الأرمن بعد الشيعة
خالد صاغية
شكّل رفع شعارَيْ «الوحدة وطنية» و«الإجماع الوطني» عنصراً أساسياً في تظاهرات 14 آذار 2005. اكتشف المتظاهرون، على حين غرّة، أنّ ثمّة طائفة كبرى خارج هذا «الإجماع». لكنّ هذا الاكتشاف لم يكن ليخفّف من يقينهم. فلا شيء يهدّد إجماعهم ووحدتهم. كان المطلوب إذاً أن يخرج الشيعة من الوطن، كي تتحقّق الوحدة الوطنية.هكذا صعدت إلى الواجهة آيات من الهجوم الجارح، لا على القيادات السياسية للطائفة الشيعية وحسب، بل على الشيعة أنفسهم في كرنفالات من العنصرية لم تغب عنها بعض وسائل الإعلام.لكنّ «إخراج» الشيعة من المعادلة اللبنانية لم يكن كافياً وحده كي تكمل السلطة احتكارها لـ«الإجماع الوطني». فمع مرور الزمن، وخصوصاً بعد حرب تمّوز، ازدادت السلطة عراء. وما كانت تسمّى «حكومة الاستقلال الثاني» باتت في مواجهة مع نصف شعبها.لا تستطيع السلطة أن تغفر لميشال عون. فهو، بالنسبة إليها، كمن جاء إلى الحفل بدون دعوة، بهدف إفساده. لكنّ المسيحيّين، بخلاف الشيعة، لم يعرفوا التهميش تاريخياً، وكان من الصعب إطلاق أبواق العنصريّة في وجههم. فكان لا بدّ من انتظار معركة المتن الفرعيّة حتّى يتمكّن أصحاب الدم اللبناني الأزرق من صبّ جام غضبهم على... الأرمن.على اللبنانيّين، من الآن فصاعداً، تحسّس أصابعهم وإخراجات قيدهم يوميّاً. فبعد الشيعة والأرمن، لا نعرف من هو التالي. الكلّ بات مهدّداً في وطنيّته وفي إنسانيّته، دفاعاً عن «الوحدة الوطنية».
عدد الثلاثاء ٧ آب
http://www.al-akhbar.com/ar/node/42582
الأربعاء، 8 أغسطس 2007
الثلاثاء، 7 أغسطس 2007
الحلبي يخسر «وحيداً».. ويكسر «الاحتكار» في معركة محسومة
«حركة الشعب»: شكاوى بالجملة وحديث عن«سعر الرأس»
الحلبي يتحدث الى الصحافيين
امام مدرسة علي بن ابي طالب (حسن عبد الله)
عمار نعمة
لم تكن معركة طبيعية تلك التي خاضتها «حركة الشعب» في بيروت امس، بل انها اختصرت المواجهة التي ارادتها بين «القرار السيادي الحر» في مواجهة القوى المذهبية التي لم تتمكن حسب الحركة من احتكار قرار بيروت برغم فوزها في انتخابات الدائرة الثانية. «إنه نزاع بين الخير والشر» بكل ما تختزله الكلمة من معنى بالنسبة الى مناصري الحركة، الذين خاضوا طيلة الايام الماضية صراعاً حقيقيا لإثبات الذات والوجود في ظل حصار تام من قبل الاخصام، و«خذلان» من قبل الحلفاء، كما ردد المناصرون في اروقة المركز الجديد للحركة في الجناح، الذي اتخذته لنفسها اثر تهجيرها القسري من مركزها السابق في وطى المصيطبة. كانت المعركة محسومة منذ الصباح الباكر، برغم رهان «ابو ربيع»، إبراهيم الحلبي، مرشح الحركة، على متغيرات انتخابية في فترة بعد الظهر، ما لبثت ان كشفت زيفها لحظات ما قبل إقفال صناديق الاقتراع، وهزالة الإقبال الشيعي والمسيحي في ظل تهافت سني على الانتخاب بقي دون طموحات فريق الموالاة مقارنة مع نسبة الإقبال في انتخابات عام .2005 لكن القضية بالنسبة الى الحركة ورئيسها نجاح واكيم بقيت في إعلاء الصوت في وجه مد المال والتجييش المذهبي الذي اكد الحلبي لـ«السفير» انه غريب عن اهل بيروت التي لا تختزلها الخطوط الحمر التي وضعها البعض قبل المعركة الانتخابية. هنا بالذات، يكمن مغزى القضية، فهي ليست مسألة ربح وخسارة، بل قضية كشف فريق الموالاة وخطورة معركته التي اختزل لواءها في استحضار غياب النائب الاصيل للمقعد، وليد عيدو، وغيره... كان الجميع يعي صعوبة واستحالة الفوز منذ الصباح، في ظل شكاوى لا تحصى حول مجرى العملية الانتخابية، كانت محط تبرم وتداول في اروقة الحركة منذ الصباح. لكن ما يراه البعض من استحالة للفوز لم تحط من عزيمة واكيم وأبنائه. استهل حديثه لـ«السفير» صباحاً بنفي إشاعة انسحاب الحلبي من الصراع ملقيا باللائمة على الفريق الآخر ووسائل اعلامه، مندداً بحرف المعركة الانتخابية عن اصولها الاخلاقية المرجوة. أفاض واكيم في تفصيل الظروف الذاتية والموضوعية، اضافة الى انحياز «الحكومة»، التي حالت دون معركة انتخابية عادلة عبر حملة ترغيب وترهيب شملت الناخبين والمندوبين الذين تخلى العديد منهم عن الحركة قبل ساعات من بدء العملية الانتخابية. ربما كان الاستحقاق اكبر من قدرة «حركة الشعب» على المجاراة، وزاده صعوبة انقسام المعارضة حوله، ما حرم الحركة من قدرة تجييرية كبيرة، لكنه اكد في المقابل استقلاليتها، حسب واكيم. الشكاوى تبدأ من طريقة اختيار رؤساء اقلام الاقتراع الـ221 من قبل وزارة الداخلية، مرورا بعدم قدرة مندوبي الحركة على تغطية عشرات الاقلام لأسباب من بينها المادي، ومنها تقديم «تيار المستقبل» لأكثر من مرشح للانتخابات اضافة الى تعديات حصلت ضد بعض مندوبي «حركة الشعب»، وإن كان اثنان قد انسحبا من السباق قبل ساعات. وتشير الماكينة الانتخابية للحركة الى البلبلة التي حصلت جراء تقديم لوائح للمقترعين لا تتطابق مع اماكن الانتخاب، اضافة الى تأخير توزيع المندوبين على مراكزهم... وليس انتهاء بالطبع بالكم الهائل من الاموال التي ضخت للناخبين حتى ان البعض تداول بأن «سعر الراس بلغ 100 دولار!». وأشار واكيم الى ان احدى الدول الخليجية قد دخلت بقوة في المعركة، منتقدا بسخريته المعهودة «التجييش الديني» الذي تقوم به بعض المرجعيات «التي مارست دور المدعي العام ضد اخصامها واستحضرت الدماء!». انكفاء الناخبين، خاصة لدى الاقلام الشيعية، اقلق الحركة. ففي الساعة 11 من قبل الظهر، لم يكن قد اقترع من تلك الاقلام اكثر من ثلاثة في المئة من الاصوات، تلك الأنباء تلقاها واكيم بهدوء شبيه بالمسار الانتخابي الطويل الذي لم يشهد احداثا تذكر. هذه النسبة ارتفعت بخجل في فترة بعد الظهر وتخطتها بقليل نسبة الاقتراع المسيحي، لكن الامر كان مختلفا لدى السنة من 13 في المئة قبل الظهر وصولا الى نحو 20 في المئة، اكثر او اقل، الامر الذي لا يلامس نسبة الاصوات الـ25 الفا لدى السنة التي حصدها المرشح الراحل وليد عيدو عام ,2005 وبالطبع نسبة الـ27 في المئة التي اقترعت في بيروت الثانية في تلك الانتخابات. انكفاء الشيعة كان بالطبع مرده الى موقف «حزب الله» وحركة «امل»، ولم تلاحظ حركة ملحوظة في اقلام الشيعة. الماكينة الانتخابية للحزب لم تحضر، فمشهد المعركة في منطقة الباشورة على سبيل المثال كان غائباً، ومثله الحضور السني في هذه الاقلام! وفي مقارنة بسيطة، يبدو حجم الاختلاف واضحا عن الانتخابات الماضية على صعيد الصوت الشيعي الذي اقترع بنسبة33 في المئة عام .2005 هذه الظروف جميعها ادت الى الخسارة الكبيرة لمرشح «حركة الشعب»، على ان مواساة الحركة تتمثل في انها حالت دون احتكار بيروت من قبل طرف معيّن كما اكد الحلبي، «نحن نحترم ونرضخ لإرادة الناخبين، وقد خضنا المعركة لوحدنا، وقد فرضنا السيادة الحقيقية، وديموقراطيتنا تفرض علينا القبول بالنتيجة كما هي، مع انه كان من المعيب استحضار الدم في المعارك السياسية والانتخابية». ويلفت في مقابل انتصار مرجح لمرشح المستقبل، الى ان نسبة الاقتراع المتدنية التي لم تبلغ العشرين في المئة تصيب الاطراف جميعاً. وكان الحلبي قد انتقد في تصريح انحياز مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وقال إنه «حر في إبداء رغباته او في خياراته السياسية كشخص، ولكن يجب ان يبعد دار الفتوى عن الانحياز، هو قد انحاز الى مرشح السلطة، وهذا معروف هو حر في كل الحالات، إذا كنا نتكلم عن السيادة والحرية والاستقلال». من جهته، ندد المرشح زهير الخطيب بـ«حجم ووقاحة التزوير» الذي حصل، منتقدا «السلطة الفاسدة»، ومشيرا الى انه سيقدم طعنا في الانتخابات ودعاوى محتملة على المسؤولين، وطالب وزير الداخلية حسن السبع بالاستقالة. باختصار، طغت البرودة على المشهد العام للانتخابات التي لم ترتق الى مستوى الحدث، وكان لغياب المعارضة العامل الابرز في تدني نسبة الاقتراع. وتشير اوساط بيروتية متابعة الى ان الانتخابات شكلت إخفاقا لفريق السلطة الذي حصر هدفه في رفع نسبة مشاركة السنة والحصول على اصوات شيعية مقبولة، وبينما انخفضت المشاركة السنية بنسبة نحو 10 في المئة، اقتصرت المشاركة الشيعية على «استثناءات» في ظل المقاطعة الشيعية والمسيحية.
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=708&ChannelId=15706&ArticleId=657&Author=عمار%20نعمة
«حركة الشعب»: شكاوى بالجملة وحديث عن«سعر الرأس»
الحلبي يتحدث الى الصحافيين
امام مدرسة علي بن ابي طالب (حسن عبد الله)
عمار نعمة
لم تكن معركة طبيعية تلك التي خاضتها «حركة الشعب» في بيروت امس، بل انها اختصرت المواجهة التي ارادتها بين «القرار السيادي الحر» في مواجهة القوى المذهبية التي لم تتمكن حسب الحركة من احتكار قرار بيروت برغم فوزها في انتخابات الدائرة الثانية. «إنه نزاع بين الخير والشر» بكل ما تختزله الكلمة من معنى بالنسبة الى مناصري الحركة، الذين خاضوا طيلة الايام الماضية صراعاً حقيقيا لإثبات الذات والوجود في ظل حصار تام من قبل الاخصام، و«خذلان» من قبل الحلفاء، كما ردد المناصرون في اروقة المركز الجديد للحركة في الجناح، الذي اتخذته لنفسها اثر تهجيرها القسري من مركزها السابق في وطى المصيطبة. كانت المعركة محسومة منذ الصباح الباكر، برغم رهان «ابو ربيع»، إبراهيم الحلبي، مرشح الحركة، على متغيرات انتخابية في فترة بعد الظهر، ما لبثت ان كشفت زيفها لحظات ما قبل إقفال صناديق الاقتراع، وهزالة الإقبال الشيعي والمسيحي في ظل تهافت سني على الانتخاب بقي دون طموحات فريق الموالاة مقارنة مع نسبة الإقبال في انتخابات عام .2005 لكن القضية بالنسبة الى الحركة ورئيسها نجاح واكيم بقيت في إعلاء الصوت في وجه مد المال والتجييش المذهبي الذي اكد الحلبي لـ«السفير» انه غريب عن اهل بيروت التي لا تختزلها الخطوط الحمر التي وضعها البعض قبل المعركة الانتخابية. هنا بالذات، يكمن مغزى القضية، فهي ليست مسألة ربح وخسارة، بل قضية كشف فريق الموالاة وخطورة معركته التي اختزل لواءها في استحضار غياب النائب الاصيل للمقعد، وليد عيدو، وغيره... كان الجميع يعي صعوبة واستحالة الفوز منذ الصباح، في ظل شكاوى لا تحصى حول مجرى العملية الانتخابية، كانت محط تبرم وتداول في اروقة الحركة منذ الصباح. لكن ما يراه البعض من استحالة للفوز لم تحط من عزيمة واكيم وأبنائه. استهل حديثه لـ«السفير» صباحاً بنفي إشاعة انسحاب الحلبي من الصراع ملقيا باللائمة على الفريق الآخر ووسائل اعلامه، مندداً بحرف المعركة الانتخابية عن اصولها الاخلاقية المرجوة. أفاض واكيم في تفصيل الظروف الذاتية والموضوعية، اضافة الى انحياز «الحكومة»، التي حالت دون معركة انتخابية عادلة عبر حملة ترغيب وترهيب شملت الناخبين والمندوبين الذين تخلى العديد منهم عن الحركة قبل ساعات من بدء العملية الانتخابية. ربما كان الاستحقاق اكبر من قدرة «حركة الشعب» على المجاراة، وزاده صعوبة انقسام المعارضة حوله، ما حرم الحركة من قدرة تجييرية كبيرة، لكنه اكد في المقابل استقلاليتها، حسب واكيم. الشكاوى تبدأ من طريقة اختيار رؤساء اقلام الاقتراع الـ221 من قبل وزارة الداخلية، مرورا بعدم قدرة مندوبي الحركة على تغطية عشرات الاقلام لأسباب من بينها المادي، ومنها تقديم «تيار المستقبل» لأكثر من مرشح للانتخابات اضافة الى تعديات حصلت ضد بعض مندوبي «حركة الشعب»، وإن كان اثنان قد انسحبا من السباق قبل ساعات. وتشير الماكينة الانتخابية للحركة الى البلبلة التي حصلت جراء تقديم لوائح للمقترعين لا تتطابق مع اماكن الانتخاب، اضافة الى تأخير توزيع المندوبين على مراكزهم... وليس انتهاء بالطبع بالكم الهائل من الاموال التي ضخت للناخبين حتى ان البعض تداول بأن «سعر الراس بلغ 100 دولار!». وأشار واكيم الى ان احدى الدول الخليجية قد دخلت بقوة في المعركة، منتقدا بسخريته المعهودة «التجييش الديني» الذي تقوم به بعض المرجعيات «التي مارست دور المدعي العام ضد اخصامها واستحضرت الدماء!». انكفاء الناخبين، خاصة لدى الاقلام الشيعية، اقلق الحركة. ففي الساعة 11 من قبل الظهر، لم يكن قد اقترع من تلك الاقلام اكثر من ثلاثة في المئة من الاصوات، تلك الأنباء تلقاها واكيم بهدوء شبيه بالمسار الانتخابي الطويل الذي لم يشهد احداثا تذكر. هذه النسبة ارتفعت بخجل في فترة بعد الظهر وتخطتها بقليل نسبة الاقتراع المسيحي، لكن الامر كان مختلفا لدى السنة من 13 في المئة قبل الظهر وصولا الى نحو 20 في المئة، اكثر او اقل، الامر الذي لا يلامس نسبة الاصوات الـ25 الفا لدى السنة التي حصدها المرشح الراحل وليد عيدو عام ,2005 وبالطبع نسبة الـ27 في المئة التي اقترعت في بيروت الثانية في تلك الانتخابات. انكفاء الشيعة كان بالطبع مرده الى موقف «حزب الله» وحركة «امل»، ولم تلاحظ حركة ملحوظة في اقلام الشيعة. الماكينة الانتخابية للحزب لم تحضر، فمشهد المعركة في منطقة الباشورة على سبيل المثال كان غائباً، ومثله الحضور السني في هذه الاقلام! وفي مقارنة بسيطة، يبدو حجم الاختلاف واضحا عن الانتخابات الماضية على صعيد الصوت الشيعي الذي اقترع بنسبة33 في المئة عام .2005 هذه الظروف جميعها ادت الى الخسارة الكبيرة لمرشح «حركة الشعب»، على ان مواساة الحركة تتمثل في انها حالت دون احتكار بيروت من قبل طرف معيّن كما اكد الحلبي، «نحن نحترم ونرضخ لإرادة الناخبين، وقد خضنا المعركة لوحدنا، وقد فرضنا السيادة الحقيقية، وديموقراطيتنا تفرض علينا القبول بالنتيجة كما هي، مع انه كان من المعيب استحضار الدم في المعارك السياسية والانتخابية». ويلفت في مقابل انتصار مرجح لمرشح المستقبل، الى ان نسبة الاقتراع المتدنية التي لم تبلغ العشرين في المئة تصيب الاطراف جميعاً. وكان الحلبي قد انتقد في تصريح انحياز مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وقال إنه «حر في إبداء رغباته او في خياراته السياسية كشخص، ولكن يجب ان يبعد دار الفتوى عن الانحياز، هو قد انحاز الى مرشح السلطة، وهذا معروف هو حر في كل الحالات، إذا كنا نتكلم عن السيادة والحرية والاستقلال». من جهته، ندد المرشح زهير الخطيب بـ«حجم ووقاحة التزوير» الذي حصل، منتقدا «السلطة الفاسدة»، ومشيرا الى انه سيقدم طعنا في الانتخابات ودعاوى محتملة على المسؤولين، وطالب وزير الداخلية حسن السبع بالاستقالة. باختصار، طغت البرودة على المشهد العام للانتخابات التي لم ترتق الى مستوى الحدث، وكان لغياب المعارضة العامل الابرز في تدني نسبة الاقتراع. وتشير اوساط بيروتية متابعة الى ان الانتخابات شكلت إخفاقا لفريق السلطة الذي حصر هدفه في رفع نسبة مشاركة السنة والحصول على اصوات شيعية مقبولة، وبينما انخفضت المشاركة السنية بنسبة نحو 10 في المئة، اقتصرت المشاركة الشيعية على «استثناءات» في ظل المقاطعة الشيعية والمسيحية.
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=708&ChannelId=15706&ArticleId=657&Author=عمار%20نعمة
الجمعة، 27 يوليو 2007
من يذكر قبلات السنيورة لرايس؟!!
تقرير قناة المنار – حسين نور الدين / عدد القراء : 988
26/07/2007
في مثل هذا اليوم وبينما كان المقاومون يسطرون ملاحم البطولة هذه في بنت جبيل، كان رئيس الوزراء اللاشرعي فؤاد السنيورة يدعو الى بسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيدها وذلك في مؤتمر روما. وكان السنيورة التقى قبل ذلك بيومين وزيرة خارجية الولايات المتحدة كونداليسا رايس ووزع عليها القبلات في السراي الحكومي، على وقع المجازر الاسرائيلية المدعومة أميركياً.
فقد مثلت هذه الايام من السنة الماضية اياماً ساخنة للسنيورة بلقاءاته المتواصلة واتصالاته مع وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس .
فبعد اعلان الدعم الاميركي الكامل للحرب الاسرائيلية على لبنان استقبل السنيورة رايس في السراي الحكومي بالقبل والسلامات الحارة في الرابع والعشرين من تموز الفائت والتقاها على مدى ساعتين مستمعاً الى مطالبها التي نقلها الى قيادة المقاومة بعد ان كتبها على اوراق خاصة تعود له وسلمها للوزير المستقيل محمد فنيش. بعد فترة اعترف السنيورة انه كان وسيطاً في نقل الرسائل ما اثار تساؤلات عن الدور الذي اداه رئيس وزراء لبنان بين مقاومة شعبه وعدو يرتكب المجازر.
في اليوم نفسه جمعت رايس قادة الرابع عشر من شباط بعد استدعائهم الى السفارة الاميركية في عوكر على مائدة للطعام وسط الابتسامات التي توزعت على ارجاء القاعة في وقت كان القصف الصهيوني مستمر على الضاحية والجنوب والبقاع بالاسلحة التي شحنت من الولايات المتحدة.
رئيس مجلس النواب نبيه بري التقى رايس في عين التينة ووصف لقاءه بها لاحقاً بالمتوتر واعتبر ان ما قدمته من شروط يمثل خطراً على وحدة لبنان .
ما عرضته رايس على قادة الرابع عشر من شباط تبناه السنيورة في السادس والعشرين من تموز يوم وقف الى جانبها في مؤتمر روما حيث دعا الى بسط الحكومة لسلطتها على كامل اراضيها وحصر السلاح بالدولة، في وقت كان المقاومون يسجلون اروع البطولات في بنت جبيل. وتعدى السنيورة الحديث الى طرح العودة لاتفاقية الهدنة لعام تسعة واربعين دون اي ذكر لمزارع شبعا مكملاً الى التعهد باطلاق سراح الاسرى والمحتجزين اللبنانيين والاسرائيليين. هذا الموقف حصد السنيورة نتيجته مديحاً اميركياً بقول رايس في السابع والعشرين من تموز الفين وستة ان السنيورة هو مستقبل الشرق الاوسط.
تقرير قناة المنار – حسين نور الدين / عدد القراء : 988
26/07/2007
في مثل هذا اليوم وبينما كان المقاومون يسطرون ملاحم البطولة هذه في بنت جبيل، كان رئيس الوزراء اللاشرعي فؤاد السنيورة يدعو الى بسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيدها وذلك في مؤتمر روما. وكان السنيورة التقى قبل ذلك بيومين وزيرة خارجية الولايات المتحدة كونداليسا رايس ووزع عليها القبلات في السراي الحكومي، على وقع المجازر الاسرائيلية المدعومة أميركياً.
فقد مثلت هذه الايام من السنة الماضية اياماً ساخنة للسنيورة بلقاءاته المتواصلة واتصالاته مع وزيرة الخارجية الاميركية كونداليسا رايس .
فبعد اعلان الدعم الاميركي الكامل للحرب الاسرائيلية على لبنان استقبل السنيورة رايس في السراي الحكومي بالقبل والسلامات الحارة في الرابع والعشرين من تموز الفائت والتقاها على مدى ساعتين مستمعاً الى مطالبها التي نقلها الى قيادة المقاومة بعد ان كتبها على اوراق خاصة تعود له وسلمها للوزير المستقيل محمد فنيش. بعد فترة اعترف السنيورة انه كان وسيطاً في نقل الرسائل ما اثار تساؤلات عن الدور الذي اداه رئيس وزراء لبنان بين مقاومة شعبه وعدو يرتكب المجازر.
في اليوم نفسه جمعت رايس قادة الرابع عشر من شباط بعد استدعائهم الى السفارة الاميركية في عوكر على مائدة للطعام وسط الابتسامات التي توزعت على ارجاء القاعة في وقت كان القصف الصهيوني مستمر على الضاحية والجنوب والبقاع بالاسلحة التي شحنت من الولايات المتحدة.
رئيس مجلس النواب نبيه بري التقى رايس في عين التينة ووصف لقاءه بها لاحقاً بالمتوتر واعتبر ان ما قدمته من شروط يمثل خطراً على وحدة لبنان .
ما عرضته رايس على قادة الرابع عشر من شباط تبناه السنيورة في السادس والعشرين من تموز يوم وقف الى جانبها في مؤتمر روما حيث دعا الى بسط الحكومة لسلطتها على كامل اراضيها وحصر السلاح بالدولة، في وقت كان المقاومون يسجلون اروع البطولات في بنت جبيل. وتعدى السنيورة الحديث الى طرح العودة لاتفاقية الهدنة لعام تسعة واربعين دون اي ذكر لمزارع شبعا مكملاً الى التعهد باطلاق سراح الاسرى والمحتجزين اللبنانيين والاسرائيليين. هذا الموقف حصد السنيورة نتيجته مديحاً اميركياً بقول رايس في السابع والعشرين من تموز الفين وستة ان السنيورة هو مستقبل الشرق الاوسط.
الأربعاء، 25 يوليو 2007
دعم
خالد صاغية
تلقّى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس دعماً فرنسياً لحكومته. وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قد تلقّى قبل أسابيع دعماً فرنسياً لحكومته. وقبل أشهر، تلقّى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة دعماً فرنسياً لحكومته.والواقع أنّه منذ تولّيه منصبه، والرئيس السنيورة يجمع دعماً فرنسياً وأميركياً ودولياً لحكومته. أصبح لديه دعم أكثر ممّا لديه علب كبريت. الخبر ليس هنا. ما ينبغي معرفته هو ماذا يفعل رئيس الحكومة بكلّ هذا الدعم؟ أين يوظّفه؟وفقاً للمعلومات المتوافرة، يُخزّن بعض هذا الدعم داخل صناديق، فيما يُحفظ بعضه الآخر داخل أكياس من النايلون.أكياس النايلون تُوزَّع على العامّة. فخلال كرنفالات الطائفية التي نُظّمت لرئيس الحكومة مع بداية اعتصام المعارضة، وُزِّع عدد كبير من هذه الأكياس على الوافدين إلى السرايا. أمّا الصناديق، فيُوزّع قسم منها على وزراء الحكومة غير المستقيلين، بعضها للاستخدام الشخصي، وبعضها الآخر لخدمة المصلحة العامة.ثمّة صناديق تذهب أيضاً باتّجاه رجال دين، فيما يُضاف إلى الدعم «رشّة» من الكزبرة اليابسة قبل إرساله إلى قريطم.شركة «سوليدير» تحصل أيضاً على بعض هذه الصناديق، وكذلك عموم المراكز المصرفية في الـ«داون تاون» والمناطق، وذلك ضمن خطّة لخصخصة الدعم الدولي.تلقّى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس دعماً فرنسياً لحكومته. وُضِّب الدعم داخل صندوق، وأُرسِل خطأً إلى سوق الخضر في صيدا. هناك، سُمِع أحد الباعة ينادي عليه: بطاطا... بطاطا...
خالد صاغية
تلقّى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس دعماً فرنسياً لحكومته. وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قد تلقّى قبل أسابيع دعماً فرنسياً لحكومته. وقبل أشهر، تلقّى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة دعماً فرنسياً لحكومته.والواقع أنّه منذ تولّيه منصبه، والرئيس السنيورة يجمع دعماً فرنسياً وأميركياً ودولياً لحكومته. أصبح لديه دعم أكثر ممّا لديه علب كبريت. الخبر ليس هنا. ما ينبغي معرفته هو ماذا يفعل رئيس الحكومة بكلّ هذا الدعم؟ أين يوظّفه؟وفقاً للمعلومات المتوافرة، يُخزّن بعض هذا الدعم داخل صناديق، فيما يُحفظ بعضه الآخر داخل أكياس من النايلون.أكياس النايلون تُوزَّع على العامّة. فخلال كرنفالات الطائفية التي نُظّمت لرئيس الحكومة مع بداية اعتصام المعارضة، وُزِّع عدد كبير من هذه الأكياس على الوافدين إلى السرايا. أمّا الصناديق، فيُوزّع قسم منها على وزراء الحكومة غير المستقيلين، بعضها للاستخدام الشخصي، وبعضها الآخر لخدمة المصلحة العامة.ثمّة صناديق تذهب أيضاً باتّجاه رجال دين، فيما يُضاف إلى الدعم «رشّة» من الكزبرة اليابسة قبل إرساله إلى قريطم.شركة «سوليدير» تحصل أيضاً على بعض هذه الصناديق، وكذلك عموم المراكز المصرفية في الـ«داون تاون» والمناطق، وذلك ضمن خطّة لخصخصة الدعم الدولي.تلقّى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أمس دعماً فرنسياً لحكومته. وُضِّب الدعم داخل صندوق، وأُرسِل خطأً إلى سوق الخضر في صيدا. هناك، سُمِع أحد الباعة ينادي عليه: بطاطا... بطاطا...
الثلاثاء، 24 يوليو 2007
لبنان : "جوليا" في جولة جنوبية من تنظيم القسم الإعلامي في حزب الله ـ مصور
الملخص:اخبار
نظم القسم الاعلامي لحزب الله في الجنوب جولة جنوبية للفنانة جوليا بطرس برفقة زوجها الياس ابي صعب واشقائها الفنان زياد وصوفي بطرس وعدد من افراد العائلة وشملت عدد من قرى المواجهة خلال عدوان تموز 2006.ففي بنت جبيل كان في استقبالها رئيس البلدية علي بزي بحضور المسؤول الاعلامي لحزب الله في منطقة الجنوب الاولى حيدر دقماق وفعاليات اجتماعية وجمهور من الاطفال والنساء وعوائل الشهداء حيث استقبلت بحفاوة بالغة وتكريم كما قدمت لها زوجة الشهيد كفاح شرارة بندقية كانت قد غنمتها المقاومة من العدو الصهيوني خلال المواجهات في المدينة التي رفعتها امام تصفيق الحاضرين.وبعدها انتقلت "جوليا" والوفد المرافق لها الى مثلث الصمود عيناثا عيترون مارون الراس حيث استمعت الى شروحات عن سير المواجهات والملاحم البطولية التي سطرها المجاهدون خلال عدوان تموز، واعتبرت "جوليا" خلال تصريح لها هناك ان الشمس الحقيقية تغيب وتعود للشروق لكن شمس المقاومة بعد 2006 لن تغيب ابدا.وحول الهدية الغنيمة التي حصلت عليها قالت انه اعظم وسام اتلقاه وخصوصا من زوجة احد الشهداء على انه شرف كبير لانه يحمل في طياته دليل هزيمة العدو الاسرائيلي في لبنان. مشيرة الى ان هذه البارودة الغنيمة وغيرها من الغنائم هو دليل واضح على ان المقاومة في لبنان حققت نصرا عظيما وليس اجمل واروع من لحظات النصر التي يتغنى بها لبنان بفضل هؤلاء المجاهدين.وحول موضوع الصراع العربي الاسرائيلي اكدت "جوليا" ان "اسرائيل" عدو لن تتغير في يوم من الايام وهي كانت عدو وستبقى وصراعنا معها ابدي وازلي وقالت ان هناك امور كثيرة يستطيع الانسان ان يقاوم بها ومنها السلاح والشعر والصوت ودعم المجاهدين من خلال دعم قضيتهم، واكدت ان النصر الذي تحقق هو انتصار الهي تحقق بفضل المقاومين والشعب اللبناني الذي دعم هذه المقاومة واحتضن اهلهم الذين نزحوا من هذه القرى .
وقالت انني ابارك لاهالي بنت جبيل ولكل مقاوم ولكل شقيقة وزوجة شهيد سقط دفاعا عن لبنان في هذه الارض واضافت ان قطار الانتصار قد انطلق وان الذين لم يريدوا ان يلتحقوا بهذا القطار فهم ما زالوا متوقفين حيث كانوا.وقالت انا ثائرة وفدائية ولا اقوم بعمل على الصعيد الشخصي او من خلال مسيرتي الفنية ان اجني الارباح سواء كان معنويا او ماديا لكني اقوم بذلك من خلال قناعتي بان هذه المسيرة سوف تستمر ويجب ان يكون للفنان فيها دورا مشرفا.ثم كانت جولة على القرى الحدودية ابتداءً بمارون الراس وصولا الى بلدة قانا حيث كان في استقبالها حشد من عوائل شهداء مجزرة قانا ورئيس بلديتها محمد عطية ووفد من الهيئات النسائية في حزب الله وضعت الفنانة جوليا اكليلا من الزهر على اضرحة الشهداء.ثم انتقلت الى مدينة صور التي ازدانت شوارعها باليافطات الترحيبية حيث استقبلت بحفاوة بالغة من المحتشدين امام مطعم شواطينا الذي استضافها على مأدبة غذاء اقيمت على شرفها قدّمت خلالها الورود والهدايا التذكارية . بحضور مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الدكتور حسين رحال وبعض شخصيات وفعاليات المدينة.ثم انتقلت الى منتدى الفكر والادب في صور حيث كان لقاء حواري نظمه المنتدى قدّمتها خلالها سكرتير تحرير تلفزيون NBN الاعلامية إيفا بو ملحم وكان لها المزيد من الحفاوة في استقبالها اطلقت الفنانة جوليا مواقف جريئة حول المقاومة حييت بها المجاهدين المقاومين وكل من يساهم بدعم المقاومة.الصورللزميل:علي حشيشو
منتدى الفكر والادب استضاف الفنانة جوليا بطرس في لقاء حواري
موقع يا صور - 20/7/2007
بدعوة من منتدى الفكر والادب في مدينة صور اقيم في قاعة المنتدى في عصر عصر اليوم لقاء حواري مع الفنانة الملتزمة وصوت المقاومة السيد جوليا بطرس .
اللقاء اقيم تحت عنوان " احبائي ..... معاً في مشرق الشمس " بحضور حشد كبير من الشخصيات تقدمهم رئيس بلدية صور السيد عبد المحسن الحسيني وعدد من فعاليات المدينة الثقافية السياسية والحزبية والاجتماعية وحشد كبير من المواطنين غصت بهم قاعات المنتدى.
تصوير : رامي أمين
الحسيني يقدم كتاب " صور " للفنانة جوليا بطرس
وبعد تقديم من الاعلامية ايفا بو ملحم ( سكرتير تحرير في تلفزيون NBN ) تحدثت الفنانة جوليا عن تجربتها الفنية منذ انطلاقتها وحتى اليوم وعن دور الفن الملتزم في دعم قضايا الوطن والمقاومة كما تحدثت عن حرب تموز الاخيرة مبديةً اعتزازها بالنصر الإلهي الكبير الذي تحقق على ايدي المجاهدين في المقاومة الاسلامية .
كما تحدثت عن حملة احبائي التي جمعت فيها مبلغ 3 ملايين دولار من التبرعات لصالح المقاومة ودعم صمود الجنوبيين .
د. فران يقدم هدية تكريمية بإسم المنتدى للفنانة جوليا بطرس
جوليا بين أحبّائها وبندقية شهيد تحية المقاومين
جوليا تستلم بندقية الشهيد كفاح شرارة من زوجته بالنيابة عن عائلات الشهداء (كامل جابر)
بنت جبيل ـ داني الأمين صور ـ آمال خليل
تماهت جوليا بطرس أمس بين «أحبائها» الذين غنّت لهم أغنية «أحبائي»، وهو عمل فني بدأت فكرته عندما استمعت جوليا إلى رسالة السيد حسن نصر الله، التي ردّ بها على رسالة المجاهدين خلال عدوان تموز.زيارة الفنانة جوليا بطرس بدأت في مدينة بنت جبيل وذلك بدعوة من أهالي الشهداء، حيث كان في انتظارها أطفال وأمهات الشهداء في المدينة، الذين انتظروا قدومها منذ ساعات الصباح الأولى. وتأتي جولة بطرس على عدد من قرى الجنوب في الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان، وبعد إطلاقها مشروع حملة «أحبائي».وقدّمت زوجة الشهيد كفاح شرارة سلاح الشهيد الرشاش هدية لجوليا بالنيابة عن عائلات شهداء المقاومة في بنت جبيل. وقدّم أطفال الشهداء أيضاً الورود لجوليا «تقديراً لمواقفها الوطنية ودورها الفني في دعم المقاومة والصمود أثناء الحرب وبعدها»، ولا سيما بعد أن خصصت عائدات شريطها الغنائي الجديد وجولاتها الفنية بعد الحرب، التي بلغت نحو 3 ملايين دولار أميركي لعائلات الشهداء، والتي سيتم توزيعها عليهم ابتداءً من مطلع الأسبوع المقبل، كما أفادت جوليا لـ«الأخبار». وكان في استقبال جوليا إضافة إلى عائلات الشهداء، رئيس بلدية بنت جبيل علي بزي ومدير المدرسة الفنية فيها غسان بزي وعدد من فعاليات المدينة. وجالت على المدينة القديمة ومربّع بنت جبيل ـــــ عيناتا ـــــ عيترون ـــــ مارون الراس، حيث دارت أعنف المعارك مع قوات الاحتلال الإسرائيلية، والتي سقط فيها 13 شهيداً مقاوماً حققوا النصر الأول والأبرز في تموز الماضي. وقدّمت بطرس التهاني والتبريك بالنصر لأهالي بنت جبيل والمنطقة ولكل مقاوم وأمّ وأخت وزوجة شهيد، وإلى اللبنانيين «الذين أرادوا أن يركبوا قطار الانتصار». ورأت أن المقاومة أخذت أشكالاً متعددة عبر الكتاب والشعر واللحن والنغم والصوت والدعاء والصلاة إلى جانب المقاوم «فاستجاب الله وكان النصر الإلهي». وقالت: «أريد من صوتي أن يكون جامعاً للبنانيين من الشمال إلى الجنوب، بعيداً عن أي تفرقة، لا كما يفعل بعض السياسيين بخطابهم الذي يرسّخ التباعد والشرخ، فكفى لبنان شرذمة وانقساماً».ورأت أن تقديم سلاح أحد الشهداء هدية لها «وسام شرف أعتزّ به». وقالت «أحيي هذه الأُسر التي كانت السبب الأول والأهم للانتصار على إسرائيل، وأحيي أهالي بنت جبيل بهذا النصر المبارك، وأنا لست هنا لدعم طرف ضد آخر، بل لدعم المقاومة وأهلها».وتقول زوجة أحد الشهداء في بنت جبيل غادة سعد «نحن انتظرنا هنا منذ الصباح الفنانة جوليا بطرس التي دعمت المقاومة والجيش اللبناني بأغنياتها وأعمالها الخيرية، ونحن نحب هذه الفنانة كثيراً، ونقلنا هذا الحب إلى أطفالنا الذين يتابعون أغنياتها بشغف. وهذه الفنانة قدّمت الكثير للوطن منذ صغرها. وأذكر أننا أثناء الاحتلال كنا نُخفي شرائط أغنياتها المسجلة، خاصة أغنية (غابت شمس الحق) التي كان العدو الاسرائيلي يمنع الاستماع إليها، وقد اعتقل وقتها أحد الإخوة أربعين يوماً لأنه كان يستمع إلى أغنياتها». وتقول الطفلة كاميليا سعد (7 سنوات) «أنا هنا عشان شوف جوليا، وبدي قدّم لها باقة ورد لأنها بتحب المقاومة». وتقول دارين، أرملة الشهيد بلال هريش: «طفلتي الصغيرة كتبت أغنية جوليا على إحدى الأوراق وزيّنتها بالورود، وقدّمتها هدية لزميلاتها في المدرسة».وبعد جولة بنت جبيل، انتقلت الفنانة جوليا والوفد المرافق لها إلى قانا حيث زارت أضرحة شهداء المجزرتين الصهيونيتين، ثم انتقلت إلى مدينة صور التي ازدانت شوارعها باللافتات المرحّبة، حيث استقبلها بحفاوة بالغة المحتشدون أمام مطعم «شواطينا» الذي استضافها على مأدبة غداء أقيمت على شرفها، قُدّمت خلالها الورود والهدايا التذكارية في حضور مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الدكتور حسين رحال وعدد من شخصيات وفعاليات المدينة. بعدها انتقلت الى «منتدى الفكر والأدب» في صور، فكان لقاء حواري نظّمه المنتدى، حيث قدّمتها سكرتيرة تحرير تلفزيون NBN الإعلامية إيفا بو ملحم، وأطلقت الفنانة جوليا مواقف داعمة للمقاومة، وحيّت المجاهدين المقاومين وكل من يساهم في دعم المقاومة، مؤكدة أنها مهما فعلت فلن تستطيع أن تفي أهل الجنوب حقّهم.
جوليا تستلم بندقية الشهيد كفاح شرارة من زوجته بالنيابة عن عائلات الشهداء (كامل جابر)
بنت جبيل ـ داني الأمين صور ـ آمال خليل
تماهت جوليا بطرس أمس بين «أحبائها» الذين غنّت لهم أغنية «أحبائي»، وهو عمل فني بدأت فكرته عندما استمعت جوليا إلى رسالة السيد حسن نصر الله، التي ردّ بها على رسالة المجاهدين خلال عدوان تموز.زيارة الفنانة جوليا بطرس بدأت في مدينة بنت جبيل وذلك بدعوة من أهالي الشهداء، حيث كان في انتظارها أطفال وأمهات الشهداء في المدينة، الذين انتظروا قدومها منذ ساعات الصباح الأولى. وتأتي جولة بطرس على عدد من قرى الجنوب في الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان، وبعد إطلاقها مشروع حملة «أحبائي».وقدّمت زوجة الشهيد كفاح شرارة سلاح الشهيد الرشاش هدية لجوليا بالنيابة عن عائلات شهداء المقاومة في بنت جبيل. وقدّم أطفال الشهداء أيضاً الورود لجوليا «تقديراً لمواقفها الوطنية ودورها الفني في دعم المقاومة والصمود أثناء الحرب وبعدها»، ولا سيما بعد أن خصصت عائدات شريطها الغنائي الجديد وجولاتها الفنية بعد الحرب، التي بلغت نحو 3 ملايين دولار أميركي لعائلات الشهداء، والتي سيتم توزيعها عليهم ابتداءً من مطلع الأسبوع المقبل، كما أفادت جوليا لـ«الأخبار». وكان في استقبال جوليا إضافة إلى عائلات الشهداء، رئيس بلدية بنت جبيل علي بزي ومدير المدرسة الفنية فيها غسان بزي وعدد من فعاليات المدينة. وجالت على المدينة القديمة ومربّع بنت جبيل ـــــ عيناتا ـــــ عيترون ـــــ مارون الراس، حيث دارت أعنف المعارك مع قوات الاحتلال الإسرائيلية، والتي سقط فيها 13 شهيداً مقاوماً حققوا النصر الأول والأبرز في تموز الماضي. وقدّمت بطرس التهاني والتبريك بالنصر لأهالي بنت جبيل والمنطقة ولكل مقاوم وأمّ وأخت وزوجة شهيد، وإلى اللبنانيين «الذين أرادوا أن يركبوا قطار الانتصار». ورأت أن المقاومة أخذت أشكالاً متعددة عبر الكتاب والشعر واللحن والنغم والصوت والدعاء والصلاة إلى جانب المقاوم «فاستجاب الله وكان النصر الإلهي». وقالت: «أريد من صوتي أن يكون جامعاً للبنانيين من الشمال إلى الجنوب، بعيداً عن أي تفرقة، لا كما يفعل بعض السياسيين بخطابهم الذي يرسّخ التباعد والشرخ، فكفى لبنان شرذمة وانقساماً».ورأت أن تقديم سلاح أحد الشهداء هدية لها «وسام شرف أعتزّ به». وقالت «أحيي هذه الأُسر التي كانت السبب الأول والأهم للانتصار على إسرائيل، وأحيي أهالي بنت جبيل بهذا النصر المبارك، وأنا لست هنا لدعم طرف ضد آخر، بل لدعم المقاومة وأهلها».وتقول زوجة أحد الشهداء في بنت جبيل غادة سعد «نحن انتظرنا هنا منذ الصباح الفنانة جوليا بطرس التي دعمت المقاومة والجيش اللبناني بأغنياتها وأعمالها الخيرية، ونحن نحب هذه الفنانة كثيراً، ونقلنا هذا الحب إلى أطفالنا الذين يتابعون أغنياتها بشغف. وهذه الفنانة قدّمت الكثير للوطن منذ صغرها. وأذكر أننا أثناء الاحتلال كنا نُخفي شرائط أغنياتها المسجلة، خاصة أغنية (غابت شمس الحق) التي كان العدو الاسرائيلي يمنع الاستماع إليها، وقد اعتقل وقتها أحد الإخوة أربعين يوماً لأنه كان يستمع إلى أغنياتها». وتقول الطفلة كاميليا سعد (7 سنوات) «أنا هنا عشان شوف جوليا، وبدي قدّم لها باقة ورد لأنها بتحب المقاومة». وتقول دارين، أرملة الشهيد بلال هريش: «طفلتي الصغيرة كتبت أغنية جوليا على إحدى الأوراق وزيّنتها بالورود، وقدّمتها هدية لزميلاتها في المدرسة».وبعد جولة بنت جبيل، انتقلت الفنانة جوليا والوفد المرافق لها إلى قانا حيث زارت أضرحة شهداء المجزرتين الصهيونيتين، ثم انتقلت إلى مدينة صور التي ازدانت شوارعها باللافتات المرحّبة، حيث استقبلها بحفاوة بالغة المحتشدون أمام مطعم «شواطينا» الذي استضافها على مأدبة غداء أقيمت على شرفها، قُدّمت خلالها الورود والهدايا التذكارية في حضور مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الدكتور حسين رحال وعدد من شخصيات وفعاليات المدينة. بعدها انتقلت الى «منتدى الفكر والأدب» في صور، فكان لقاء حواري نظّمه المنتدى، حيث قدّمتها سكرتيرة تحرير تلفزيون NBN الإعلامية إيفا بو ملحم، وأطلقت الفنانة جوليا مواقف داعمة للمقاومة، وحيّت المجاهدين المقاومين وكل من يساهم في دعم المقاومة، مؤكدة أنها مهما فعلت فلن تستطيع أن تفي أهل الجنوب حقّهم.
الأحد، 3 يونيو 2007
«نحن صنعنا لبنان»
خالد صاغيّة
«نحن صنعنا لبنان»، قال المندوب الفرنسي في مجلس الأمن جان مارك دو لا سابليير لنظيره الجنوب أفريقيّ. طبعاً، لم يكن دو لا سابليير يعطي دروساً في التاريخ.«نحن صنعنا لبنان» موجّهة إلى الدول «الصغيرة» في مجلس الأمن، تلك التي تعتقد أنّ مجرّد جلوسها إلى طاولة المجلس يجعلها شريكة في القرار. «نحن صنعنا لبنان» تعني: ما دخلكم أنتم أيّها الأفارقة بما نقوم به نحن الكبار؟ ما دخلكم أنتم يا صعاليك المستعمرات السابقة بما يقرّره أسيادكم؟«نحن صنعنا لبنان» موجّهة إلى اللبنانيين. صنعناه، ويحقّ لنا أن نفعل به ما نشاء. صنعناه ولن نتركه لكم لتديروا شؤونه وشؤونكم. منذ متى يتنازل الرجل الأبيض عن مستعمراته؟ «نحن صنعنا لبنان» هي الجملة التي ما برح يمضغها برنار إيمييه منذ وصوله إلى بيروت. لكنّ الترجمة لم تكن دقيقة دائماً.«نحن صنعنا لبنان» موجّهة إلى الولايات المتّحدة الأميركية. فالفصل اللبنانيّ من الهجمة البوشيّة لم يكن أصلاً إلا اقتراحاً فرنسيّاً سرعان ما أغوى البيت الأبيض. فصل كُتب لضمان حصّة فرنسيّة في الشرق الأوسط الجديد، وإن اقتصرت على مستعمرتين سابقتين.الكلام الذي جهر به المندوب الفرنسي هو أصدق تعبير عن الحفلة التي دارت أوّل من أمس في أروقة مجلس الأمن. الغريب أنّ هذا الكلام لم تقابله سوى ضحكات بلهاء وتصريحات محنّطة ممّن يفترض أنّهم يمثّلون حكومة لبنانية وتيّاراً سياديّاً لبنانيّاً.
عدد الجمعة ١ حزيران
خالد صاغيّة
«نحن صنعنا لبنان»، قال المندوب الفرنسي في مجلس الأمن جان مارك دو لا سابليير لنظيره الجنوب أفريقيّ. طبعاً، لم يكن دو لا سابليير يعطي دروساً في التاريخ.«نحن صنعنا لبنان» موجّهة إلى الدول «الصغيرة» في مجلس الأمن، تلك التي تعتقد أنّ مجرّد جلوسها إلى طاولة المجلس يجعلها شريكة في القرار. «نحن صنعنا لبنان» تعني: ما دخلكم أنتم أيّها الأفارقة بما نقوم به نحن الكبار؟ ما دخلكم أنتم يا صعاليك المستعمرات السابقة بما يقرّره أسيادكم؟«نحن صنعنا لبنان» موجّهة إلى اللبنانيين. صنعناه، ويحقّ لنا أن نفعل به ما نشاء. صنعناه ولن نتركه لكم لتديروا شؤونه وشؤونكم. منذ متى يتنازل الرجل الأبيض عن مستعمراته؟ «نحن صنعنا لبنان» هي الجملة التي ما برح يمضغها برنار إيمييه منذ وصوله إلى بيروت. لكنّ الترجمة لم تكن دقيقة دائماً.«نحن صنعنا لبنان» موجّهة إلى الولايات المتّحدة الأميركية. فالفصل اللبنانيّ من الهجمة البوشيّة لم يكن أصلاً إلا اقتراحاً فرنسيّاً سرعان ما أغوى البيت الأبيض. فصل كُتب لضمان حصّة فرنسيّة في الشرق الأوسط الجديد، وإن اقتصرت على مستعمرتين سابقتين.الكلام الذي جهر به المندوب الفرنسي هو أصدق تعبير عن الحفلة التي دارت أوّل من أمس في أروقة مجلس الأمن. الغريب أنّ هذا الكلام لم تقابله سوى ضحكات بلهاء وتصريحات محنّطة ممّن يفترض أنّهم يمثّلون حكومة لبنانية وتيّاراً سياديّاً لبنانيّاً.
عدد الجمعة ١ حزيران
19عازفاً من أرمينيا ولبنان وسورية وخالد الهبر و«القنبلة الحمراء» سابين ... «من الأول»: زياد الرحباني يُخرج بيروت من كابوسها
بيروت – رنا نجار الحياة - 01/06/07//
أضفت حفلتا زياد الرحباني تحت عنوان «دا كابو» أمس وأول من أمس، رونقاً خاصاً وفريداً على بيروت المحاصرة بالخوف والقلق إثر التوترات الأمنية على وقع أحداث «نهر البارد» والانقسامات السياسية الحادة.
بعد ثلاث سنوات من الانتظار أي منذ حفلات زياد في بعقلين وأنفه في العام 2004، لبّى الجمهور اللبناني دعوة زياد إلى الحفلتين بكثافة، ليكسر روتين الحياة اليومية، وليستمتع بمقطوعات موسيقية جديدة خارج كل تصنيف. ففي الليلة الأولى، وعلى عكس التوقّعات التي كانت ترجّح الحضور الخفيف، تحدّى الناس الاشاعات حول حظر التجوّل بسبب انعقاد مجلس الأمن الدولي لإقرار المحكمة الدولية، وأتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومختلف الانتماءات السياسية، لتجمعهم الموسيقى.
زياد الرحباني «المشاكس» دائماً في كتاباته وفي موسيقاه، لم «يُفطر جمهوره على بصل» بعد «صوم» عن إنتاج اسطوانات موسيقية خاصة به وحده، و «صوم» عن إحياء حفلات مع أوركسترا ضخمة كهاتين الحفلتين (منذ 1985). حضّر في ظروف استثنائية لحفلتين استثنائيتين بعنوان إيطالي «دا كابو»، وهي عبارة تستعمل في التدوين الموسيقي، تعني «من الأول» أي إعادة جملة موسيقية ما من الأول». على مدى ساعتين من الوقت تقريباً، نسي الجمهور (1300 شخص في كل حفلة) الذي احتفت به قاعة قصر الأونيسكو، ما يدور في الشوارع وعلى الألسنة من أحاديث عن الانفجارات والتطوّرات السياسية المتسارعة والحرب والموت. وانتشلتهم موسيقى زياد الرحباني على أنغام أوركسترا ريفان الأرمينية من خلال العزف على آلات الساكسوفون والترومبيت والترمبون والهورن، إضافة إلى آلات النفخ والكونترباص، بمشاركة موسيقيين لبنانيين نضال أبو سمرا (تينور ساكس)، فؤاد عفرا (إيقاعات)، خضر بدران (كيبورد وكورس)، وآفو توتنجيان (ألتو ساكس)، ووليد ناصر (إيقاعات شرقية)، ورافي مندليان (غيتار كهربائي)، وهنادي توتنجي (فلوت وبيكولو)، وزياد (بيانو وكيبورد). كما شارك الأوركسترا عازفون من سورية هم باسل داوود (عود)، ورأفت بوحمدان (بزق)، ونزار حمدان (ترومبيت)، وفراس شهرستان (قانون). وطبعاً لا يمكننا أن ننسى عازف الدرامز الهولندي المتميّز أرنو فان نيونهويز، الذي رافق زياد في أسطوانتي «ولا كيف» و «مونودوز».
برنامج «دا كابو» الذي لم يشِ به زياد لأحد، بدأ بمقطوعة «هيدا غيتو» بمرافقة الكورس الذي «احتلّته» خمس صبايا جميلات وبارعات في الأداء (سابين، سولاف نجار، جويل خوري، لارا مطر، سوزي أبي سمرا، ميكاييلا)، شاركهن خضر بدران. ثم تلتها مقطوعة «أمراض مزمنة داخلية» كتبها في العام 1986، ثم أغنية «إين» كتبها عام 1995 وهي مأخوذة من فكرة القوافي الشعرية التي تنتهي بـ «إين» على وزن «لحم بعجين»، فمقدمة الفصل الثاني من «لولا فسحة الأمل»، وأغنية «بذكّر بالخريف». وبعدها جاءت مقطوعة «ضحكة الـ 75 ألف» وهي «مهداة إلى لويس ارمسترونغ العازف الأميركي الأسود الذي استطاع أن يخرق حظر البيض على عزف السود في الأماكن المخصّصة لهم في أميركا»، كما قال زياد.
أما مفاجأة السهرة، فكانت «القنبلة الحمراء... سابين» كما أطلقت عليها معرّفة الحفلتين وعضو الكورس جويل خوري. وما ان خرجت سابين بفستانها الأحمر اللافت وقفازين أبيضين وتسريحة أنيقة لشعر أشقر، على غرار ريتا هيوارث في فيلم «غيلدا»، حتى علا التصفيق. وبدت سابين إضافة إلى كونها مؤدية ماهرة لأغنية من ثلاث كلمات فقط «شو هيدا ولو»، نجمة إغراء لكن على طريقة زياد الرحباني. ثم جاءت مقطوعة «وصّلو على بيتو»، لتليها مقطوعة «أبو علي»، وانتهى الفصل الأول بأغنية «صبحي الجيز» (1975) التي أدّاها خالد الهبر مع الكورس.
الفصل الثاني، تتخلّله على التوالي مقطوعات «بالنسبة لبكرا شو» و«يوميات» و «القافلة»، ثم أغنية «شو بخاف» بصوت لارا مطر منفردة، ثم أغنية «ما تفلّ» بصوت ميكاييلا. وأثناء أداء هذه الأغنية في الليلة الأولى، بدأت الهواتف الخليوية تشتغل في الصالة كخلية نحل. شخص يخرج وآخر يدخل. «يقولون إنفجار» يهمس أحدهم. لا أحد يعطي الخبر أهمية، قلّة هم من تزحزحوا عن كراسيهم، ثم عادوا إليها سالمين. فالناس هنا استسلموا للموسيقى كأنهم يريدون الانسلاخ عن الواقع الأليم، ولو لساعتين!
في هذه الأثناء، أقرّ مجلس الأمن المحكمة. لكن الحفلة تابعت برنامجها في شكل عادي، فعزفت «مهووس» ثم أغنية «ضربت». كما عرّف زياد في الليلة الأولى، جمهـــوره على عيسـى (الشخصية التي يكتب عنها أحياناً)، الذي تلا مقطع من سلسلة «العقل زينة»، وفي الليلة الثانية كان دور مخايل. وبعد ذلك عزفـت مقـطوعة «ضربة - ديار بكر»، و «يف 71»، واختتم البرنامج بأغنية «روح خبّر».
بيروت – رنا نجار الحياة - 01/06/07//
أضفت حفلتا زياد الرحباني تحت عنوان «دا كابو» أمس وأول من أمس، رونقاً خاصاً وفريداً على بيروت المحاصرة بالخوف والقلق إثر التوترات الأمنية على وقع أحداث «نهر البارد» والانقسامات السياسية الحادة.
بعد ثلاث سنوات من الانتظار أي منذ حفلات زياد في بعقلين وأنفه في العام 2004، لبّى الجمهور اللبناني دعوة زياد إلى الحفلتين بكثافة، ليكسر روتين الحياة اليومية، وليستمتع بمقطوعات موسيقية جديدة خارج كل تصنيف. ففي الليلة الأولى، وعلى عكس التوقّعات التي كانت ترجّح الحضور الخفيف، تحدّى الناس الاشاعات حول حظر التجوّل بسبب انعقاد مجلس الأمن الدولي لإقرار المحكمة الدولية، وأتوا من مختلف المناطق اللبنانية ومختلف الانتماءات السياسية، لتجمعهم الموسيقى.
زياد الرحباني «المشاكس» دائماً في كتاباته وفي موسيقاه، لم «يُفطر جمهوره على بصل» بعد «صوم» عن إنتاج اسطوانات موسيقية خاصة به وحده، و «صوم» عن إحياء حفلات مع أوركسترا ضخمة كهاتين الحفلتين (منذ 1985). حضّر في ظروف استثنائية لحفلتين استثنائيتين بعنوان إيطالي «دا كابو»، وهي عبارة تستعمل في التدوين الموسيقي، تعني «من الأول» أي إعادة جملة موسيقية ما من الأول». على مدى ساعتين من الوقت تقريباً، نسي الجمهور (1300 شخص في كل حفلة) الذي احتفت به قاعة قصر الأونيسكو، ما يدور في الشوارع وعلى الألسنة من أحاديث عن الانفجارات والتطوّرات السياسية المتسارعة والحرب والموت. وانتشلتهم موسيقى زياد الرحباني على أنغام أوركسترا ريفان الأرمينية من خلال العزف على آلات الساكسوفون والترومبيت والترمبون والهورن، إضافة إلى آلات النفخ والكونترباص، بمشاركة موسيقيين لبنانيين نضال أبو سمرا (تينور ساكس)، فؤاد عفرا (إيقاعات)، خضر بدران (كيبورد وكورس)، وآفو توتنجيان (ألتو ساكس)، ووليد ناصر (إيقاعات شرقية)، ورافي مندليان (غيتار كهربائي)، وهنادي توتنجي (فلوت وبيكولو)، وزياد (بيانو وكيبورد). كما شارك الأوركسترا عازفون من سورية هم باسل داوود (عود)، ورأفت بوحمدان (بزق)، ونزار حمدان (ترومبيت)، وفراس شهرستان (قانون). وطبعاً لا يمكننا أن ننسى عازف الدرامز الهولندي المتميّز أرنو فان نيونهويز، الذي رافق زياد في أسطوانتي «ولا كيف» و «مونودوز».
برنامج «دا كابو» الذي لم يشِ به زياد لأحد، بدأ بمقطوعة «هيدا غيتو» بمرافقة الكورس الذي «احتلّته» خمس صبايا جميلات وبارعات في الأداء (سابين، سولاف نجار، جويل خوري، لارا مطر، سوزي أبي سمرا، ميكاييلا)، شاركهن خضر بدران. ثم تلتها مقطوعة «أمراض مزمنة داخلية» كتبها في العام 1986، ثم أغنية «إين» كتبها عام 1995 وهي مأخوذة من فكرة القوافي الشعرية التي تنتهي بـ «إين» على وزن «لحم بعجين»، فمقدمة الفصل الثاني من «لولا فسحة الأمل»، وأغنية «بذكّر بالخريف». وبعدها جاءت مقطوعة «ضحكة الـ 75 ألف» وهي «مهداة إلى لويس ارمسترونغ العازف الأميركي الأسود الذي استطاع أن يخرق حظر البيض على عزف السود في الأماكن المخصّصة لهم في أميركا»، كما قال زياد.
أما مفاجأة السهرة، فكانت «القنبلة الحمراء... سابين» كما أطلقت عليها معرّفة الحفلتين وعضو الكورس جويل خوري. وما ان خرجت سابين بفستانها الأحمر اللافت وقفازين أبيضين وتسريحة أنيقة لشعر أشقر، على غرار ريتا هيوارث في فيلم «غيلدا»، حتى علا التصفيق. وبدت سابين إضافة إلى كونها مؤدية ماهرة لأغنية من ثلاث كلمات فقط «شو هيدا ولو»، نجمة إغراء لكن على طريقة زياد الرحباني. ثم جاءت مقطوعة «وصّلو على بيتو»، لتليها مقطوعة «أبو علي»، وانتهى الفصل الأول بأغنية «صبحي الجيز» (1975) التي أدّاها خالد الهبر مع الكورس.
الفصل الثاني، تتخلّله على التوالي مقطوعات «بالنسبة لبكرا شو» و«يوميات» و «القافلة»، ثم أغنية «شو بخاف» بصوت لارا مطر منفردة، ثم أغنية «ما تفلّ» بصوت ميكاييلا. وأثناء أداء هذه الأغنية في الليلة الأولى، بدأت الهواتف الخليوية تشتغل في الصالة كخلية نحل. شخص يخرج وآخر يدخل. «يقولون إنفجار» يهمس أحدهم. لا أحد يعطي الخبر أهمية، قلّة هم من تزحزحوا عن كراسيهم، ثم عادوا إليها سالمين. فالناس هنا استسلموا للموسيقى كأنهم يريدون الانسلاخ عن الواقع الأليم، ولو لساعتين!
في هذه الأثناء، أقرّ مجلس الأمن المحكمة. لكن الحفلة تابعت برنامجها في شكل عادي، فعزفت «مهووس» ثم أغنية «ضربت». كما عرّف زياد في الليلة الأولى، جمهـــوره على عيسـى (الشخصية التي يكتب عنها أحياناً)، الذي تلا مقطع من سلسلة «العقل زينة»، وفي الليلة الثانية كان دور مخايل. وبعد ذلك عزفـت مقـطوعة «ضربة - ديار بكر»، و «يف 71»، واختتم البرنامج بأغنية «روح خبّر».
الجمعة، 1 يونيو 2007
دا كابو» حفلته الليلة في الأونيسكو.. وأسطوانة مع فيروز قريباً زياد الرحباني: ليس هناك جاز شرقي وجاز شيشاني .. ما نفعله موسيقى كلاسيكية
زياد الرحباني ومعه نضال أبو سمرا
سوزي والصبايا أثناء التمارين في «استوديو نوتا»
ضحى شمس من يدخل الى «استديو نوتا» لحضور تمارين حفل زياد الرحباني الموسيقي «دا كابو» الذي يفتتح الليلة في الاونيسكو يظن ببعض المبالغة، انه في مدرسة للبنات. فنسبة الصبايا الكبيرة من المشاركات الى عدد الفرقة، كبير. خصوصاً لمساحة وجودهن في الغناء المنفرد، ولاختلاف شخصياتهن. من الصبية لارا مطر، شبيهة شارلوت غينسبورغ الفرنسية التي غنت معه «سولو» في حفلاته الاخيرة، الى لوريت الحلو وجويل خوري اللتين سبق أن غنتا معه منفردتين ايضاً، الى سوزي أبي سمرا العازفة التي تغني معه من خلف «الكي بورد» أحياناً خصوصا في الأغاني الفرنسية، إلى وجوه وحناجر جديدة على مسرحه مثل سلاف نجار وميكاييلا وسابين، لا يجمع بين معظمهن إلا الهوى والصوت المختلف ذو الرنة الغربية. أما الغناء بالعربية، فهذه تجربة بعضهن الاولى. لكنها «عربية» من ماركة زياد الرحباني المسجلة التي تعرف ولو لم يكن عليها اسمه. لكن، من يدخل الى استديو الرحباني لحضور البروفة، ينسَ أثناء وجوده هناك أنه في لبنان الذي نراه في نشرات الأخبار. فهناك موسيقيون وفدوا من دول شتى. هكذا وصل «الدرامر» آرنو فان نيونهويز الهولندي بابتسامته التي تحتفظ من السبعينيات بكل «السلام والحب»، والذي «ألغى ارتباطات مهنية ليأتي ويعزف معنا» كما قال. وديريك زييبا مهندس الصوت الإنكليزي الذي تصف جنسيته انضباطه ومهنيته، وسبعة عازفين من اوركسترا يرفان بأرمينيا. لا بل ان الشباب السوريين لم يترددوا في المغامرة بالحضور، إضافة طبعاً الى اللبنانيين الستة وعلى رأسهم نضال أبو سمرا مساعد زياد الموسيقي منذ سنين، وشقيقته سوزي التي كانت حاضرة وبابتسامة في كل الأوقات على الرغم من تقدم حملها. «النوتة» المذكر، أو رجل «الســولو» الوحــيد بين كل الصبايا هو عازف البيانو خضر بدران. يوزع الرحباني نفسه بين المكتب، وآخر المستجدات في كل فروع الحفل التقنية والموسيقية وحتى في اختيار الملابس. يحاول إقناع خضر ببدلة «حراشف سمك» كما وصفها هذا الأخير ضاحكاً. يتنبه فجأة لكاميرا المصوّر تقترب كثيراً من موقعه خلف البيانو الذي لا يجرؤ غير «من له عمل» على الاقتراب منه. فيمازحه «قرّبت كثير.. معك زوم فيك تصورني فيه من عند العنتبلي بالحمرا.. ولو»! سيسمع من يحضر الليلة وغداً برنامجاً موسيقياً مركزاً في الحلاوة والفرادة. برنامجاً يقول الرحباني إنه لم تتح له فرصة القيام به لأسباب مختلفة منذ العام ,1985 تاريخ حفل «هدوء نسبي» في الأسمبلي هول. سيسمع الحضور (من دون ترتيب) مقطوعات وأغانيَ من نوع «يللا غيتو» و«ضحكة الخمسة وسبعين الفا» و«ضربت»، ومقطوعات جديدة مثل «مهووس jam 71» و« أمراض مزمنة داخلية» و«one note shanta» و«يوميات». لا بل إن الحضور سيتعرف، حسب ما قال لنا زياد، إلى شخصيات «عيسى ومخايل» اللذين كتب حوارات باسمهما، ويسأل الجمهور دائماً عن هويتهما. وما يميز الفرقة، حضور آلات النفخ بعازفيها الأرمن تلاميذ المدرسة السوفياتية بالعزف الغربي، إضافة الى «الوتريات الأفقية» كما سمى الرحباني القانون والعود وغيرهما «كونك تمسكين بها أفقيا» للعزف. وحين تضحك للعبارة، يشاركك الضحك متسائلاً «شو يعني تسمية أغنية طربية أحسن؟». لماذا اخترت «دا كابو» عنواناً لحفلك؟ فهمت ان معناها هو «من الاول»، الى أي أول تريد أن تعود؟ { لم نترجمها على الملصق مثلاً، بسبب كثرة المعلومات الموجودة فيه. لكنها مترجمة الى العربية على غلاف الأسطوانة المدمجة (DVD) التي ستباع على باب قاعة الاونيسكو أثناء الحفل. بالطبع لا يعني هذا أن «الدي في دي» عن حفل الليلة. بل هو تسجيل لحفلة مشابهة صارت في أبو ظبي في كانون الثاني العام .2005 وماذا تعني من الأول؟ أول ماذا؟ { في أي مقطوعة موسيقية بالعالم، هناك مذهب وكوبليه والخ.. في نهايتها هناك ما يسمى «الأند» أي النهاية. إذا كان فيها إعادة رئيسية بعد كل ذلك، وعموما تكون للمذهب، أو لبداية المقطوعة. يقصد بكلمة «كابو» رأس المقطوعة الموسيقية. والعبارة تعني «من رأسها». عندما يصل الموسيقي الى آخر الصفحة، إذا أردت أن ترجعي الى الاول لسبب ما العبارة هي «دا كابو». عادة ما يكون الاسم الذي تعطية لحفلك له علاقة بمناخ الحفل الموسيقي. نوعا من عنوان لمناخ البرنامج. { لها علاقة بالطبع. عندما عملناها أول مرة في ابو ظبي، كانت أول مرة نحظى بفرصة جمع فرقة كهذه من أجل حفل موسيقي. فاعتبرت أن كل الحفلات التي كنا عملناها قبل ذلك من العام 1985 في الوست هول (...) وقتها ارتكبت غلطة تسمية ما أفعله بالجاز الشرقي. كانت غلطة مني. وعملت تجارب محدودة منها العام 1986 تحت العنوان نفسه «هدوء نسبي» و«خذي على جاز شرقي». أنا من ارتكبت الغلطة وليست العبارة تحليلاً من أحد. ومن المساهمين في «تفشي» هذه الكلمة نزولاً عند إصراري عليه ليكتبها، (الزميل) عبيدو باشا. وقد عاد فاستعملها في مجموعة من المقالات عن أعمال اخرى بمعنى هذا جاز شرقي يشبه شغل زياد الرحباني. كذا مؤلفاً نفروا مني لأنهم اتهموا بـ«الجاز الشرقي» ومعهم حق. اللبنانيون منهم على الأخص. ومنهم صديق مهم جداً هو توفيق فروخ. ومعه حق، فنحن متفقون انه ليس هناك يا اخي جاز شرقي وجاز آخر شيشاني.. (يضحك) ولا جاز يمني. هناك جاز. نقطة. له الحق في المرور بكل الحضارات. لأنه بني على أنه خلطة من كل الحضارات ولك الحق الدخول فيها. يعني الجاز مشهور بالتقسيم الذي هو نوع من التأليف الآني للعازف. قطعة التقسيم لا مؤلف لها. العازف يعملها وليس المؤلف من يكتبها له. «إلا إذا حمار بالمرة مفروض تجيبي غيرو عادة»، (يضحك) يعني عذاب فظيع أن تكتبي قطعة تقسيم. سبق أن فعلتها مراراً (يضحك) «تتشوفي اديش عم اتعذب». فقررت منذ فترة أنني «ما بقى اتعذب» وان آتي بموسيقيين يستطيعون أن «يقسموا شوية». مع انه من الأفضل ان يقوم موسيقيونا بذلك. لكن يجب أن تجدي موسيقيين مقتنعين معك بهذا الشيء! لا يمكنك أن تفرضي هذا الأمر على الموسيقي. بمعنى أن موسيقيينا لديهم طاقة أكثر على التقسيم معنا على شيء نحن ألّفناه، ومعتبرين انه شرقي، و.. قريب من الجاز. «هلق مين بدو يحكم على هالشي؟ لا أعرف». السوق؟ أصلا هو لا يأخذ العربي إلا إن كان هو منتجه. أقصد السوق العالمي. هنا لا أحد يأخذ منا شيئاً إطلاقاً. بعشرين ألفاً لهذا هناك في هذا البرنامج مجموعة من المقطوعات (Inn مثلا) التي لا نسمعها إلا لدى عزفك في مربع ليلي أو حفل موسيقي؟ يعني غير مسجلة.. لا نسمعها إلا «لايف»؟ { صح. لأننا لم نستطع أن نسجلها ولا مرة لأننا لم نجد لها منتجاً. ربما استطعنا هذه المرة أن نجد كوننا سنعمل جولة على كذا بلدا. وحتى حفلنا هذا لا منتج له. لدينا رعاية من أربع جهات (سبونسر) لكن لا إنتاج. أستطيع أن أقول إنني أنا المنتج، مع أنه ليس باستطاعتي الإنتاج. في القاعة ألف ومئة كرسي، البطاقة بعشرين الف ليرة كما كتبنا على الملصق. هناك أقل من ثلاثمئة كرسي بخمسة وعشرين ألفا. لم نعلن عن الفارق كونه «مش محرز على قيمة الليرة اللبنانية لإعلان». لكن.. { لأكمل لك لماذا أسميناها «دا كابو».. غير موضوع الجاز الشرقي الذي ارتكبناه، أنا غلطت: فقد اعتبرت انه بما اننا كنا أول من يقسّم في لبنان، على حد علمنا، على آلات لا يقسّم عليها عادة شرقي، وأولها البيانو. «هلق في غيرنا، وبكل شي يمكن، عامل محاولات»، لكن على وعينا ووعي الموسيقيين الذين بدأوا ذلك، لم يعمل أحد في لبنان هذه التجربة قبلنا... لم أفهم الرابط.. لماذا «من الاول؟». { «كأني أقول انسوا اللي قبل». بالمعنى الثاني غير الموسيقى. أعتقد انها المرة الاولى التي تسنح لنا فرصة لعمل كهذا منذ العام .1985 وقد بدأناها في أبو ظبي. لماذا؟ لأن دولة أبو ظبي أنتجتها. لا بل إنها عملت بطاقات كلها بخمسة وثلاثين درهماً: لألف وثلاثمئة كرسي. لقد دعونا مع علمهم انه لا أغاني في البرنامج، ولم يشترطوا شيئا علينا بما يختص الأغاني.. لكن هنا في الأونيسكو، يوجد أغان. فعلا لم أعمل أسطوانة موسيقى من أيام أسطوانة «هدوء نسبي». أبداً. تهرب المقطوعات الموسيقية تهريباً على متن الأسطوانات. { خلف «هدوء نسبي» العام ,1985 جاءت «مباشرة» بعد.. خمسة عشر عاماً أي عام 2000 أسطوانة «مونودوز» مع سلمى مصفي! والباقي؟ تنظير على الموسيقى. تارة لـ«البي بي سي»، وتارة أخرى «لإذاعة فرنسا الدولية»... أصبح بإمكاني أن أتوقع عندما يقال لي ان صحافياً يريد أن يكلمني عن الموسيقى، آخرهم فلان (زميل من صحيفة ناطقة بالإنكليزية في بيروت)، لا يزال ينتظرنا منذ العام 2004 ، بدأ السؤال.. عندما عرفت انه عن الجاز والشرقي ودائما ربطاً لسبب ما بالحرب الأهلية، بمعنى «انو شو أثّرت الحرب الأهلية في الموسيقى»؟ أكتفي بذلك القدر.. وأترك هذه الأسئلة مطروحة للبحث (يضحك). عجقة صبايا لكن هل الجو العام، بين مزدوجين، مناسب...... { مقاطعاً: «بين كشكشين» (يضحك). ما جمع «كشكش»؟ كشاكش؟ «كشا قيمتك». الجو العام؟ هل سيكون أسوأ من زمن «صح النوم» في البيال؟ كان وقتها الجو أسوأ.. متكلين على الله. في البرنامج أغان ومقطوعات جديدة كما رأيت. مثل «مهووس jam 71» أو «يوميات». { صح. لم يعد ممكنا القول إنها جديدة. أحسسنا أننا نجرؤ أكثر اللعب لقلة جمهور هذا النوع... المحل الذي ألعب فيه اسمه «الكلوب سوسيال»، لا غناء هناك أبدا. في «التياترو» الذي كان قبل «الكلوب سوسيال» كانت هناك مغنية.. تغني غناء غربياً صحيحاً، لكنها كانت تمرر أيضاً بعض الأغاني مثل «بكتب إسمك يا حبيبي»، أو «اسهار» أو «بقطفلك بس».. التي هي رائعة. لأن هذه الأغاني أيضا جاز شرقي. بين «كشكشين»؟ { (يضحك) بين «الكشاكش». من يدخل الى «البروفة» يبدو كأنه داخل إلى ثانوية بنات.. عجقة صبايا ألفنا وجوه بعضهن بالضبط في الحفلات الموسيقية اللايف التي نقدمها. { أحب أن أقول لك إن الموسيقيين الآتين من يريفان، لولاهم، خاصة شغل فيروز (يمكن ما لازم احكي عنه من دون أن أسألها ولكن لا أظن انها ستعترض) لما كان باستطاعتنا أن نعمل هذا النوع من الشغل. ففي هذه الحفلة تقريبا «عامل كل شي»، بهالحفلة تحديدا. لأنه ببساطة ليس لدينا هذه الآلات التي يعزفونها في لبنان. إطلاقا. أيها؟ { كل آلات النفخ. وحتى الآلات العادية أكثر في برنامج كهذا. برأيي إن الموسيقيين اللبنانيين يشهدون أن عازف الدرامز معنا يعزف موسيقى لا يستطيعون هم عزفها. حتى بإمكانك أن تسألي مؤلفين. طل امبارح هادي شرارة.. المؤلف والموزع؟ هو من يوزع الشغل الجيد على الأقل في الموجة الحالية، سيأتي ويسجل مع الموسيقيين الآتين من يرفان أثناء وجودهم هنا. جديد فيروز والصبايا؟ كيف سيكون وجودهن على المسرح؟ { مجموعة «سولويات». هناك بينهن من تؤلف وتلحن لنفسها ولكن بلغات أجنبية. أقنعتهن بأن يغنين بالعربية ـ هذا كان العنوان ـ كان المثل لإقناعهن بالغناء بالعربية هو بكل بساطة مثل.. الرحابنة وفيروز. هذه الفتيات لسن مستمعات أغانيَ عربية، لكن باستطاعتهن أن يغنين نوعا ما الشغل الذي نعمله. ولماذا مثل فيروز والرحابنة؟ ما الذي تقصده؟ { لأنني أعتقد، وهذا شيء سبق أن قلناه، أننا نكمل شيئاً بدأته فيروز والرحابنة. برأيي إن ما أدّى إلى شهرة فيروز والرحابنة، ليس أغنية «بحبك يا لبنان» أو أغنية «اطلعي يا عروسة»، على جمالها. بل كل ما لحنوه من دون ربع صوت. أي ممكن عزفه على آلة البيانو. وهنا يلتقون مع سيد درويش. عندما أقول بيانو أقول موسيقى كلاسيكية. نحن كل ما نعمله بدلا من ان نسميه جازاً شرقياً أو «ديسكو» أو «فانك» أو موسيقى غربية، هذه موسيقى كلاسيكية. فلما سمعن انها موسيقى كلاسيكية، واكتشفن أنهن لا يسمعنها ظناً منهن انها.. شرقية وهن لا يحببن الشرقي، قبلن. باستثناء سوزي ابي سمرا. نتكلم عنهن لأنهن سيظهرن «سولو»، وبالطبع هذا غير موجود في البلدان العربية كما في لبنان، لأن لدينا «تفاعل حضارات» عندنا أكثر: ببلد عربي لا تجدين شريحة كبيرة لوحدها تغني كلها غربي، وغيرها كله شرقي. هذا يدل على كثير من الأشياء. لذلك فوجئن بأغاني الرحابنة! مش سامعينها. لكن، بدأن يسمعنها وبغرام لا يوصف.. وطبعاً بصوت من يسمعنها؟ بصوت فيروز. مش دفاعاً عن فيروز. لكن هذا هو الحاصل. يمكن أن فيروز تفضل بعض أغانيها الحديثة، هذا يرجع لها، لكني لن أتحدث إلا عن تجربتي، لأن تجربتنا مشتركة، لكن أعتقد أن هناك بعض الأغاني في التجربة، غامرت فيها بشكل كبير. هناك بعض الأغاني التي، لا تحبها.. أو على الأصح كونها لا تغني شيئاً لا تحبه، ندمت قليلاً على غنائها. بسبب الآراء التي انتقدتها. مثل «كان غير شكل الزيتون». وهل هناك جديد مع فيروز؟ { أكيد هناك أسطوانة جديدة. قريباً. حتى مع الفريق نفسه من الموسيقيين، وهم على فكرة معنا منذ بيت الدين، عائدون قريبا إلى بيروت لكي يبدأوا التسجيل معها.
موسـيقى زيـاد الرحبـاني تخـرق حظـر التجـول
ضحى شمسعلى الرغم من الأخبار التي تتناقلها الرسائل الخلوية القصيرة، لتتفاعل في الكواليس تخوفاً من منع التجول، أو عدم تمكن الجمهور من الحضور بسبب ما كان متوقعاً من اضطرابات اثر إقرار المحكمة الدولية، حضر أمس 1300 شخص، هم من اتسعت لهم قاعة قصر الاونيسكو، أولى حفلات زياد الرحباني «دا كابو» ونسوا قرابة ساعتين الخارج على وقع برنامج موسيقي غني بتوزيعه وجديده والاصوات التي أدته. وقد بدأ البرنامج بمقطوعة «هيدا غيتو» تلتها مقطوعة «أمراض مزمنة داخلية» ثم أغنية «مََ»، فمقدمة الفصل الثاني من «لولا فسحة الأمل»، و«بذكر بالخريف». وشرح زياد الرحباني ان المقطوعة التالية واسمها «ضحكة الـ75 الف» هي مهداة الى لويس ارمسترونغ «العازف الاسود الذي استطاع أن يخرق حظر البيض على عزف السود في الأماكن المخصصة لهم في الولايات المتحدة». بعد ذلك، قدم الرحباني للجمهور «القنبلة الحمراء» وخرجت صبية اسمها سابين وقد ارتدت على طريقة ريتا هيوارث في فيلم «غيلدا» بكامل قفازيها وتسريحتها لتؤدي أغنية «شو هيدا ولو» بغاية الظرف. ثم قدم زياد معزوفة «وصلوا على بيتو» التي قال إنها عادة ما تكون «مرتبطة بالمنكر»، لتليها مقطوعة «أبو علي» وينتهي الفصل الأول بغناء صبحي الجيز التي أداها خالد الهبر مع المجموعة. أما في الفصل الثاني، فقد عزفت بالتوالي «بالنسبة لبكرا شو»، ثم مقطوعة جديدة اسمها «يوميات»، ثم «القافلة»، فأغنية «شو بخاف» التي غنتها لارا. وعرف الرحباني الجمهور على شخصية «عيسى» التي يكتب عنها أحيانا، على أمل أن نتعرف على «مخايل» في حفلة الليلة. وغنت ميكاييلا «ما تفل»، ثم عُزفت مقطوعة جديدة اسمها «يفٍ 71» فأغنية «ضربة ـ ديار بكر» و«روح خبر»، لكن الرحباني اختصر المقطوعة الأخيرة، وقدم الفرقة للجمهور الذي حياه طويلا.
زياد الرحباني في الأونيسكو بيروت على قيد الحياة
لم تخضع بيروت أمس للخوف. لم تسلّم روحها لشبح التفجيرات المتنقّلة. فقد غصّت قاعة قصر الأونيسكو بالوافدين لحضور حفل «دا كابو» الموسيقي الذي قدّمه زياد الرحباني وأوركسترا ييريفان. زياد، من أمام البيانو، كان يعلن أنّه لا صوت يعلو فوق صوت الموسيقى. (مروان طحطح)
عدد الخميس ٣١ أيار
لم تخضع بيروت أمس للخوف. لم تسلّم روحها لشبح التفجيرات المتنقّلة. فقد غصّت قاعة قصر الأونيسكو بالوافدين لحضور حفل «دا كابو» الموسيقي الذي قدّمه زياد الرحباني وأوركسترا ييريفان. زياد، من أمام البيانو، كان يعلن أنّه لا صوت يعلو فوق صوت الموسيقى. (مروان طحطح)
عدد الخميس ٣١ أيار
الاثنين، 28 مايو 2007
الأحد، 27 مايو 2007
من يكون؟
زياد الرحباني
في النهاية، نحن الآن في هذه اللحظة، اذا أردنا أن نتداول بما هو حاصل في الشمال، مضطرون للقول إنَّ معارك شديدة مثلاً تتجدد على محور مخيم نهر البارد بين مواقع الجيش و... من؟ لن يختلف اثنان على أن الطرف الثاني هو: «فتح الإسلام». إن هذه التسمية أو الشعار أصبح بين ليلة وضحاها، موحداً بيننا، بين الأمِّي والذي يتقن العربية. بين الذي يقرأ صحيفة مرة في الربيع ومرة في أواخر الصيف وبين الذي يقرأ يومياً أكثر من صحيفة. بين الضليع بأخبار الاستعمار وعالمه العربي، وبين من لا يهتم إلّّا بحركة اليورو والاسترليني وعلاقتهما الغرامية المتأزمة مع الدولار الأميركي. «فتحُ الاسلام» اليوم، موحداً بين كل المذكورين أعلاه وبين من لا يقرأ ولا يسمع ولا يشاهد حتى إلّا أخبار نوال الزغبي او «ميشو شو» اذا كانت السيدة نوال مسافرة. وقد أجمعنا على أن هؤلاء المتمترسين بإحكام وإمعان داخل المخيم ليسوا تنظيماً أو حتى فصيلاً فلسطينياً، وهذا جيد، فهو يحصر الموضوع. كما أجمعنا على أنهم من جنسيات متعددة غريبة دون أن نراهم، وعلى أنهم يطلقون على أنفسهم اسم «فتح الإسلام»، الشهير!!!! إن في التسمية هذه، درايةً ومتابعة معمقتين لتاريخ المنطقة. أقصد المنطقة المعروفة بالهلال الخصيب (فلسطين ـــــ لبنان ـــــ سوريا). فكلمة «فتح» داخل مخيم فلسطيني، ماذا يمكن أن تعني بربكم! إنها، مهما كان نوع وعمق الالتباس فيها، لن تكون أبداً نوعاً من أنواع الزبدة الدنماركية! إنها فتح يا عالم، إنها قوات العاصفة، إنها، لو تذكرون: «فتح ـــــ لاند» (land). وكلمة الـ«فتح»، في الوقت نفسه مرتبطة بقوة، هنا، بالدين وتحديداً بالدين الاسلامي. لذا، فازدواج المعنى ليس مصادفةً ربيعية، خاصة إذا تَموضَعَ داخل مخيم، وراح يتسلّح. ثم إنه، ضد من يمكن أن يكون تنظيم كهذا، أو بالأحرى، أي إنسان عربي برأي الادارة الاميركية، سوى ضد الاميركيين؟ وهم في ذلك، ربما على حق. أمّا المصادفة الثانية فهي أن الادارة الاميركية تشجع كما شجعت دوماً، ومنذ أول ظهور للإخوان المسلمين في مصر، الحركات الدينية في مقابل الاشتراكية، ومهما كان الثمن. أكانت ناصرية أم بعثية أم ديموقراطية أم استوائية. تشجع ضدها وتتهمها مباشرة بالشيوعية، أي تسرِّع بالنيابة عنها في عملية تطورها نحو آخر مراحلها. وتأتي المصادفة الثالثة، والأكثر نجاحاً وإقبالاً جماهيرياً وهي التقاء فتح الاسلام أو علاقته المباشرة بتنظيم «القاعدة». وهنا كما تعودنا مؤخراً، تكون خاتمة الاحزان... الأميركية. القاعدة يا اخوتي هي اليوم، عدو الكرة الأرضية بامتياز، إنها البعبع الكبير، إنها أكبر بعبع في قصص الاطفال. هذا الذي لا يُقتَل لا بالرصاص ولا بالطيران ولا بالنار ولا بالكهرباء ولا قهراً طبعاً، فكيف بالحياء؟!من يكون أبو جندل؟ من هو بلال المحمود؟ من هم جماعة «فتح الاسلام»؟؟ وماذا ينفع أو يعني أن يتبعوا «القاعدة»؟ فمن هي «القاعدة» أساساً؟ ربما كانت فتح الاسلام فرعاً لها في لبنان بالتحديد، وكنا حتى البارحة نعتقد أننا نتبع، بحسب «القاعدة»، «جند الشام»، لكون القاعدة والجهاد ـــــ بلاد الرافدين، أبعد عنّا باتجاه العراق. كنا وبحسب علمي ربما ممثلين في القاعدة المذكورة بـ«نصرة الشام» أو «عصبة الاسلام». لقد كان تنظيم «أنصار الله» يبدو أكثر تغطية من «فتح الاسلام» المحلي، كما هي الجماعة السلفية الجهادية ـــــ مصر. لكن، وبعد كل ذلك، من هم كل هؤلاء؟ إنهم مجاهدون بلا شك وعدائيون وهذا واضح. لكن الاطار السري المشترك بينهم، لنشاطهم، يجعل الجواب أعقد. من يخترع كل هذه الأسماء؟! هل يخترعونها هم؟ طيب من اخترعهم، هم؟ ولماذا هم يزدادون كل يوم وتزداد معهم الأسماء والفروع إن كانوا فعلاً تابعين كلهم للقاعدة؟ أو ليس توحيد الجهود ضد الامبريالية الاميركية والأوروبية أسهل إن بدأ التوحيد بينهم بالاسم نفسه؟ (لقد نسينا «خليّة هامبورغ»، ربما كانت هي «القاعدة»!) من هو وأين هو أسامة بن لادن؟ لا يمكن أن يكون مختبئاً عند أيمن الظواهري. فأبسط قواعد الاختفاء والتمويه والحيطة هي التفرق.إن الشيء الوحيد الأكيد اليوم، وبعد أحداث 11 أيلول، هو أن برجي التجارة العالميين تعرضا لهجوم رهيب من حيث فاعلية الأداء والتنفيذ، وذلك قبل أن يكون إرهابياً. والشيء الأكيد الثاني هو أن الكاميرا الرئيسية التي صوّرتهما بوضوح، كانت مركزة في هذه الزاوية المثالية للرؤية، منذ أن بوشِرَ بصناعتها. إن الكاميرا هذه رُكِّبَت وجُمعت «في أرضها»، في هذه الزاوية الناجحة لتصوير انهيار البرجين بأفضل حلّة.يُقال، ويُقال في الإعراب فعلٌ مجهول، والإدارة الأميركية ليست مجهولة. إذاً، فالادارة الأميركية هي التي تقول ما يُقال، وهو أنَّ تنظيم القاعدة هو من قام بعملية 11 أيلول. أظن، أعزائي، أننا متى عرفنا من قام فعلاً باقتحام البرجين، ومن هم هؤلاء الذين عُمِّمَت واشتهرت صورهم ربطاً، أمكننا أن نعرف من هي «القاعدة» وبالتالي أين هي، وأين بن لادن وبالتالي كل الباقين. أمَّا الآن وإلى حينه فكل اسم وَرَدَ في هذا المقال: من يكون؟ إن الادارة الاميركية شخصياً، ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي، أين هي بالضبط ومن تكون؟ طبعاً هي لن تحتمل شخصياً، ظروف مخيم نهر البارد المعيشية.
عدد الجمعة ٢٥ أيار
زياد الرحباني
في النهاية، نحن الآن في هذه اللحظة، اذا أردنا أن نتداول بما هو حاصل في الشمال، مضطرون للقول إنَّ معارك شديدة مثلاً تتجدد على محور مخيم نهر البارد بين مواقع الجيش و... من؟ لن يختلف اثنان على أن الطرف الثاني هو: «فتح الإسلام». إن هذه التسمية أو الشعار أصبح بين ليلة وضحاها، موحداً بيننا، بين الأمِّي والذي يتقن العربية. بين الذي يقرأ صحيفة مرة في الربيع ومرة في أواخر الصيف وبين الذي يقرأ يومياً أكثر من صحيفة. بين الضليع بأخبار الاستعمار وعالمه العربي، وبين من لا يهتم إلّّا بحركة اليورو والاسترليني وعلاقتهما الغرامية المتأزمة مع الدولار الأميركي. «فتحُ الاسلام» اليوم، موحداً بين كل المذكورين أعلاه وبين من لا يقرأ ولا يسمع ولا يشاهد حتى إلّا أخبار نوال الزغبي او «ميشو شو» اذا كانت السيدة نوال مسافرة. وقد أجمعنا على أن هؤلاء المتمترسين بإحكام وإمعان داخل المخيم ليسوا تنظيماً أو حتى فصيلاً فلسطينياً، وهذا جيد، فهو يحصر الموضوع. كما أجمعنا على أنهم من جنسيات متعددة غريبة دون أن نراهم، وعلى أنهم يطلقون على أنفسهم اسم «فتح الإسلام»، الشهير!!!! إن في التسمية هذه، درايةً ومتابعة معمقتين لتاريخ المنطقة. أقصد المنطقة المعروفة بالهلال الخصيب (فلسطين ـــــ لبنان ـــــ سوريا). فكلمة «فتح» داخل مخيم فلسطيني، ماذا يمكن أن تعني بربكم! إنها، مهما كان نوع وعمق الالتباس فيها، لن تكون أبداً نوعاً من أنواع الزبدة الدنماركية! إنها فتح يا عالم، إنها قوات العاصفة، إنها، لو تذكرون: «فتح ـــــ لاند» (land). وكلمة الـ«فتح»، في الوقت نفسه مرتبطة بقوة، هنا، بالدين وتحديداً بالدين الاسلامي. لذا، فازدواج المعنى ليس مصادفةً ربيعية، خاصة إذا تَموضَعَ داخل مخيم، وراح يتسلّح. ثم إنه، ضد من يمكن أن يكون تنظيم كهذا، أو بالأحرى، أي إنسان عربي برأي الادارة الاميركية، سوى ضد الاميركيين؟ وهم في ذلك، ربما على حق. أمّا المصادفة الثانية فهي أن الادارة الاميركية تشجع كما شجعت دوماً، ومنذ أول ظهور للإخوان المسلمين في مصر، الحركات الدينية في مقابل الاشتراكية، ومهما كان الثمن. أكانت ناصرية أم بعثية أم ديموقراطية أم استوائية. تشجع ضدها وتتهمها مباشرة بالشيوعية، أي تسرِّع بالنيابة عنها في عملية تطورها نحو آخر مراحلها. وتأتي المصادفة الثالثة، والأكثر نجاحاً وإقبالاً جماهيرياً وهي التقاء فتح الاسلام أو علاقته المباشرة بتنظيم «القاعدة». وهنا كما تعودنا مؤخراً، تكون خاتمة الاحزان... الأميركية. القاعدة يا اخوتي هي اليوم، عدو الكرة الأرضية بامتياز، إنها البعبع الكبير، إنها أكبر بعبع في قصص الاطفال. هذا الذي لا يُقتَل لا بالرصاص ولا بالطيران ولا بالنار ولا بالكهرباء ولا قهراً طبعاً، فكيف بالحياء؟!من يكون أبو جندل؟ من هو بلال المحمود؟ من هم جماعة «فتح الاسلام»؟؟ وماذا ينفع أو يعني أن يتبعوا «القاعدة»؟ فمن هي «القاعدة» أساساً؟ ربما كانت فتح الاسلام فرعاً لها في لبنان بالتحديد، وكنا حتى البارحة نعتقد أننا نتبع، بحسب «القاعدة»، «جند الشام»، لكون القاعدة والجهاد ـــــ بلاد الرافدين، أبعد عنّا باتجاه العراق. كنا وبحسب علمي ربما ممثلين في القاعدة المذكورة بـ«نصرة الشام» أو «عصبة الاسلام». لقد كان تنظيم «أنصار الله» يبدو أكثر تغطية من «فتح الاسلام» المحلي، كما هي الجماعة السلفية الجهادية ـــــ مصر. لكن، وبعد كل ذلك، من هم كل هؤلاء؟ إنهم مجاهدون بلا شك وعدائيون وهذا واضح. لكن الاطار السري المشترك بينهم، لنشاطهم، يجعل الجواب أعقد. من يخترع كل هذه الأسماء؟! هل يخترعونها هم؟ طيب من اخترعهم، هم؟ ولماذا هم يزدادون كل يوم وتزداد معهم الأسماء والفروع إن كانوا فعلاً تابعين كلهم للقاعدة؟ أو ليس توحيد الجهود ضد الامبريالية الاميركية والأوروبية أسهل إن بدأ التوحيد بينهم بالاسم نفسه؟ (لقد نسينا «خليّة هامبورغ»، ربما كانت هي «القاعدة»!) من هو وأين هو أسامة بن لادن؟ لا يمكن أن يكون مختبئاً عند أيمن الظواهري. فأبسط قواعد الاختفاء والتمويه والحيطة هي التفرق.إن الشيء الوحيد الأكيد اليوم، وبعد أحداث 11 أيلول، هو أن برجي التجارة العالميين تعرضا لهجوم رهيب من حيث فاعلية الأداء والتنفيذ، وذلك قبل أن يكون إرهابياً. والشيء الأكيد الثاني هو أن الكاميرا الرئيسية التي صوّرتهما بوضوح، كانت مركزة في هذه الزاوية المثالية للرؤية، منذ أن بوشِرَ بصناعتها. إن الكاميرا هذه رُكِّبَت وجُمعت «في أرضها»، في هذه الزاوية الناجحة لتصوير انهيار البرجين بأفضل حلّة.يُقال، ويُقال في الإعراب فعلٌ مجهول، والإدارة الأميركية ليست مجهولة. إذاً، فالادارة الأميركية هي التي تقول ما يُقال، وهو أنَّ تنظيم القاعدة هو من قام بعملية 11 أيلول. أظن، أعزائي، أننا متى عرفنا من قام فعلاً باقتحام البرجين، ومن هم هؤلاء الذين عُمِّمَت واشتهرت صورهم ربطاً، أمكننا أن نعرف من هي «القاعدة» وبالتالي أين هي، وأين بن لادن وبالتالي كل الباقين. أمَّا الآن وإلى حينه فكل اسم وَرَدَ في هذا المقال: من يكون؟ إن الادارة الاميركية شخصياً، ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي، أين هي بالضبط ومن تكون؟ طبعاً هي لن تحتمل شخصياً، ظروف مخيم نهر البارد المعيشية.
عدد الجمعة ٢٥ أيار
لننتسب إلى المقاومة
نجاح واكيم
اليوم عيد التحريربل هو في لبنان ذكرى... ذكرى التحرير، لا بأس.هو ذكرى غابرة لحدث وقع. لا يهم أين وكيف ومتى ولماذا. لأنه وقع عندنا، هنا، في لبنان.لو أنه، هذا التحرير العظيم، حصل عند غيرنا، في بلاد الناس لا في بلد الطوائف هذا، ولو قبل سبعين عاماً لا سبعة، ولو قبل سبعمئة أو سبعة آلاف سنة، لكان التحرير عيداً يتجدد كل سنة، بل كل طلعة شمس، أكثر بهاءً، إشراقاً ودفئاً.لأنه، في بلاد الناس، يحيا في وجدان الناس وفي ضمير الوطن.في كتب الأولاد، يحملونه معهم إلى المدرسة في الصباح، ويعودون به إلى بيوتهم، إلى دفء أحضان أمهاتهم، أغنيات وأناشيد تصدح به حناجرهم الصغيرة الشجية، فيكبرون به شباباً وصبايا يكبر بهم الوطن.في حكايات الجدات، في العشايا، تلون ببطولات التحرير عيون الصغار وأهدابهم، فتشرق لياليهم بأحلام المجد، وتمتلئ نفوسهم بالكرامة والإباء.لو في بلاد الناس كان التحرير، هذا التحرير العظيم، لتزينت الساحات والشوارع والمدارس والجامعات ودور العبادة بأسماء الشهداء.لو كان في بلاد الناس، لتزينت سجلات قيد النفوس بأجيال تولد على أسماء الشهداء، تسمى على أسماء الشهداء، تقيّد على أسماء الشهداء لا على خانات الطوائف.لكننا في لبنان. لبنان «المعتر». لبنان «الكبير» بصغاره «الكبار». من فخر الدين المعني «الكبير»، إلى بشير الشهابي «الكبير»، إلى فوش «الكبير»، إلى اللنبي «الكبير» إلى... إلى أبي الجماجم «الكبير» وأبي الموت والكاوبوي ورنغو والكوبرا الكبار... إلى كل هؤلاء الصغار «الكبار» يملأون الشاشات صراخاً وعهراً ونفاقاً ووقاحات.«أسقطنا قدسية المقاومة»، قالوا. يا للشرف، يا للفخار، ويا لمجد الوطن.أسقطوها، لكن من دناسة نفوسهم. ومن نفاق حناجرهم، بعدما كانوا يتمسحون دجلاً براياتها.أسقطوها لأنها، بكل «صراحة» المجرمين، وبكل وقاحة القتلة وعهر الفاسقين، «عبء على لبنان». أي لبنان؟...«لبنانهم الكبير»، الذي تمتد حدوده من مرابع المعاملتين إلى مرابع «الداون تاون». ويمتد تاريخه من «كلّة» أولاد بعقلين ودير القمر إلى بوسطة عين الرمانة. وتمتد حضارته من حاجز «التيوي» إلى مجازر صبرا وشاتيلا. وتمتد «عروبته» من أول تموز، حين تهل علينا الدشداشات، إلى آخر آب حين تعود رقاصاتنا من «الكفاح» الذي به يزدهر اقتصادنا وتبيض وجوهنا، وبه نرفع رؤوسنا.يا للعار.«لتتلبنن المقاومة»، قالوا. إلى أي لبنان يريدونها أن تنتسب؟ أللبنانهم «الكبير» هذا؟...المقاومة... أنا بعيني رأيتها، في المواقع الأمامية، على الحدود، شباباً يخرجون من تحت الأرض، بسطاء مهذبين هادئين واثقين. من قراهم البعيدة جاؤوا. من دفء بيوتهم، من مدارسهم وجامعاتهم جاؤوا. أنا رأيتهم هناك، ورأيت في عيونهم لبنان. على ترابه رأيت دماءهم. على صخوره رأيت دماءهم تحفر مجد لبنان، شموخه وعزته.بدمها كتبت هويتها. بدمها جعلته وطناً.لتتلبنن المقاومة؟بل لينتسب لبنان إلى المقاومة لكي يصير وطناً.
عدد الجمعة ٢٥ أيار
نجاح واكيم
اليوم عيد التحريربل هو في لبنان ذكرى... ذكرى التحرير، لا بأس.هو ذكرى غابرة لحدث وقع. لا يهم أين وكيف ومتى ولماذا. لأنه وقع عندنا، هنا، في لبنان.لو أنه، هذا التحرير العظيم، حصل عند غيرنا، في بلاد الناس لا في بلد الطوائف هذا، ولو قبل سبعين عاماً لا سبعة، ولو قبل سبعمئة أو سبعة آلاف سنة، لكان التحرير عيداً يتجدد كل سنة، بل كل طلعة شمس، أكثر بهاءً، إشراقاً ودفئاً.لأنه، في بلاد الناس، يحيا في وجدان الناس وفي ضمير الوطن.في كتب الأولاد، يحملونه معهم إلى المدرسة في الصباح، ويعودون به إلى بيوتهم، إلى دفء أحضان أمهاتهم، أغنيات وأناشيد تصدح به حناجرهم الصغيرة الشجية، فيكبرون به شباباً وصبايا يكبر بهم الوطن.في حكايات الجدات، في العشايا، تلون ببطولات التحرير عيون الصغار وأهدابهم، فتشرق لياليهم بأحلام المجد، وتمتلئ نفوسهم بالكرامة والإباء.لو في بلاد الناس كان التحرير، هذا التحرير العظيم، لتزينت الساحات والشوارع والمدارس والجامعات ودور العبادة بأسماء الشهداء.لو كان في بلاد الناس، لتزينت سجلات قيد النفوس بأجيال تولد على أسماء الشهداء، تسمى على أسماء الشهداء، تقيّد على أسماء الشهداء لا على خانات الطوائف.لكننا في لبنان. لبنان «المعتر». لبنان «الكبير» بصغاره «الكبار». من فخر الدين المعني «الكبير»، إلى بشير الشهابي «الكبير»، إلى فوش «الكبير»، إلى اللنبي «الكبير» إلى... إلى أبي الجماجم «الكبير» وأبي الموت والكاوبوي ورنغو والكوبرا الكبار... إلى كل هؤلاء الصغار «الكبار» يملأون الشاشات صراخاً وعهراً ونفاقاً ووقاحات.«أسقطنا قدسية المقاومة»، قالوا. يا للشرف، يا للفخار، ويا لمجد الوطن.أسقطوها، لكن من دناسة نفوسهم. ومن نفاق حناجرهم، بعدما كانوا يتمسحون دجلاً براياتها.أسقطوها لأنها، بكل «صراحة» المجرمين، وبكل وقاحة القتلة وعهر الفاسقين، «عبء على لبنان». أي لبنان؟...«لبنانهم الكبير»، الذي تمتد حدوده من مرابع المعاملتين إلى مرابع «الداون تاون». ويمتد تاريخه من «كلّة» أولاد بعقلين ودير القمر إلى بوسطة عين الرمانة. وتمتد حضارته من حاجز «التيوي» إلى مجازر صبرا وشاتيلا. وتمتد «عروبته» من أول تموز، حين تهل علينا الدشداشات، إلى آخر آب حين تعود رقاصاتنا من «الكفاح» الذي به يزدهر اقتصادنا وتبيض وجوهنا، وبه نرفع رؤوسنا.يا للعار.«لتتلبنن المقاومة»، قالوا. إلى أي لبنان يريدونها أن تنتسب؟ أللبنانهم «الكبير» هذا؟...المقاومة... أنا بعيني رأيتها، في المواقع الأمامية، على الحدود، شباباً يخرجون من تحت الأرض، بسطاء مهذبين هادئين واثقين. من قراهم البعيدة جاؤوا. من دفء بيوتهم، من مدارسهم وجامعاتهم جاؤوا. أنا رأيتهم هناك، ورأيت في عيونهم لبنان. على ترابه رأيت دماءهم. على صخوره رأيت دماءهم تحفر مجد لبنان، شموخه وعزته.بدمها كتبت هويتها. بدمها جعلته وطناً.لتتلبنن المقاومة؟بل لينتسب لبنان إلى المقاومة لكي يصير وطناً.
عدد الجمعة ٢٥ أيار
الخميس، 24 مايو 2007
لا شيء... لا أحد
خالد صاغيّة
«لا شيء اسمه فلسطينيّون»، قالت غولدا مائير ذات مرّة. اللبنانيّون يوافقون السيّدة مائير. حقاً، لا شيء... لا أحد... اسمه فلسطينيّون. المخيّمات معزولة وفارغة من السكّان. يُمنَع أن يبنى فيها حجر. يُمنَع أن يُوظّف منها أحد. يُمنع أن تخرج منها أو تدخل إليها قصيدة حبّ.«لا شيء اسمه فلسطينيّون». يوافق اللبنانيّون على ذلك، لكنّهم يضيفون: هناك من يدعى «الفلسطيني»، وهو الكائن الذي وُجد حصراً لخدمة التوظيف السياسيّ في الأوحال اللبنانيّة. يحضر هذا الكائن فجأة إلى الحياة السياسيّة. يحضر دائماً كأنّ أحداً استدعاه ليستخدمه ثمّ يعيده من حيث أتى.هكذا عمد بعض السلطة ممّن يبحث عن بطولات إلى التعامل مع نزوح السكان من نهر البارد كما لو أنّه عمليّة سهلة لنقل البضائع. يخرج «المدنيّون» من المخيّم. يسهل حينها قصفه، فيتمّ القضاء على الأشرار. قيل هذا الكلام من بعض السلطة من دون أن يكلّف أحد نفسه التفكير في كيفيّة نزوح هؤلاء المدنيين، في الأماكن التي ستؤويهم، في المستشفيات التي ستستقبلهم، وفي الخبز الذي سيأكلونه. قيل هذا الكلام من دون أن يفكّر أحد في أنّ لهؤلاء النازحين بيوتاً وأزقّة سيشتاقون إليها.هكذا أيضاً، نظر آخرون من السلطة والمعارضة إلى «نكبة» الفلسطينيين الأخيرة كمادّة للاستغلال لتحسين مواقعهم داخل طوائفهم. فمن يزِدْ في شتم «الفلسطيني»، تزدْ استطلاعات الرأي المقبلة في شعبيّته. ومن لم يرد أن يشتم، فباستطاعته المشاركة في القتل.
خالد صاغيّة
«لا شيء اسمه فلسطينيّون»، قالت غولدا مائير ذات مرّة. اللبنانيّون يوافقون السيّدة مائير. حقاً، لا شيء... لا أحد... اسمه فلسطينيّون. المخيّمات معزولة وفارغة من السكّان. يُمنَع أن يبنى فيها حجر. يُمنَع أن يُوظّف منها أحد. يُمنع أن تخرج منها أو تدخل إليها قصيدة حبّ.«لا شيء اسمه فلسطينيّون». يوافق اللبنانيّون على ذلك، لكنّهم يضيفون: هناك من يدعى «الفلسطيني»، وهو الكائن الذي وُجد حصراً لخدمة التوظيف السياسيّ في الأوحال اللبنانيّة. يحضر هذا الكائن فجأة إلى الحياة السياسيّة. يحضر دائماً كأنّ أحداً استدعاه ليستخدمه ثمّ يعيده من حيث أتى.هكذا عمد بعض السلطة ممّن يبحث عن بطولات إلى التعامل مع نزوح السكان من نهر البارد كما لو أنّه عمليّة سهلة لنقل البضائع. يخرج «المدنيّون» من المخيّم. يسهل حينها قصفه، فيتمّ القضاء على الأشرار. قيل هذا الكلام من بعض السلطة من دون أن يكلّف أحد نفسه التفكير في كيفيّة نزوح هؤلاء المدنيين، في الأماكن التي ستؤويهم، في المستشفيات التي ستستقبلهم، وفي الخبز الذي سيأكلونه. قيل هذا الكلام من دون أن يفكّر أحد في أنّ لهؤلاء النازحين بيوتاً وأزقّة سيشتاقون إليها.هكذا أيضاً، نظر آخرون من السلطة والمعارضة إلى «نكبة» الفلسطينيين الأخيرة كمادّة للاستغلال لتحسين مواقعهم داخل طوائفهم. فمن يزِدْ في شتم «الفلسطيني»، تزدْ استطلاعات الرأي المقبلة في شعبيّته. ومن لم يرد أن يشتم، فباستطاعته المشاركة في القتل.
الجمعة، 18 مايو 2007
سلام على المعرفة
زياد الرحباني
عزيزتي أليكسا (Alexa)،سنحاول أن نهوّن الأمور علينا وعليكم. حين أقول نهوّن، أقصد، نحن مجتمعين في هذه الصحيفة الشابّة المبتدئة، المكروهة والمتحمّسة، الطموحة ككلّ الصحف والشباب عموماً وليس حصراً ولا حاليّاً ربما. أقول مجتمعين، وقد اجتمعنا بالفعل آخر مرّة، يوم الأحد الفائت على 13 أيّار، أي منهُ وأيضاً عَلَيه، والربيع لم يُوَفّق بعدُ كليّاً بنا يا إخوتي. هو ووَبرُه اللامتناهي، المتألّق خاصّة في أجواء بيروت الصابرة عليه وعلى صَحبِه، على ضيفه وصيفِه وأهلِه. اجتمعنا لنهوّن علينا وعليكم بعض أمور جريدتنا المتنوّعة نوعاً ما وما زالت في البداية، والمستمرّة نسبياً رغم فقدانها للرفيق الأعلى سماحة. هذه الجريدة الصادرة، آخر أيّام المغول منتصف صيف 2006، على عيون ومسامع «مجلس هولاكو الأعلى للغزو والسَبي». هذه الصحيفة المكروهة والمحبوبة جدّاً، يا إخوتي. فالصفتان تأتيان في الظرف المختوم نفسه عادةً وبالتساوي. كيف ولماذا بالتساوي ودوماً؟ الله العليم. لذا يكفي أن نعرف: الى أي مدى هي محبوبة في هذه اللحظة من مؤسسة Alexa.com مثلاً للإحصاء، لنعرف بالضبط كم هي مكروهة.إنها «مكروهة» حالياً، نسبة الى غيرها من المواقع على الانترنت، بقدر ما الولايات المتحدة مكروهة في لبنان. في لبنان والمهجر. لذا، هذا فخرٌ لنا. فنحن في هذه اللحظة... ممتاز! ونحن ماضون، الى مزيد من الكره والنجاح بإذنه تعالى.ملاحظة: كنّا قد اجتمعنا كما ذكرنا، وجَلَسنا طبعاً، لنبحث من ضمن ما كان مطروحاً للبحث، موضوع كيفية الاستمرار في موضوع «الكميّة والنوعية» ضمن هذا العمود. وقد ارتأينا بعد البحث والتدقيق أنّ العمود، عمود. وأنّ كلّ موضوعٍ يحتاج الى بعض الإشارات والرموز العلمية ـــــ الحسابية، يكون أوفر حظّاً للوضوح ومن ثم الفهم، بصيغة سطر أطول من سطر العمود. لذا، يُفترض بنا أن ندرس صيغةً أخرى لنشر ما تبقّى من الموضوع المذكور مع إعادة تذكير بمجمل ما سبق.
عدد الخميس ١٧ أيار
http://www.al-akhbar.com/ar/node/32642
زياد الرحباني
عزيزتي أليكسا (Alexa)،سنحاول أن نهوّن الأمور علينا وعليكم. حين أقول نهوّن، أقصد، نحن مجتمعين في هذه الصحيفة الشابّة المبتدئة، المكروهة والمتحمّسة، الطموحة ككلّ الصحف والشباب عموماً وليس حصراً ولا حاليّاً ربما. أقول مجتمعين، وقد اجتمعنا بالفعل آخر مرّة، يوم الأحد الفائت على 13 أيّار، أي منهُ وأيضاً عَلَيه، والربيع لم يُوَفّق بعدُ كليّاً بنا يا إخوتي. هو ووَبرُه اللامتناهي، المتألّق خاصّة في أجواء بيروت الصابرة عليه وعلى صَحبِه، على ضيفه وصيفِه وأهلِه. اجتمعنا لنهوّن علينا وعليكم بعض أمور جريدتنا المتنوّعة نوعاً ما وما زالت في البداية، والمستمرّة نسبياً رغم فقدانها للرفيق الأعلى سماحة. هذه الجريدة الصادرة، آخر أيّام المغول منتصف صيف 2006، على عيون ومسامع «مجلس هولاكو الأعلى للغزو والسَبي». هذه الصحيفة المكروهة والمحبوبة جدّاً، يا إخوتي. فالصفتان تأتيان في الظرف المختوم نفسه عادةً وبالتساوي. كيف ولماذا بالتساوي ودوماً؟ الله العليم. لذا يكفي أن نعرف: الى أي مدى هي محبوبة في هذه اللحظة من مؤسسة Alexa.com مثلاً للإحصاء، لنعرف بالضبط كم هي مكروهة.إنها «مكروهة» حالياً، نسبة الى غيرها من المواقع على الانترنت، بقدر ما الولايات المتحدة مكروهة في لبنان. في لبنان والمهجر. لذا، هذا فخرٌ لنا. فنحن في هذه اللحظة... ممتاز! ونحن ماضون، الى مزيد من الكره والنجاح بإذنه تعالى.ملاحظة: كنّا قد اجتمعنا كما ذكرنا، وجَلَسنا طبعاً، لنبحث من ضمن ما كان مطروحاً للبحث، موضوع كيفية الاستمرار في موضوع «الكميّة والنوعية» ضمن هذا العمود. وقد ارتأينا بعد البحث والتدقيق أنّ العمود، عمود. وأنّ كلّ موضوعٍ يحتاج الى بعض الإشارات والرموز العلمية ـــــ الحسابية، يكون أوفر حظّاً للوضوح ومن ثم الفهم، بصيغة سطر أطول من سطر العمود. لذا، يُفترض بنا أن ندرس صيغةً أخرى لنشر ما تبقّى من الموضوع المذكور مع إعادة تذكير بمجمل ما سبق.
عدد الخميس ١٧ أيار
http://www.al-akhbar.com/ar/node/32642
http://www.al-akhbar.com/ar/node/32526
وَلَوْ يا مان
خالد صاغيّة
الأمر محرج حقاً. نكاد نحن اللبنانيّين نموت خجلاً. وَلَوْ... يا سيّد ولش، هل يستحقّ إعلان عدم التدخّل الأميركيّ في الشؤون اللبنانية كلّ هذا العناء؟ كان يكفي أن ترسل تصريحك هذا بالفاكس، أو تدلي به في واشنطن فتتناقله وكالات الأنباء. الموضوع كلّه غير محرز أصلاً. فهل يشكّ أحد في أنّ الدولة الأميركية العظمى تحشر أنفها في مناكفات زعماء بلد صغير كلبنان؟ المسألة غير مطروحة للنقاش.الأمر محرج حقاً. مساعد وزيرة الخارجية الأميركية يحضر شخصياً إلى بيروت ليقنعنا بالبديهيّات. فقد قال ولش: «إننا ملتزمون دعم حكومة الرئيس السنيورة لأنّها تمثّل إرادة الشعب اللبناني». الشعب اللبناني، نصفه على الأقلّ، يقول إنّ حكومة السنيورة غير شرعية. هل يعتبر ذلك تدخّلاً؟وقال ولش: «لا أرى لدى الطرف الآخر (المعارضة) سوى تصرّف سلبي». الشعب اللبناني، نصفه على الأقلّ، يقول إنّ المعارضة هي التي تمثّله، ويؤيّد تصرّفها. هل يعتبر ذلك تدخّلاً؟وقال ولش: «المحكمة ستولد وتبصر النور في أيّ شكل». الشعب اللبناني، نصفه على الأقلّ، يقول إنّ إقرار المحكمة «في أيّ شكل»، أي وفقاً للفصل السابع، لا يخدم مصلحة البلاد ووحدتها. هل يعتبر ذلك تدخّلاً؟وقال ولش: «نحن هنا لنساعد على حماية لبنان من التدخّلات الخارجية، وإنّ دعمنا يتوجّه إلى كلّ اللبنانيّين». كلام واضح، ولا يزيده وضوحاً إلا التذكير بأنّه سبق لبول وولفويتز أن أعلن أنّ مشكلة العراق هي في التدخّل الأجنبي.
عدد الخميس ١٧ أيار
وَلَوْ يا مان
خالد صاغيّة
الأمر محرج حقاً. نكاد نحن اللبنانيّين نموت خجلاً. وَلَوْ... يا سيّد ولش، هل يستحقّ إعلان عدم التدخّل الأميركيّ في الشؤون اللبنانية كلّ هذا العناء؟ كان يكفي أن ترسل تصريحك هذا بالفاكس، أو تدلي به في واشنطن فتتناقله وكالات الأنباء. الموضوع كلّه غير محرز أصلاً. فهل يشكّ أحد في أنّ الدولة الأميركية العظمى تحشر أنفها في مناكفات زعماء بلد صغير كلبنان؟ المسألة غير مطروحة للنقاش.الأمر محرج حقاً. مساعد وزيرة الخارجية الأميركية يحضر شخصياً إلى بيروت ليقنعنا بالبديهيّات. فقد قال ولش: «إننا ملتزمون دعم حكومة الرئيس السنيورة لأنّها تمثّل إرادة الشعب اللبناني». الشعب اللبناني، نصفه على الأقلّ، يقول إنّ حكومة السنيورة غير شرعية. هل يعتبر ذلك تدخّلاً؟وقال ولش: «لا أرى لدى الطرف الآخر (المعارضة) سوى تصرّف سلبي». الشعب اللبناني، نصفه على الأقلّ، يقول إنّ المعارضة هي التي تمثّله، ويؤيّد تصرّفها. هل يعتبر ذلك تدخّلاً؟وقال ولش: «المحكمة ستولد وتبصر النور في أيّ شكل». الشعب اللبناني، نصفه على الأقلّ، يقول إنّ إقرار المحكمة «في أيّ شكل»، أي وفقاً للفصل السابع، لا يخدم مصلحة البلاد ووحدتها. هل يعتبر ذلك تدخّلاً؟وقال ولش: «نحن هنا لنساعد على حماية لبنان من التدخّلات الخارجية، وإنّ دعمنا يتوجّه إلى كلّ اللبنانيّين». كلام واضح، ولا يزيده وضوحاً إلا التذكير بأنّه سبق لبول وولفويتز أن أعلن أنّ مشكلة العراق هي في التدخّل الأجنبي.
عدد الخميس ١٧ أيار
الثلاثاء، 15 مايو 2007
♦ ♦ ♦ (وأخيراً)
زياد الرحباني ... ونحن أعزّائي، بين «حياتهم» و«الموت في الخشب» على أحرّ من الجمر والجمر نافعٌ للاثنين. وها نحن نردّد دوماً أنّ البادي أظلم. ولقد اتفقت معنا على هذا القول الدولي المأثور، حركتاهما الرابعة عشرة والثامنة (مساءً!) وهذا نادر أعزّائي القرّاء. نادرٌ طبعاً، ففيه اتفاقٌ ما وتامّ بين الحركتين على ثالثٍ غيرهما، دونما اتصالٍ مباشرٍ بينهما:إنّه البادي... إنّه البادي يا أولادي. إتفقتا على البادي وضدّه لأنّه الأظلم وهما موافقتان يا أحفادي.مناخُ الكوكبِ يتغيّر وثلوجُ القطبِ تذوب، وثقبُ الأوزون سيشوي أوروبا الوسطى ولن يتغيّر البادي، من زمانِ أجدادي. نحن نَظلمُ، الكلُّ يَظلمون ويبقى دوماً في القمّة، ونحن في أسفلِ الوادي.إنّه حاقدٌ مجنون، والظلمُ فيه عادي.تُنشِدُ ضدّه فيروز، يَظلمُ يَظلمُ لا يرحم حتى لو ضاع شادي.وهو نازيٌّ سادي.سوليديرُ حزينةٌ والروّاد مشتّتون،يبكي رئيسُ حكومتنا، تأتي صيدا تُسانِدُهُوالشرُّ على البادي بادييبدو من أوصافه أنه مذكّرٌ، هل هُوَ أحمدي نجادِ؟كنت أودّ ان أُكمل المقال، لأكشف باقي الأبعادِلكنّ الوقت يُداهِمُنا والصحيفَةُ قد جهِزَت،وها قد تمّ إبعادي.يتبع ليس غداً، بل في باقي الأعدادِ.
عدد الاثنين ١٤ أيار
زياد الرحباني ... ونحن أعزّائي، بين «حياتهم» و«الموت في الخشب» على أحرّ من الجمر والجمر نافعٌ للاثنين. وها نحن نردّد دوماً أنّ البادي أظلم. ولقد اتفقت معنا على هذا القول الدولي المأثور، حركتاهما الرابعة عشرة والثامنة (مساءً!) وهذا نادر أعزّائي القرّاء. نادرٌ طبعاً، ففيه اتفاقٌ ما وتامّ بين الحركتين على ثالثٍ غيرهما، دونما اتصالٍ مباشرٍ بينهما:إنّه البادي... إنّه البادي يا أولادي. إتفقتا على البادي وضدّه لأنّه الأظلم وهما موافقتان يا أحفادي.مناخُ الكوكبِ يتغيّر وثلوجُ القطبِ تذوب، وثقبُ الأوزون سيشوي أوروبا الوسطى ولن يتغيّر البادي، من زمانِ أجدادي. نحن نَظلمُ، الكلُّ يَظلمون ويبقى دوماً في القمّة، ونحن في أسفلِ الوادي.إنّه حاقدٌ مجنون، والظلمُ فيه عادي.تُنشِدُ ضدّه فيروز، يَظلمُ يَظلمُ لا يرحم حتى لو ضاع شادي.وهو نازيٌّ سادي.سوليديرُ حزينةٌ والروّاد مشتّتون،يبكي رئيسُ حكومتنا، تأتي صيدا تُسانِدُهُوالشرُّ على البادي بادييبدو من أوصافه أنه مذكّرٌ، هل هُوَ أحمدي نجادِ؟كنت أودّ ان أُكمل المقال، لأكشف باقي الأبعادِلكنّ الوقت يُداهِمُنا والصحيفَةُ قد جهِزَت،وها قد تمّ إبعادي.يتبع ليس غداً، بل في باقي الأعدادِ.
عدد الاثنين ١٤ أيار
♦ ♦ ♦ (تابع)
زياد الرحباني
أعزائي، القادة في ثورة الأرز والشهداء، حضرات «الفَعّاليّين» والفعاليات، يا أيها الرفاق «الفَرارِيّين» من الحركة الوطنية وبركتها، حضرات قادة وكوادر الانقلاب على «النظام الأمني» والوصاية، وعلى النظام السوري قريباً وقطره الشقيق، أيا أقطاب انتفاضة الاستقلال «الأوكرانية ــــــ الأوسطية» السريعة الذوبان، يا أعلام الديموقراطية الأولى في هذا الأوسط الكبير، أرباب الأكثرية مهما حصل، تحية ثانية وبعد...أخبرتكم البارحة بما يؤرقني في حال بدأ الحوار الوطني واستمر، وذكرت أن أصعب ما فيه هو موضوع الدمغتين (ثقافة الموت وحب الحياة) اللتين اخترعهما، بكل تجرد، وللأمانة، فريق واحد، ألا وهو: أنتم. ولم أخبركم أنه، ليس هذا كل ما يؤرقني. إن من جملة ما يؤرقني أيضاً، ما يمكن أن يتأتَّى عن هذا الطريق المسدود المستحيل بين الدمغتين أو «الثقافتين» أي بصريح العبارة: الفريقين. في لبنان اليوم، قسمة إضافية، جديدة على حربه الأهلية، أحسن ما فيها أنها جدِّية ومختلطة والحمد لله، وأقصد طائفياً. أمَّا أسوأ ما فيها فهو أنَّ قسمة الطائفة المسلمة فيها، غير موفقة على الإطلاق، فهي مذهبية. وهي لذلك، تُكَبِّلُ ثم تُجَمِّدُ الصراع الفعلي الطبيعي العام بين الفريقين، نتيجة (الوعي) السني ــــــ الشيعي العام. إن قسمة المسيحيين فيها، مثلاً سبحان الله، أكثر نجاحاً كما عوّدونا دائماً. فهم حين ينقسمون على بعضهم، مبدئيون، ويشبهون شعوب أي مجتمع آخر في العالم العربي أو في أوروبا. أمّا متى حان موعد القسمة مع المحمديين فتبرز «المشاعر المشطوفة» والخوف المسيحي، وقد استُورِدَ لهم مؤخراً، الغبن وراعيه الحصري: الإجحاف، (وهو يجلس على المقعد الخلفي). وهذا بالضبط ما سَيُخَلخِل من أكثرية الأكثرية يا يسار الديموقراطية الأممي، يا فَهلَوي. يا «ماجد وعطا الله للفَهلَوة والنشر»!! إن الفريق المسيحي المتحالف معكم، المتداخل فيكم عفواً لن يَهضم السُنَّة، فهؤلاء يطالبون تارة بالشهيد الرئيس رشيد كرامي، وتارة يعتنقون الإسلام، وبشغف حتى الأصولية. أمّا الشيعة فحَدِّث ولا... تُحَدّث اذا أمكن، فهذا أفضل. إنَّ هؤلاء أصبحوا كالـFAT (الدهنيات) ممنوعين عن أي جسم سليم (حتى ولو دون عقله) في المجتمع الآمن الافتراضي المسيحي. إن هذا الجزء الأخير حول «الأخطاء في القسمة»، لا يؤرقني. على العكس إنه الأمل النابض والوحيد حالياً الذي يجعل من هذه الأكثرية، وكما ذكرنا البارحة، تعاني وما تزال من المعالجة الجينية الضرورية والجراحة القيصرية. وقد بدأت أعراضها المفروضة على المجتمع تزول تباعاً إن ما يؤرقني أيها الأعزاء، أولاد يكبرون في جميع الأحياء والحارات، في المدارس وعلى الشاشات وهم مثلاً يرددون: ثقافة موت أو حب حياة. إن الحملة المالية الباهظة التي خُصِّصَت لهذين الشعارين، كان يمكن أن يُساعَدَ بها، مسيحيو النبعة وبرج حمود مثلاً، وهم أول ما يتبادر إلى الذهن، إن بقينا ضمن بيروت وتحديداً شرقاً. فالكثير منهم يتمنى أن يشترك في حب الحياة، وقد قررت قواكم «الفاتحة من فبراير» أن تُلحِقَهُم دونما قصد وعن سهو وطبعاً غلط بالموت دون ثقافته حتى.يتبع غداً
عدد الجمعة ١١ أيار
زياد الرحباني
أعزائي، القادة في ثورة الأرز والشهداء، حضرات «الفَعّاليّين» والفعاليات، يا أيها الرفاق «الفَرارِيّين» من الحركة الوطنية وبركتها، حضرات قادة وكوادر الانقلاب على «النظام الأمني» والوصاية، وعلى النظام السوري قريباً وقطره الشقيق، أيا أقطاب انتفاضة الاستقلال «الأوكرانية ــــــ الأوسطية» السريعة الذوبان، يا أعلام الديموقراطية الأولى في هذا الأوسط الكبير، أرباب الأكثرية مهما حصل، تحية ثانية وبعد...أخبرتكم البارحة بما يؤرقني في حال بدأ الحوار الوطني واستمر، وذكرت أن أصعب ما فيه هو موضوع الدمغتين (ثقافة الموت وحب الحياة) اللتين اخترعهما، بكل تجرد، وللأمانة، فريق واحد، ألا وهو: أنتم. ولم أخبركم أنه، ليس هذا كل ما يؤرقني. إن من جملة ما يؤرقني أيضاً، ما يمكن أن يتأتَّى عن هذا الطريق المسدود المستحيل بين الدمغتين أو «الثقافتين» أي بصريح العبارة: الفريقين. في لبنان اليوم، قسمة إضافية، جديدة على حربه الأهلية، أحسن ما فيها أنها جدِّية ومختلطة والحمد لله، وأقصد طائفياً. أمَّا أسوأ ما فيها فهو أنَّ قسمة الطائفة المسلمة فيها، غير موفقة على الإطلاق، فهي مذهبية. وهي لذلك، تُكَبِّلُ ثم تُجَمِّدُ الصراع الفعلي الطبيعي العام بين الفريقين، نتيجة (الوعي) السني ــــــ الشيعي العام. إن قسمة المسيحيين فيها، مثلاً سبحان الله، أكثر نجاحاً كما عوّدونا دائماً. فهم حين ينقسمون على بعضهم، مبدئيون، ويشبهون شعوب أي مجتمع آخر في العالم العربي أو في أوروبا. أمّا متى حان موعد القسمة مع المحمديين فتبرز «المشاعر المشطوفة» والخوف المسيحي، وقد استُورِدَ لهم مؤخراً، الغبن وراعيه الحصري: الإجحاف، (وهو يجلس على المقعد الخلفي). وهذا بالضبط ما سَيُخَلخِل من أكثرية الأكثرية يا يسار الديموقراطية الأممي، يا فَهلَوي. يا «ماجد وعطا الله للفَهلَوة والنشر»!! إن الفريق المسيحي المتحالف معكم، المتداخل فيكم عفواً لن يَهضم السُنَّة، فهؤلاء يطالبون تارة بالشهيد الرئيس رشيد كرامي، وتارة يعتنقون الإسلام، وبشغف حتى الأصولية. أمّا الشيعة فحَدِّث ولا... تُحَدّث اذا أمكن، فهذا أفضل. إنَّ هؤلاء أصبحوا كالـFAT (الدهنيات) ممنوعين عن أي جسم سليم (حتى ولو دون عقله) في المجتمع الآمن الافتراضي المسيحي. إن هذا الجزء الأخير حول «الأخطاء في القسمة»، لا يؤرقني. على العكس إنه الأمل النابض والوحيد حالياً الذي يجعل من هذه الأكثرية، وكما ذكرنا البارحة، تعاني وما تزال من المعالجة الجينية الضرورية والجراحة القيصرية. وقد بدأت أعراضها المفروضة على المجتمع تزول تباعاً إن ما يؤرقني أيها الأعزاء، أولاد يكبرون في جميع الأحياء والحارات، في المدارس وعلى الشاشات وهم مثلاً يرددون: ثقافة موت أو حب حياة. إن الحملة المالية الباهظة التي خُصِّصَت لهذين الشعارين، كان يمكن أن يُساعَدَ بها، مسيحيو النبعة وبرج حمود مثلاً، وهم أول ما يتبادر إلى الذهن، إن بقينا ضمن بيروت وتحديداً شرقاً. فالكثير منهم يتمنى أن يشترك في حب الحياة، وقد قررت قواكم «الفاتحة من فبراير» أن تُلحِقَهُم دونما قصد وعن سهو وطبعاً غلط بالموت دون ثقافته حتى.يتبع غداً
عدد الجمعة ١١ أيار
♦ ♦ ♦
زياد الرحباني
حضرات السيدات والسادة، حضرات الساهرين على الأكثرية، حضرات الرفاق المحترمين في حركة الرابع عشر من آذار،تحية وبعد...يؤرّقني شيء ما هو نفسه يومياً، فأنا أتخيّلكم، وقد عدتم يوماً وجلستم إلى طاولة الحوار مع هذه المعارضة، هذه المتوافرة حتى الآن على ما يبدو، وعلى رأسها حزب الله، وقد بدأ الحوار. في ذهنكم طبعاً نقاطٌ كبيرةٌ عالقة، أولاً: المحكمة الدولية والبند السابع، ثانياً: تركيبة الحكومة الوفاقية الجديدة وثلثها المعطّل أو الضامن، أو المرجِّح أو ما يمكن أن تكون قد أصبحت صفته المميِّزة وقتها، الله أعلم، ثالثاً: مصير سلاح المقاومة، ذلك إن تبقّى لكم وقتٌ كافٍ. إن ما يؤرّقني ليس ما سبق، إنه التالي: ترى، هل ستجدون بعد كل ذلك وقتاً لتبحثوا في «ثقافة الموت»؟ أو في «حب الحياة»؟ أو في العنوانين معاً؟ أشعر بأن بتّ النقاط الثلاث الأولى ممكنٌ رغم كل الوقت الذي مرّ عليها وهي معلّقة. إن البحث في «ثقافة الموت» و«حب الحياة» لن يكون سهلاً ولا مزحةً. سيبدو حينها كم أن الإهانة كبيرة، وكيف أن هذه العبارات نَحَتْ منحى الأبديّة ولا طريقَ للعودة عنها ولسوء الحظ. ما يمكن أن أتخيّله هو شيء من اللوم.(حوار)1 ـــــــ نحن ثقافة للموت يا وليد بك؟2 ــــــ لا ليس الموت بمعنى الموت.غازي ــــــ يا إخوان، إن وليد بك لم يقصد حرفياً ما يقول، تكلّم عن حبّ الحياة بمعنى حبّ الحياة عموماً، أي إن شيئاً كالاعتصام لا يشبهه.1 ــــــ وما هو حُبّ الحياة بالضبط؟2 ــــــ إن حبّ الحياة عبارة تقال لتُميّز الأكثرية ربما، ليس إلاّ.1 ــــــ هلّا حدّدتم لنا ما هو الموت، ومن ثم ما هي الحياة؟مروان ــــــ هذه مواضيع شائكة، بل فلسفيّة، دعونا منها الآن لضيق الوقت.2 ــــــ طيّب إذاً فلنناقش ما هي الأكثرية. (ويستمرّ الحوار دون أيّ تقدّم أو تحديد ويتشتّت أكثر فأكثر).لن يكون لذلك مخرج. هي كلمات لا عودة عنها بسهولة، ناهيك بأن الحوار بين «عملاء»، قومٌ منهم للولايات المتحدة وإسرائيل، وقومٌ إيرانيون من ريف دمشق، سيكون، عموماً، حواراً ليس عن لبنان تحديداً. سيكون حواراً عن العراق وفلسطين على الأرجح. ولا مشكلة في النهاية لو «تعايَشَ» الموت والحياة، هذا ما يفعلانه دائماً. إنهما في أسوأ الأحوال يتعايشان كالمسيحيين والمسلمين.
