السبت، 24 فبراير 2007


حضر حفلتها ما يقارب 7 آلاف شخص ... جوليا تكسر بأغانيها صمت بيروتبيروت - رنا نجار الحياة - 12/11/06//ليس مستغرباً أن تترجم المطربة اللبنانية جوليا بطرس موقفها الصارم والواضح تجاه المقاومة وتُغني «أحبائي» لـ «رجال الله». فقد صدح صوتها من تحت نيران الحرب الأهلية اللبنانية، وفي ظل الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، ليعلو ويصرخ «غابت شمس الحق» أغنيتها الأولى في العام 1985. ومن ثمّ تتالت أغانيها الوطنية: «منرفض نحنا نموت»،»وين الملايين»، «قوّة تحدي»، «يا ثوار الأرض»، «القرار»، «أنا بتنفّس حرية»، «ما عم بفهم عربي»، «أصرخ للكبار»، وغيرها من الأغنيات.جوليا بطرس تؤدي إحدى أغنياتها (إ ب أ) جوليا التي نشأت في بيت ينتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، صرّحت في أكثر من مقابلة أن الفنان ابن بيئته ولا يمكنه أن يعزل فنّه عن حياته السياسية. وفي حرب تموز (يوليو) الماضي، وقفت أمام مبنى الأمم المتحدة بين الآلاف من أبناء وطنها الذين هتفوا ضد العدوان والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق اللبنانيين. «لم أستطع أن أقف مكتوفة اليدين» أكدت. فجاء عمل «أحبائي» الذي كتب كلماته المستوحاة من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الشاعر غسان مطر ولحّنه زياد بطرس، ومن ثمّ تحوّل العمل من فني إلى اجتماعي، يعود ريع حفلاته التي بدأت من بيروت أول من أمس، وتنتقل إلى قطر (12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري)، ودبي (14 منه)، ودمشق (16 منه)، وحلب (18 منه)، إلى مساعدة عائلات الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان. وذلك في رعاية المشروع الإماراتي لدعم إعادة إعمار لبنان.المستغرب أن يتحوّل خطاب رجل سياسي، على رغم وجدانيته وواقعيته وصدقيّته، إلى عمل فني في القرن الحادي والعشرين! وهو ما لم نعد نسمعه منذ غنّى عبدالحليم حافظ من كلمات جمال عبد الناصر «إحنا بنينا السدّ العالي». وعلى رغم جمالية أغنية «أحبائي» المعبّرة التي تدخل صميم الجرح اللبناني، وبفيلمها المصوّر في بنت جبيل المدمّرة (إخراج صوفي بطرس).إلا أنه كان في إمكان الشعراء اللبنانيين، وما أكثرهم، أن يُحيكوا قصائد نابضة من أرض الشعب بدل أن تكون الخطابات السياسية «منزلة» من الطبقة الحاكمة إلى الطبقة المحكومة. وهنا يُطرح السؤال، ما إذا كانت جوليا هي التي فضّلت ذلك، لما له من تبعات على توسيع جمهورها الذي كان أصلاً واسعاً منذ انطلاقتها. أم أنها أرادت تقريب سيّد المقاومة من جماهيرها العربية واللبنانية.في أي حال، استطاعت جوليا أن تتحدّى كل من راهن على عدم استمرارية التزامها الخط الوطني، إلى جانب تأديتها وفي شكل رائع الخط الدرامي والعاطفي، إذا صحّ التعبير. كما أنها استطاعت أن تكسر صمت بيروت في أول احتفال بعد الحرب الأخيرة، اذ حضر حفلتها ما يُقارب السبعة آلاف شخص، وأدّت خلالها 19 أغنية للحبيب والوطن معاً. وألهبت آلات 50 عازفاً بقيادة المايسترو هاروت فازليان، القاعة الكبيرة في الـ «فوروم دو بيروت»، حيث لم يبقَ كبير أو صغير من الحضور جالساً على كرسيّه، فالتصفيق وحده لا يشفي غليل جمهور عانى لأكثر من 33 يوماً من الحصار والدمار، إذ تعدّاه إلى «التهييص» والتلويح بالأعلام اللبنانية وأعلام حزب الله والحزب القومي، إلى الرقص، علّ ذلك كله يكون وسيلة بديلة من المنازعات والمشاحنات اللبنانية الداخلية.

ليست هناك تعليقات: