكارلوس حفظاه فورا، حفظهما الله)، شعار وطني لن يضاهى.أحبّ الحياة.على فكرة، انه يرنّ أفضل بالانكليزية، والأرجح أن يكون قد تسقّطه «ملكهم» بالانكليزية ومن ثم تمّت ترجمته الى العربية.أحبّ الحياة... آه...أودّ هنا ان اؤكد اني، أنا الموقّع أدناه في رأس المقال، أحب الحياة ايضا ولست مع ثوار 14 آذار ولا بأي شكل. وأنا بالمناسبة، أحب الحياة أكثر منهم بكثير ولم أكن أعلم ذلك الى أن تجمّعوا. فأنا:أحب الحياة حتى الموت.
ملاحظة:
1- اذا اردتم معرفة اي نوع من الموت هو، استطيع ان افصّله لكم لاحقاً. ولكن لا داعي على ما أظن.2- غداً: حول آخر فالنتين (4) وينتهي.عدد الأربعاء ٢١ شباط

الأربعاء، 21 فبراير 2007


حول آخر فالنتين [3]


زياد الرحباني


...... وقتها فقط، تستطيع أن تفهم الغياب الحالي (تابع) صدّقني، هكذا أستر، فالوقت ليس مناسباً لمشجّعي الحكمة ولا الرياضي، فمشجّعو تحالف حزب الله ـــــ عون موجودون على الأرض وفي الخيام و«بوحشنة»، وهم بالإضافة إلى حشود 14 آذار «المشكّلة»، حشودٌ جديدةٌ على الوطن. إن أقطاب 14 آذار، هم أنفسهم شجّعوا على تجميد هذا النوع من النشاطات الجماعية الرياضية، خاصةً في مراحل تاريخية لإفشال المحاولات الانقلابية الحالية الشرسة. أولاً: لأنها، كما يبدو، ليست حالية على الإطلاق. ثانياً: لكونهم يفضّلون أن يتفرّغ الجيش اللبناني لتجريد حزب الله من سلاحه، على سبيل المثال، ومن خيمه ومشاريعه وجماهيره ومن الشوارع التي افترشها زوراً، إذا أمكن، هو وصاحبه «فخامة الرئيس ميشال عون»، بدل أن يهدر هذا الجيش وقته للانتشار في البيروتين تسهيلاً للابتهاج والابتهاج المضاد المرافقَين لنتائج «كرة الطائفتين للسلّة» ولضبط «الود المتبادل» الذي غالباً ما يعمّ العاصمة وكيفما دار سبحانه، ينتهي على خطوط التماس الكلاسيكية العظيمة مثل موسيقى بيتهوفن! هذا الود الذي يضرب مفاصل رئيسة كمستديرة الطيونة باتجاه الكلية العاملية ـــــ السوديكو نزولاً نحو التباريس منها إلى الخندق الغميق ـــــ بشارة الخوري رحمه الله. ثالثاً: لأن الجيش نفسه يفضّل أن يتعامل مع التجمعات البشرية الضخمة المتركّزة أخيراً في الساحتين الناجحتين: «الحرية» ورياض الصلح، الناجحتين أكثر من «عجرم وإليسا وعشتروت» وأبجدية جبيل، فقد حفظ الساحتين وصار يتفنّن بضبطهما أمنياً بشكل حضاري. يفضّلهما على مطاردة فلول مواكب المشجّعين الدرّاجة، خاصةً حين تتشتّت وتصبح «طيارة» داخل الأحياء الضيقة بمساحتها وأخلاقها عموماً. إن حدود الردع لدى قوى الجيش بعد كرة واحدة للسلّة، أضيق بكثير ممّا هي الآن، لمشاريع من العصيان المدنيّ المزعوم أو انقلابٍ سوريٍ إيرانيٍ شريرٍ على الأرز والاستقلال. قد يستعمل مدافع الدبابات هنا ويفهمه شعب لبنان العظيم. أما مباراة لكرة السلّة، كيفما كانت نتائجها وارتداداتها والفتية الدوّارين في الليالي و«الوَزَاوِز