عدد الخميس ١٠ أيار
زياد الرحباني
حضرات السيدات والسادة، حضرات الساهرين على الأكثرية، حضرات الرفاق المحترمين في حركة الرابع عشر من آذار،تحية وبعد...يؤرّقني شيء ما هو نفسه يومياً، فأنا أتخيّلكم، وقد عدتم يوماً وجلستم إلى طاولة الحوار مع هذه المعارضة، هذه المتوافرة حتى الآن على ما يبدو، وعلى رأسها حزب الله، وقد بدأ الحوار. في ذهنكم طبعاً نقاطٌ كبيرةٌ عالقة، أولاً: المحكمة الدولية والبند السابع، ثانياً: تركيبة الحكومة الوفاقية الجديدة وثلثها المعطّل أو الضامن، أو المرجِّح أو ما يمكن أن تكون قد أصبحت صفته المميِّزة وقتها، الله أعلم، ثالثاً: مصير سلاح المقاومة، ذلك إن تبقّى لكم وقتٌ كافٍ. إن ما يؤرّقني ليس ما سبق، إنه التالي: ترى، هل ستجدون بعد كل ذلك وقتاً لتبحثوا في «ثقافة الموت»؟ أو في «حب الحياة»؟ أو في العنوانين معاً؟ أشعر بأن بتّ النقاط الثلاث الأولى ممكنٌ رغم كل الوقت الذي مرّ عليها وهي معلّقة. إن البحث في «ثقافة الموت» و«حب الحياة» لن يكون سهلاً ولا مزحةً. سيبدو حينها كم أن الإهانة كبيرة، وكيف أن هذه العبارات نَحَتْ منحى الأبديّة ولا طريقَ للعودة عنها ولسوء الحظ. ما يمكن أن أتخيّله هو شيء من اللوم.(حوار)1 ـــــــ نحن ثقافة للموت يا وليد بك؟2 ــــــ لا ليس الموت بمعنى الموت.غازي ــــــ يا إخوان، إن وليد بك لم يقصد حرفياً ما يقول، تكلّم عن حبّ الحياة بمعنى حبّ الحياة عموماً، أي إن شيئاً كالاعتصام لا يشبهه.1 ــــــ وما هو حُبّ الحياة بالضبط؟2 ــــــ إن حبّ الحياة عبارة تقال لتُميّز الأكثرية ربما، ليس إلاّ.1 ــــــ هلّا حدّدتم لنا ما هو الموت، ومن ثم ما هي الحياة؟مروان ــــــ هذه مواضيع شائكة، بل فلسفيّة، دعونا منها الآن لضيق الوقت.2 ــــــ طيّب إذاً فلنناقش ما هي الأكثرية. (ويستمرّ الحوار دون أيّ تقدّم أو تحديد ويتشتّت أكثر فأكثر).لن يكون لذلك مخرج. هي كلمات لا عودة عنها بسهولة، ناهيك بأن الحوار بين «عملاء»، قومٌ منهم للولايات المتحدة وإسرائيل، وقومٌ إيرانيون من ريف دمشق، سيكون، عموماً، حواراً ليس عن لبنان تحديداً. سيكون حواراً عن العراق وفلسطين على الأرجح. ولا مشكلة في النهاية لو «تعايَشَ» الموت والحياة، هذا ما يفعلانه دائماً. إنهما في أسوأ الأحوال يتعايشان كالمسيحيين والمسلمين.
عدد الخميس ١٠ أيار
الخميس، 10 مايو 2007
اعادة برمجة
إعادة برمجة
زياد الرحباني
يعزّ علينا، أعزائي القراء، أن نقطع موضوعاً محدّداً بدأنا به، تحت عنوان «علمياً»، عدّة مرات. مرّة لتقديمه، لكونه ليس محلياً أو متابعاً للحدث اليوميّ، ومرّة لطبيعة موقعه غير المثالي في الصفحة الأولى من الجريدة، ومرّة لشكله الذي أشكو منه شخصياً، ألا وهو «العمود»، حيث السطر العادي الواحد يُقسّم إلى ثلاثة سطور وأحياناً أكثر، وهذا ما يؤثر سلباً على موضوع يحتوي على بعض المعادلات التي تحتاج إلى رموز وإشارات هي أقرب إلى العلميّة من السرد. وكل ذلك بالتزامن مع ما «يَعُرُّ» علينا أو يهتِكُ أو يفتِكُ بنا من مواقفَ سياسية في بعضٍ من أيامنا الحالكة، أو لنقل من الأول: بالتزامن مع ما يُنْزَلُ بنا من المواقف، أو عفواً ومن جديد: من صلابةٍ في المواقف الرسمية المسؤولة كلياً ــــــــ حصرياً. والرسمي هنا يعني: «الأكثرية». بالتالي: غير المُمثِّلة للكل. فهي، برأيي إمّا: أكثرية «غيبوبيّة»، أي: لحظيّة ــــــــ عدديّة طارئة، وإمّا: أكثرية آنيّة ممطوطة زمنياً وكأنها معالجة جينيّاً لتتمدّد أشهراً إضافية أكثر من تركيبتها الطبيعية، أو: أكثرية سُبَيْعيّة وبالتالي نتيجة لعملية قيصريّة كنعانيّة سبقها حلفٌ قيصريٌ رباعيّ.....لقد صاموا وعادوا إلى عدوان تموز الماضي بشكل أبشع يا أخي.بالمحصّلة، هذه ليست بمقالة، إنها محاولة لوضعكم معنا في الجوّ. فنحن سنضطر استثنائياً، وفي سبيل أن نتابع موضوعنا الأول حول الكميّة والنوعيّة، دون أن نترك في الوقت نفسه هذه الأكثريّة «تُخَيّلُ وحدها في الساحة»، وضمن إمكانياتنا المحدودة، لأن نغيّر هذا الأسبوع في أيام مقال «ما العمل» الثابتة. وعليه ستكون المقالة لهذا الأسبوع: أيام الخميس والجمعة والسبت، وإلى اللقاء في الغد.
عدد الأربعاء ٩ أيار
زياد الرحباني
يعزّ علينا، أعزائي القراء، أن نقطع موضوعاً محدّداً بدأنا به، تحت عنوان «علمياً»، عدّة مرات. مرّة لتقديمه، لكونه ليس محلياً أو متابعاً للحدث اليوميّ، ومرّة لطبيعة موقعه غير المثالي في الصفحة الأولى من الجريدة، ومرّة لشكله الذي أشكو منه شخصياً، ألا وهو «العمود»، حيث السطر العادي الواحد يُقسّم إلى ثلاثة سطور وأحياناً أكثر، وهذا ما يؤثر سلباً على موضوع يحتوي على بعض المعادلات التي تحتاج إلى رموز وإشارات هي أقرب إلى العلميّة من السرد. وكل ذلك بالتزامن مع ما «يَعُرُّ» علينا أو يهتِكُ أو يفتِكُ بنا من مواقفَ سياسية في بعضٍ من أيامنا الحالكة، أو لنقل من الأول: بالتزامن مع ما يُنْزَلُ بنا من المواقف، أو عفواً ومن جديد: من صلابةٍ في المواقف الرسمية المسؤولة كلياً ــــــــ حصرياً. والرسمي هنا يعني: «الأكثرية». بالتالي: غير المُمثِّلة للكل. فهي، برأيي إمّا: أكثرية «غيبوبيّة»، أي: لحظيّة ــــــــ عدديّة طارئة، وإمّا: أكثرية آنيّة ممطوطة زمنياً وكأنها معالجة جينيّاً لتتمدّد أشهراً إضافية أكثر من تركيبتها الطبيعية، أو: أكثرية سُبَيْعيّة وبالتالي نتيجة لعملية قيصريّة كنعانيّة سبقها حلفٌ قيصريٌ رباعيّ.....لقد صاموا وعادوا إلى عدوان تموز الماضي بشكل أبشع يا أخي.بالمحصّلة، هذه ليست بمقالة، إنها محاولة لوضعكم معنا في الجوّ. فنحن سنضطر استثنائياً، وفي سبيل أن نتابع موضوعنا الأول حول الكميّة والنوعيّة، دون أن نترك في الوقت نفسه هذه الأكثريّة «تُخَيّلُ وحدها في الساحة»، وضمن إمكانياتنا المحدودة، لأن نغيّر هذا الأسبوع في أيام مقال «ما العمل» الثابتة. وعليه ستكون المقالة لهذا الأسبوع: أيام الخميس والجمعة والسبت، وإلى اللقاء في الغد.
عدد الأربعاء ٩ أيار
علمياً (3) - ملحق
علميّاً (3) ـ ملحق
زياد الرحباني
أعزّائي القرّاء، نأسف مرّة أخرى لمقاطعة سياق الموضوع في سبيل التذكير بأنّ موضوعاً كـ«الكمية والنوعية» هو نزاع فكري كلاسيكي دائم ومزمن، كما هو مثلاً موضوع «الغاية والوسيلة» أو «البيضة والدجاجة» الخ...مواضيع كهذه يتسع فيها البحث لكثير من الآراء والمدارس في التفكير والانتماءات السياسية، الاقتصادية أحياناً، الأخلاقية ــــ الدينية أحياناً أخرى، ومجموع هذه العناوين يشكّل عموماً ما نسمّيه: «فلسفة» هذا الموضوع. والفلسفة هنا ليست للتدريس أو التعليم، ولا كلمة علمية غيرها لسوء الحظ، لتلخيص ما سبق من المفردات «الكبيرة». علماً أني جهدتُ منذ أيام الدراسة الثانوية وحتى يومنا هذا، لمكافحة استعمال أو حتى مجرد الاحتياج للفظها، أي «الفلسفة». ولكن جهودي باءت حتى الساعة بالفشل. فمجموعة من النقاشات الدائمة، والكلاسيكية ـــــ المزمنة منها خاصة، تصل الى نقطة ما تحتاج فيها الى عبارة: «فلسفة الـ... كذا». وهي ببساطة ليست إطلاقاً، بعملية تفلسفنا بعضنا على بعض ولا هي تعقيد لكلمات هي أبسط بالأساس، ولا رغبة عندي إطلاقاً في الإضافة على الفلسفة العامة المعاصرة، ولا حاجة لنا بها، لو أن الحياة على الكوكب تسير على ما يرام، لو أن «الكمية والنوعية» تتقاسمان شقة مفروشة في شارع السادات مثل «خوري وعبيد» أو «ريا وسكينة» أو كالأساتذة الأفاضل J&B!!!. لو أن الوسيلة، مثلاً، تسهر على الغاية، تساعدها في فروضها المسائية ومن ثم توصلها في الصباح الباكر الى ثانوية فخر الدين! وبما أن هذا ليس بحاصل، فنحن نعود هنا الى موضوعٍ نراه غنياً بالتناقض وهو أساس في الفكر الأحادي، الراجحة كفته اليوم، مرحلياً على الكوكب وهو: الفكر الرأسمالي بل الامبريالي بل الكولونيالي. وهذه ليست بشتائم بل هي صفات علمية. فكر تكاد تصبح فيه بعض الرأسماليات ذات رأس المال العام المتواضع بالمال والامكانية والمساحة (معظم الأحيان)، بكل طبقاتها المتناحرة المصالح، مجرد طبقة «عاملة» واحدة موحدة عند رأسمالية أكبر قدرةً ومالاً ومساحةً، أفقياً وعمودياً حتى نحو الفضاء.أعزائي، لقد حاولت حتى الآن حصر هذا البحث بالممكن، لي، لنا، وفي هذا المكان، تاركاً مواقع التخصص فيه، لأصحابه (تحديداً في الاقتصاد) وقلنا ونعود ونوضح، أننا نتناول هذا الموضوع، بأقصى ما يمكننا ذاتياً، من العلمية والمنطق، أي بإمكانياتنا المعرفية والعقلية، التي هي عرضة دوماً للبحث، عندنا وعند غيرنا، كما وللجدل والشتم إذا استدعى الأمر. وبما أننا، أي إنني، بمزيد من العلمية والتحديد، علّ الشتم ينحصر بي، لم أذكر الاشتراكية حتى الآن إلا في جملةٍ واحدة حيث أتت بالشكل التالي: «... بالمقارنة مع الاشتراكية»، ولم أذكر الشيوعية طبعاً، فهذه الاخيرة، فصل من رسالة المجوس والسحرة والسي. آي. إي. والأباليس والإخوان. وتحتاج لإعادة الاستفتاء حولها وحول ما يعرف عنها شعبنا الأبي العنيد، منذ أن نشأت وحتى انهارت منظومتها الرئيسية، غير أن: «في النظام الشيوعي، يستطيع المواطن أن ينام مع أخته»!!!! وكأن محطة «مير» الجاثمة في الفضاء منذ سنين هي نتيجة جهود هذا المواطن السافل! نعم وبالرغم من كل هذه المقدمات والمطولات التي، بعد يوم أو يومين على هذا المعدل، قد تتخطى «مقدمة ابن خلدون»، تمكن المواطن م. بكري، أو الذي يوقع على الأنترنت بهذا الاسم، وأوضّح هنا، لم نشأ أن ننشره كاملاً، لأنه بكل بساطة قد يكون، وبسبب محاسن الأنترنت السبعة في الإبهام، قرر أن يبقى مجهولاً حتى لو كان هذا اسمه الحقيقي، وعلماً كذلك بأنه من أفضل الردود التي ربما تعلقت بما كتبناه تحت عنوان «علمياً ــــ 2»، تمكن من أن ينشر الآتي نصه:«غبطة الحبر زياد (حاف) عفواً من فهمكم، قد أكون حماراً قياساً بأمميتكم ولكن: علمياً: لم تنتج الاشتراكية والشيوعية حين طبقت في أدغالنا سوى القهر والبرطيل والظلم والتعذيب والفساد والاعتقالات والتنكيل (البلاطات) والقتل والفقر. وأما بالنسبة للنوعية، أعجب أن أشد زبائن بضائع الرأسماليين هم قادة الاشتراكية والشيوعية، أفرغوا السوق من المرسيدسات والب أم مات!! ما في غيرك يا أيها الشيوعي العنيد لا تزال تطلق العنان للحيتك وتمشي «مهرغلاً» في شوارع الحمراء منتقداً كل ما أمامك وتحلم باليوم الذي سيستيقظ فيه مؤسسو الشيوعية الثلاثة اليهود «أغمدهم الله فساح جنانه» وحينها سيضربون بيد من حديد كل حيوان ANIMAL سوّلت له نفسه التفكير بالسعادة، وحينها، سيعلمون الناس ما لم تعلم».أعزائي، ليس بوسعنا، ضمن الامكانيات المتاحة، سوى أن نشكر الزميل في البحث، الأستاذ م. بكري وأن ننشر له كل جديد في هذا السياق. ونسأله إن كان بالإمكان لنا الاستمرار في الكتابة في موضوع «الكمية والنوعية» كما نراه نحن وبنفس الشروط الرديئة التي نتناول بها مواضيعنا عادةً، فهذا أفضل ما منحنا الله إياه، فكل ما يأتي من الله عز وجل، «منيح».
ـ يتبع غداً ـ أي هذا الملحق ــ فيتبع نهار الاثنين ـ علمياً ـ 4 ـ
عدد الجمعة ٤ أيار
زياد الرحباني
أعزّائي القرّاء، نأسف مرّة أخرى لمقاطعة سياق الموضوع في سبيل التذكير بأنّ موضوعاً كـ«الكمية والنوعية» هو نزاع فكري كلاسيكي دائم ومزمن، كما هو مثلاً موضوع «الغاية والوسيلة» أو «البيضة والدجاجة» الخ...مواضيع كهذه يتسع فيها البحث لكثير من الآراء والمدارس في التفكير والانتماءات السياسية، الاقتصادية أحياناً، الأخلاقية ــــ الدينية أحياناً أخرى، ومجموع هذه العناوين يشكّل عموماً ما نسمّيه: «فلسفة» هذا الموضوع. والفلسفة هنا ليست للتدريس أو التعليم، ولا كلمة علمية غيرها لسوء الحظ، لتلخيص ما سبق من المفردات «الكبيرة». علماً أني جهدتُ منذ أيام الدراسة الثانوية وحتى يومنا هذا، لمكافحة استعمال أو حتى مجرد الاحتياج للفظها، أي «الفلسفة». ولكن جهودي باءت حتى الساعة بالفشل. فمجموعة من النقاشات الدائمة، والكلاسيكية ـــــ المزمنة منها خاصة، تصل الى نقطة ما تحتاج فيها الى عبارة: «فلسفة الـ... كذا». وهي ببساطة ليست إطلاقاً، بعملية تفلسفنا بعضنا على بعض ولا هي تعقيد لكلمات هي أبسط بالأساس، ولا رغبة عندي إطلاقاً في الإضافة على الفلسفة العامة المعاصرة، ولا حاجة لنا بها، لو أن الحياة على الكوكب تسير على ما يرام، لو أن «الكمية والنوعية» تتقاسمان شقة مفروشة في شارع السادات مثل «خوري وعبيد» أو «ريا وسكينة» أو كالأساتذة الأفاضل J&B!!!. لو أن الوسيلة، مثلاً، تسهر على الغاية، تساعدها في فروضها المسائية ومن ثم توصلها في الصباح الباكر الى ثانوية فخر الدين! وبما أن هذا ليس بحاصل، فنحن نعود هنا الى موضوعٍ نراه غنياً بالتناقض وهو أساس في الفكر الأحادي، الراجحة كفته اليوم، مرحلياً على الكوكب وهو: الفكر الرأسمالي بل الامبريالي بل الكولونيالي. وهذه ليست بشتائم بل هي صفات علمية. فكر تكاد تصبح فيه بعض الرأسماليات ذات رأس المال العام المتواضع بالمال والامكانية والمساحة (معظم الأحيان)، بكل طبقاتها المتناحرة المصالح، مجرد طبقة «عاملة» واحدة موحدة عند رأسمالية أكبر قدرةً ومالاً ومساحةً، أفقياً وعمودياً حتى نحو الفضاء.أعزائي، لقد حاولت حتى الآن حصر هذا البحث بالممكن، لي، لنا، وفي هذا المكان، تاركاً مواقع التخصص فيه، لأصحابه (تحديداً في الاقتصاد) وقلنا ونعود ونوضح، أننا نتناول هذا الموضوع، بأقصى ما يمكننا ذاتياً، من العلمية والمنطق، أي بإمكانياتنا المعرفية والعقلية، التي هي عرضة دوماً للبحث، عندنا وعند غيرنا، كما وللجدل والشتم إذا استدعى الأمر. وبما أننا، أي إنني، بمزيد من العلمية والتحديد، علّ الشتم ينحصر بي، لم أذكر الاشتراكية حتى الآن إلا في جملةٍ واحدة حيث أتت بالشكل التالي: «... بالمقارنة مع الاشتراكية»، ولم أذكر الشيوعية طبعاً، فهذه الاخيرة، فصل من رسالة المجوس والسحرة والسي. آي. إي. والأباليس والإخوان. وتحتاج لإعادة الاستفتاء حولها وحول ما يعرف عنها شعبنا الأبي العنيد، منذ أن نشأت وحتى انهارت منظومتها الرئيسية، غير أن: «في النظام الشيوعي، يستطيع المواطن أن ينام مع أخته»!!!! وكأن محطة «مير» الجاثمة في الفضاء منذ سنين هي نتيجة جهود هذا المواطن السافل! نعم وبالرغم من كل هذه المقدمات والمطولات التي، بعد يوم أو يومين على هذا المعدل، قد تتخطى «مقدمة ابن خلدون»، تمكن المواطن م. بكري، أو الذي يوقع على الأنترنت بهذا الاسم، وأوضّح هنا، لم نشأ أن ننشره كاملاً، لأنه بكل بساطة قد يكون، وبسبب محاسن الأنترنت السبعة في الإبهام، قرر أن يبقى مجهولاً حتى لو كان هذا اسمه الحقيقي، وعلماً كذلك بأنه من أفضل الردود التي ربما تعلقت بما كتبناه تحت عنوان «علمياً ــــ 2»، تمكن من أن ينشر الآتي نصه:«غبطة الحبر زياد (حاف) عفواً من فهمكم، قد أكون حماراً قياساً بأمميتكم ولكن: علمياً: لم تنتج الاشتراكية والشيوعية حين طبقت في أدغالنا سوى القهر والبرطيل والظلم والتعذيب والفساد والاعتقالات والتنكيل (البلاطات) والقتل والفقر. وأما بالنسبة للنوعية، أعجب أن أشد زبائن بضائع الرأسماليين هم قادة الاشتراكية والشيوعية، أفرغوا السوق من المرسيدسات والب أم مات!! ما في غيرك يا أيها الشيوعي العنيد لا تزال تطلق العنان للحيتك وتمشي «مهرغلاً» في شوارع الحمراء منتقداً كل ما أمامك وتحلم باليوم الذي سيستيقظ فيه مؤسسو الشيوعية الثلاثة اليهود «أغمدهم الله فساح جنانه» وحينها سيضربون بيد من حديد كل حيوان ANIMAL سوّلت له نفسه التفكير بالسعادة، وحينها، سيعلمون الناس ما لم تعلم».أعزائي، ليس بوسعنا، ضمن الامكانيات المتاحة، سوى أن نشكر الزميل في البحث، الأستاذ م. بكري وأن ننشر له كل جديد في هذا السياق. ونسأله إن كان بالإمكان لنا الاستمرار في الكتابة في موضوع «الكمية والنوعية» كما نراه نحن وبنفس الشروط الرديئة التي نتناول بها مواضيعنا عادةً، فهذا أفضل ما منحنا الله إياه، فكل ما يأتي من الله عز وجل، «منيح».