القاصرين» و«حَبّ الشباب» وعصارة المشاعر وكوكتيل الألفة والعزّة المحلّى المركّز على «بربر وساسين»، فقد تتطوّر في جميع الاتجاهات وهي، أمنياً، مبعثرة. يفضّل الجيش عليها، أن يبني جدراناً إسمنتيةً دائمة إذا لزم الأمر، حول ضريح الشهيد الحريري، المعروف أين يقع، ولذكراه المعروفة متى وأين. يفضّل التدشيم المسلّح في محيط السرايا الصامدة حتى الموت للشيعة! على تطويق الشياح وعين الرمانة ليلاً بسبب ملاسنةٍ انتهت بـ«مدافشة» مصوّرة بين اللاعبين حسين توبة وإيلي مشنتف وصليبه الذي على الجبين وعلى التلفزيون أيضاً. فحدود القوة النارية اللازمة هنا لاستتباب المشاعر والعودة إلى الوحدة الوطنية، ضيّقة. هل يمكن استعمال الرشاشات المضادة ومدافع الـ106 مباشر على حشدٍ لمناصري «الحكمة» يهيّص ويدبك على أنغام فارس كرم وطوني كيوان في ساحة ساسين؟ حتى لو رفع العديد منهم صور «الحكيم» وأعلام الفاتيكان، و«القوات اللبنانية للإرسال» تحاول جاهدةً تلافيها أثناء بثها المباشر تأكيداً على التعايش، لكن دون طائل. هل يمكنه زرع الألغام للمواكب الدرّاجة المعادية التي تطوف وتحوم حول الأشرفية، ومن ثم أسر الناجين منهم؟ شرعاً لا يجوز، خاصةً أن الدرّاجين هؤلاء، مختلطون سنّة وشيعة للأسف، ولا فتنةَ بينهم ممكنة ضد النبي عيسى، أما ضد «الحكمة» فصفاً واحداً. هذا معقّد على «أمر اليوم»، فبالملخّص فيه خطر على الوحدة.
إن في شخص صولانج بشير الجميل الآن، إشارةً من أبلغ الإشارات. فمتى عاد النشاط إلى كرة السلّة فستستقيل حكماً. وذلك اعتراضاً على السنّة الذين لم يصوّتوا لها، بل وضعوا أوراقاً في الصناديق مكتوباً عليها اسمها، الذي لم يكن سهلاً قصّه، فاسم سعد الحريري إلى جانبه، وقد ملأ صناديقهم عنوةً عنهم، وهم أهل البيت ولم يروها فيه منذ وقت طويل، لا تأتي إلى قريطم ولا يرونها على «تلفزيونهم» ولا حتى في «الباستيل الحكومي» إلى جانب المناضل السنيورة. ما همّ فابنها نديم، بالمقابل، يرعى فريق «الحكمة» ويفضّله على وليد عيدو والجلول ورفعت الحلاب، فمناصروه صانعوه، وولاؤهم «وطني» لبناني صرف. أما محمد الحجار وجمال الجراح فهل كانا يوماً من مشجّعي فريق «الحكمة» ضد الإحباط المسيحي؟ منذ متى؟ أستغفر الله. إن فريق عملهم «الأبيض المتوسط» حصر جهوده بحمل فريق «الرياضي» عالياً فاختصروا وحدهم وجه لبنان الحضاري، لبنان رفيق الحريري، لبنان ـــــ بيروت، مدينة عريقة لمَن؟ للمستقبل.
هذا ما يزعج بكركي. إن أموراً عديدةً غير سليمان بك و«الجنرال» أزعجت بكركي وأقلقت تاريخياً المطران بشارة الراعي وما فتئت تؤرّق بطرس حرب و«القرنة» السابقة حتى الآن. إن بكركي فوق الجميع، أكيد، لكنها مع «الحكمة» و«التروّي»، إن التروّي هو فريق التقدمي الاشتراكي لكرة السلّة ومصالحات الجبل، بمعنى أن التروّي واجب قبل البدء بالتهجير القادم.
(يتبع)

عدد الاثنين ١٩ شباط