ـ يتبع غداً ـ أي هذا الملحق ــ فيتبع نهار الاثنين ـ علمياً ـ 4 ـ
عدد الجمعة ٤ أيار
الثلاثاء، 1 مايو 2007
علميّاً (3)
زياد الرحباني
... وبالعودة الى المقالة السابقة حيث أشرنا الى نقطة أساسية هي: ماذا تفعل الرأسمالية المُدافعة «علناً» عن النوعية، والمقصود: ماذا فعلت تاريخياً بعلاقتها مع الكميّة؟إنّ مبدأ رأس المال مبنيٌّ أساساً على المُراكمة ← التراكم. أي: تكبير الكميّة مهما كانت النوعية. إن مفهوم الربح، بكل بساطة، هو = الكمية الكبرى من السلعة أو المال. إن السلع نوعيات، أمّا المال فهل له نوعية؟ - كلاّ. قد يكون له نوع بمعنى «العملة» أي: monnaie . لذا يحرص رأس المال على أن تكون كمية الأرباح، نموذجياً، بكلّ العملات.إن المجال الأسهل لاستيعاب مفهوم الكمية والنوعية، هو باب السلعة والسوق.ملاحظة: نتناول هنا مفهوم الكمية والنوعية، من أحد جوانبه الاستنتاجية الفلسفية، ليس إلاّ. إذ أنّه لا يمكننا الدخول في الجانب الاقتصادي منه - أولاً: لأنّ شكل العمود الصحافي هذا، ليس المكان المناسب. ثانياً: لأننا لسنا المتخصصين الموصوفين في هذا الموضوع، خاصة أنه يؤدي حكماً الى مبادئ «الاقتصاد الرأسمالي» وقواعده. وأصغر عبارة مركزية فيه: العرض والطلب، فائض الانتاج، القيمة الزائدة، نسبة المال مقارنة بالعملة، التقسيم الطبقي المعاصر، تَمَركُز رأس المال، تحديد البروليتاريا الجديدة في عهد العولمة الحديث بإذنه تعالى، ألخ... لذا، أَقترح هنا، واذا استمرّت المداخلات على موقع «الأخبار»، ردّاً على مقال «علمياً (2)» على شاكلة ما ورد حتى اليوم، ان نُحكِّم أو نُحيل هذا البحث على دكاترة في الاقتصاد مثل: كمال حمدان أو شربل نحّاس، واذا استدعى الأمر، الوزير السابق الدكتور جورج قرم (لحياديته ربّما).... إذاً، إن رأس المال يفضّل السيطرة الكاملة والدائمة على الكميّة وحركتها، تصاعدية كانت أم تنازلية. مثل أن يقلّل من الكميّة المعروضة من السلعة X، ليزيد الطلب عليها ← زيادة لاحقة في المبيع. أي أنّ نقصاً في الكميّة (سلعة) = زيادة في الربح (مال). وكلّ ما نتعاطى فيه هنا هو: كميّة. إن حلم رأس المال المرتبط باستمراره وتناميه، هو الامساك بطرفَي الكمّيتَين: كميّة السلعة + كميّة المال (هنا طبعاً). فأين النوعية المزعومة؟ أين شعاراتها والرايات المرفوعة على المجمّعات الضخمة وفوق الطرقات الرئيسية، حتى على المناطيد الطائرة فوق ربوع بلادي؟ إن النوعية المذكورة موجودة أساساً في التسويق الاعلامي- الاعلاني وشعاراته «المثالية» وصور نسائه والأطفال، ناهيك بما تبقّى من الشجر والجبال، أكثر بكثير مما هي في السلع نفسها المتدهورة نوعيّاً يوماً بعد يوم، ولا أحد من «فلاسفة السوق» مهتمٌّ فعلياً بشرحها لجماهير المستهلكين عالمياً.هل لدى رأس المال المُتنافِس، كما هو يريد ويُطالب، وقتٌ او همٌّ او حتى مصلحةٌ في تحسين النوعيّة؟ (خاصة في عصرنا اليوم، وبسبب المنافسة نفسها) (*). اذا كانت الكميّة من الربح ستتأثر، خاصّةً لأسبابٍ حتمية مثل كلفة النوعية ← هبوط في كميّة البيع ← ربح المال = لا يُمكن. هذا خيال علمي يُعرَض بعد منتصف الليل، وهل رأس المال هو الامام عليّ رضي الله عنه، وعن سيّدنا المسيح ليفعلها؟ ليرتكب «حماقة» أن يمزّق معطفه الوحيد الى نصفَين لِيَكسو برداناً لا يملك معطفاً؟ أو ليَعجَب كيف لا يخرج جائعٌ على الناس شاهراً سيفه؟!!إن السيف أساساً، وبحسب رأس المال اليوم، مظهرٌ لا رَيب فيه من الظلاميّة (من أين تأتي؟ رأس المال لا يعرف ولا يفهم فهو يرى فيها عجيبةً كَونيّة). إنّه، حالياً، الارهاب وانتهى الموضوع. عفواً لم ينته الموضوع، ينتهي فقط بعد القضاء الكامل على الارهاب طبعاً (!!) وحتى ذلك الحين، وبما خصّنا، نتابع يوم الأربعاء.إذاً، يتبع.
(*): لنا عودة الى هذه النقطة بالذات وبالتفصيل لاحقاً.
اجزاء ملف "علميّاً ":الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث
عدد الاثنين ٣٠ نيسان
زياد الرحباني
... وبالعودة الى المقالة السابقة حيث أشرنا الى نقطة أساسية هي: ماذا تفعل الرأسمالية المُدافعة «علناً» عن النوعية، والمقصود: ماذا فعلت تاريخياً بعلاقتها مع الكميّة؟إنّ مبدأ رأس المال مبنيٌّ أساساً على المُراكمة ← التراكم. أي: تكبير الكميّة مهما كانت النوعية. إن مفهوم الربح، بكل بساطة، هو = الكمية الكبرى من السلعة أو المال. إن السلع نوعيات، أمّا المال فهل له نوعية؟ - كلاّ. قد يكون له نوع بمعنى «العملة» أي: monnaie . لذا يحرص رأس المال على أن تكون كمية الأرباح، نموذجياً، بكلّ العملات.إن المجال الأسهل لاستيعاب مفهوم الكمية والنوعية، هو باب السلعة والسوق.ملاحظة: نتناول هنا مفهوم الكمية والنوعية، من أحد جوانبه الاستنتاجية الفلسفية، ليس إلاّ. إذ أنّه لا يمكننا الدخول في الجانب الاقتصادي منه - أولاً: لأنّ شكل العمود الصحافي هذا، ليس المكان المناسب. ثانياً: لأننا لسنا المتخصصين الموصوفين في هذا الموضوع، خاصة أنه يؤدي حكماً الى مبادئ «الاقتصاد الرأسمالي» وقواعده. وأصغر عبارة مركزية فيه: العرض والطلب، فائض الانتاج، القيمة الزائدة، نسبة المال مقارنة بالعملة، التقسيم الطبقي المعاصر، تَمَركُز رأس المال، تحديد البروليتاريا الجديدة في عهد العولمة الحديث بإذنه تعالى، ألخ... لذا، أَقترح هنا، واذا استمرّت المداخلات على موقع «الأخبار»، ردّاً على مقال «علمياً (2)» على شاكلة ما ورد حتى اليوم، ان نُحكِّم أو نُحيل هذا البحث على دكاترة في الاقتصاد مثل: كمال حمدان أو شربل نحّاس، واذا استدعى الأمر، الوزير السابق الدكتور جورج قرم (لحياديته ربّما).... إذاً، إن رأس المال يفضّل السيطرة الكاملة والدائمة على الكميّة وحركتها، تصاعدية كانت أم تنازلية. مثل أن يقلّل من الكميّة المعروضة من السلعة X، ليزيد الطلب عليها ← زيادة لاحقة في المبيع. أي أنّ نقصاً في الكميّة (سلعة) = زيادة في الربح (مال). وكلّ ما نتعاطى فيه هنا هو: كميّة. إن حلم رأس المال المرتبط باستمراره وتناميه، هو الامساك بطرفَي الكمّيتَين: كميّة السلعة + كميّة المال (هنا طبعاً). فأين النوعية المزعومة؟ أين شعاراتها والرايات المرفوعة على المجمّعات الضخمة وفوق الطرقات الرئيسية، حتى على المناطيد الطائرة فوق ربوع بلادي؟ إن النوعية المذكورة موجودة أساساً في التسويق الاعلامي- الاعلاني وشعاراته «المثالية» وصور نسائه والأطفال، ناهيك بما تبقّى من الشجر والجبال، أكثر بكثير مما هي في السلع نفسها المتدهورة نوعيّاً يوماً بعد يوم، ولا أحد من «فلاسفة السوق» مهتمٌّ فعلياً بشرحها لجماهير المستهلكين عالمياً.هل لدى رأس المال المُتنافِس، كما هو يريد ويُطالب، وقتٌ او همٌّ او حتى مصلحةٌ في تحسين النوعيّة؟ (خاصة في عصرنا اليوم، وبسبب المنافسة نفسها) (*). اذا كانت الكميّة من الربح ستتأثر، خاصّةً لأسبابٍ حتمية مثل كلفة النوعية ← هبوط في كميّة البيع ← ربح المال = لا يُمكن. هذا خيال علمي يُعرَض بعد منتصف الليل، وهل رأس المال هو الامام عليّ رضي الله عنه، وعن سيّدنا المسيح ليفعلها؟ ليرتكب «حماقة» أن يمزّق معطفه الوحيد الى نصفَين لِيَكسو برداناً لا يملك معطفاً؟ أو ليَعجَب كيف لا يخرج جائعٌ على الناس شاهراً سيفه؟!!إن السيف أساساً، وبحسب رأس المال اليوم، مظهرٌ لا رَيب فيه من الظلاميّة (من أين تأتي؟ رأس المال لا يعرف ولا يفهم فهو يرى فيها عجيبةً كَونيّة). إنّه، حالياً، الارهاب وانتهى الموضوع. عفواً لم ينته الموضوع، ينتهي فقط بعد القضاء الكامل على الارهاب طبعاً (!!) وحتى ذلك الحين، وبما خصّنا، نتابع يوم الأربعاء.إذاً، يتبع.
(*): لنا عودة الى هذه النقطة بالذات وبالتفصيل لاحقاً.
اجزاء ملف "علميّاً ":الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث
عدد الاثنين ٣٠ نيسان
/لا تذهب هذا المساء/ «ناجي العلي» الليلة على «روتانا سينما»
تعرض قناة «روتانا سينما» هذا المساء فيلم «ناجي العلي» تمام العاشرة مساء بالتوقيت المحلي. تبدأ احداث الفيلم عام 1987 عندما اطلق الرصاص على ناجي العلي فى لندن لتعود به الذاكرة في غرفة العناية المركزة الى عام 1948 تاريخ نزوح اسرته من فلسطين الى بيروت عقب احتلال الإسرائيليين لارضه، ثم انتقاله الى الكويت ومنها لبيروت، وتجوله في لندن ثم علاقاته بعدد من الشخصيات العربية وافكاره وابتداعه ذلك النقد اللاذع للاوضاع العربية المتردية من خلال شخصية حنظلة. ويلعب دور البطولة كما هو معروف النجم نور الشريف، الى جانب كل من محمود الجندي وليلى جبر واحمد الزين. ولقد صورت الكثير من مشاهده داخل جريدة «السفير» التي عمل العلي فيها لمدة طويلة وطبعا بطابع حنظلة. الفيلم من تأليف السيناريست بشير الديك واخراج الراحل عاطف الطيب.
تعرض قناة «روتانا سينما» هذا المساء فيلم «ناجي العلي» تمام العاشرة مساء بالتوقيت المحلي. تبدأ احداث الفيلم عام 1987 عندما اطلق الرصاص على ناجي العلي فى لندن لتعود به الذاكرة في غرفة العناية المركزة الى عام 1948 تاريخ نزوح اسرته من فلسطين الى بيروت عقب احتلال الإسرائيليين لارضه، ثم انتقاله الى الكويت ومنها لبيروت، وتجوله في لندن ثم علاقاته بعدد من الشخصيات العربية وافكاره وابتداعه ذلك النقد اللاذع للاوضاع العربية المتردية من خلال شخصية حنظلة. ويلعب دور البطولة كما هو معروف النجم نور الشريف، الى جانب كل من محمود الجندي وليلى جبر واحمد الزين. ولقد صورت الكثير من مشاهده داخل جريدة «السفير» التي عمل العلي فيها لمدة طويلة وطبعا بطابع حنظلة. الفيلم من تأليف السيناريست بشير الديك واخراج الراحل عاطف الطيب.
الأحد، 29 أبريل 2007
متقدّماً من الموت... بشعرية فتية: محمود درويش لستُ الناطق الرسمي باسم الشعب الفلسطيني
درويش: أفضل وجهي على القناع اجرى الحوار حسين بن حمزة
يشبه نفسه بشكل مدهش: في الحياة كما في القصيدة. تسأله عن ذاته فيحيلك إلى الجماعة. تضعه في مواجهة الجماهير، فيستلّ ذاتيّته جسراً أكيداً للتواصل، خارج راهنيّة القصيدة التي «تعاند الزمن»... محمود درويش الذي يدعو معاصريه إلى التغلّب على هوس الشاعر الأول، أو الشاعر الأوحد، خصّ «الأخبار» بحديث مسهب في شؤون القصيدة وشجون صاحبها الواقف «في حضرة الغياب»
«يا أهل لبنان الوداعا» هذا ما قاله محمود درويش، قبل 25 سنة، في قصيدته الشهيرة «مديح الظل العالي». لكنه عاد أكثر من مرة إلى بيروت ليلتقي جمهوره وأصدقاءه. سلك طرقاً مختلفة وغيّر وجهة سير قصيدته أكثر من مرة. انخفض الصوت العالي في نبرته. تخفّف شعره من حمولات رمزية ونضالية مباشرة. صاحب «أحمد العربي» و«جواز سفر» صار يكتب «بقايا كلام على مقعدين» و«ورد أقل». «الأخبار» التقت درويش بعد الأمسية التي أحياها في «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» قبل أسبوعين...
تقديمك في الأمسيات الشعريّة قد يخلق بعد التشوّش لدى الجمهور... ما يلزمك بمهمّة رفع سوء التفاهم...ــــــ يفترض بالمقدم أن يمهّد للعلاقة الحميمة التي سيخلقها الشاعر مع جمهوره. بعض المقدّمين ينجح في هذا، وأحياناً أشعر بأنه قال كلاماً مهماً في شعري. لكن ما يسيء إليّ هو أن يحدد المقدم صورة مسبقة، أو قراءة نمطية للشاعر. أقدم أحياناً كشاعر قضية، وأنا أقوم بقراءة شعر مخالف لهذه الصورة. أعتقد أن الجمهور لم يعد يكترث بالمقدمات. بوسع الشاعر بسرعة أن يزيل سوء التفاهم الذي قد تخلقه المداخلات السابقة لاعتلاء المنبر. لكنني ممتن دائماً لمن يقدمني، سواء أفرط في التأويل السياسي أو أفرط في التأويل الجمالي، وفي اعتقاده أنه يحسن فعلاً.
يتعامل معك كثيرون كشخصية اعتبارية، لا كشاعر أو كإنسان عادي... هل تعاني من هذا الأمر ؟ــــــ نعم، أعترف بذلك. غالباً ما أُقَدَّم محاطاً بعوامل تاريخية وخارجية وسياسية مرهقة. كأني ممثل أخلاقي أو سياسي لقضية اتفقنا على تسميتها بالمقدسة. هنا الشاعر الذي في داخلي يشعر بالقلق. فأنا ليس لدي أجوبة ولا أحمل مشروعاً سياسياً، ولا أنطق ــــ شعرياً على الأقل ــــ باسم جماعة، وإن كان هذا المستوى موجوداً في الخلفية الشعريّة. لذا أحاول التخفيف من ضغط تلك الحمولة الرمزية: لا بدّ من تناول شعري بشروطه الجمالية العامة، لا بخصوصية انتماء صاحبه. أطالب بأن أعامل كشاعر لا كمواطن فلسطيني يكتب الشعر. تعبت من القول إن الهويّة الفلسطينية ليست مهنة. قد يتكلم الشعر عن قضايا كبرى، لكن علينا أن نحاكمه بخصائصه الشعرية، وليس بالموضوع الذي يتكلم عنه. الشعر يُعرّف جمالياً لا بمضمونه، وإذا تطابق الاثنان فإن ذلك جيد.
في أعمالك الجديدة نلحظ خفوتاً في النبرة. كأن القصيدة مكتوبة بحميمية ولأشخاص قليلين. هل تحس بأن تلك النبرة لم تعد مناسبة لجمهور كبير؟ـــــ أبداً، لأن هؤلاء الآلاف مكونون من ذوات صغيرة. ليس من حقنا أن نعامل الجالسين في القاعة على أنهم كتلة مجرّدة من الخصائص الفردية. عندما أكتب عن ذاتي، أحس بقدرة مخاطبة أقوى مما لو كنت ألقي قصيدة حماسية أفترض فيها أن الكل يجتمع في واحد. عندما أكشف ذاتي الشعرية، أشعر براحة أكبر، وأحس بأني أقترب أكثر من مفهوم الشعر، وأقترب أكثر من مزاجي الشخصي أمام هؤلاء الآلاف، كل على حدة، ومجتمعين معاً. أعتقد أن الشاعر هو الذي يضبط إيقاع القاعة. أنا لا أذهب إلى هموم شخصية أو تفاصيل لا تعني الآخرين. تبدو القصيدة مجرد لعبة تقوم على تقشف بلاغي ماكر، لكن هناك دائماً معنى متخفٍّ وراء هذا اللعب. ما يبدو أحياناً مجانياً في النص ليس كذلك. العلاقات بين عناصر القصيدة محكومة بذكاء الشاعر في البحث عن معنى للوجود والحياة.
هل عطّل حضورك الاعتباري أي قراءة نقديّة لشعرك؟ــــ بصراحة، أنا أشكو من الإفراط في التأويل السياسي لشعري، على حساب الانتباه إلى المسألة الجمالية التي ينبغي للنقد أن ينشغل بها أكثر من خطاب القصيدة. لا يغضبني ناقد يشير إلى عناصر سلبية في شعري، بقدر ما يغضبني غضّ الطرف عما ينبغي أن يُقرأ في شعري: ماذا أضاف؟ وما هي مكانته في الشعر العربي الحديث؟ وغيرها من الأسئلة التي أرجو أن يساعدني النقد على معرفة نفسي من خلالها. أشكو أيضاً من تصنيفي وطنياً لا شعرياً. إذا كنت «شاعراً فلسطينياً»، فإنك لا تكتب سوى موضوع واحد هو فلسطين، ونصك مقروء مسبقاً حتى قبل أن تكتبه. لا يطلب الناقد شيئاً محدداً من الشاعر السوري أو العراقي أو المصري، أما عندما يصل إلى الشاعر الفلسطيني فيقرر ما ينبغي عليه أن يكتبه...
حين قدّمك أدونيس في فرانكفورت، قلت إنها المرة الأولى التي تسمع فيها رأيه في شعرك... أليس هذا غريباً؟ـــــ أدونيس وأنا قضينا سنوات طويلة معاً. وكانت صداقتنا يومية، ولياقة كل واحد منا كانت تمنعه من إبداء رأيه في الآخر، وهو رأي إيجابي على أي حال. عندما قدمني أمام جمهور ألماني، حيّاني، فرددت له التحية. لكن بشكل عام هناك حزبية في الحياة الشعريّة العربية. يعني إذا كنت تحب نتاج شاعر معين، فعليك أن ترفض نتاج شاعر آخر! أنا لا أحب الشعر الذي يشبه شعري. هناك شعراء يشجعون من يقلدهم ويؤسسون أحزاباً. أعتقد أن المسألة أخلاقية، وتتعلق بقدرة كل واحد منا على الاعتراف بحرية الاختيار، وتعدد الخيارات الموجودة. علينا أن نتخلص من مفهوم الشاعر الأول، أو الشاعر الأوحد. ويجب أن نفعل ذلك في السياسة أيضاً. لا يستطيع طائر واحد أن يحتكر السماء. المشهد الشعري العربي يتسع للتعدد والتجاور والتعايش. هذا ما يصنع تنوعه وغناه. من العبث فرض تيار شعري. لكن العلاقات بين الشعراء العرب ليست صحية للأسف. النميمة أصبحت سمة الثقافة السائدة.
هل تحس بأن الجملة التي بدأت بها لم تتغير في الجوهر، وأن مكونها الإيقاعي أو الوجداني واللغوي بقي على حاله؟ـــــ هذا سؤال صعب. على الشاعر أن يراقب نفسه. أن يكون حذراً من هيمنة مفردات وجمل على تجربته الشعرية. عليه أن ينظف، إذا جاز التعبير، نصه الشعري من تكرار نمطي لا يشكل بالضرورة ملامح قوية في شعره. في لاوعيه اللغوي والبلاغي والاستعاري، قد تكون تسيطر جملة إيقاعية على مسيرة الشاعر. عندما ألاحظ أن هذه الجملة موجودة، أجري عليها تعديلات أو ألغيها. لكن قد لا ألاحظ ذلك، فتبقى تلك الجملة ملازمة لي.
جملة الشاعر الأولى بمثابة جلد له. وهذا البيان الشخصي يبقى، مهما طرأ على نصّه من تطورات وانعطافات...ـــــ إذا نظرنا من هذه الزاوية، هذه ملامح لا تُحذف ولا يجب أن تُحذف. هذا وجهك الشعري أو بصمتك، ومن المستحيل أن تغير سمات البصمة. أعتقد أن الشاعر الذي تُعرف قصيدته من دون أن يوقعها يكون قد كوّن ملامح هوية شعرية خاصة، من دون أن يكرر نفسه. أتحدث هنا عن نَفَس الشاعر وإيقاعه. لكنني لا أعرف إذا كان أمراً جيداً أن يتعرف القارئ إلى قصيدة من دون أن يعرف اسم كاتبها، لكن عكس ذلك يقودنا إلى استخدام أقنعة. أنا أفضل وجهي على القناع، لكن هذا الوجه، أو هذه الأنا، تجري عليها تحولات دائمة من دون أن تصبح عكس ما هي.
قلت مرة إنك تحاول كتابة قصيدة نثر بالوزن. هل تظن أن الفرق بين القصيدتين هو الإيقاع والوزن فقط؟ هل كتابة قصيدة نثر ممكنة بمواد ومكونات إيقاعية؟ـــــ الشعر طبعاً يصعب تعريفه. لكن هناك ثوابت في تعريفه مثل الإيقاع. الإيقاع ليس الوزن، بل هو طريقة تنفس الشاعر وموسيقاه الداخلية. الإيقاع ليس حكراً على الوزن. وقد يتأتى من العلاقات بين الحروف والكلمات والدلالات حتى في نص نثري. لذلك لا نستطيع كتابة قصيدة نثر موزونة. خلافي ليس مع قصيدة النثر التي أحبها كثيراً، خلافي هو مع الادعاءات النظرية التي تقول إنه لا شعر ولا حداثة خارج قصيدة النثر. يُقال إن قصيدة النثر مشغولة بالتفصيلي والهامشي واليومي. هذا لا يكفي لتعريف قصيدة النثر، لأن هذا قد يُكتب إيقاعياً وبالوزن التقليدي أيضاً. هذا ما قصدته حين قلت إني أستطيع أن أستوعب خطاب قصيدة النثر في قصيدتي الموزونة. وبالمناسبة هناك سوء فهم لموقفي من قصيدة النثر. أنا من أكثر المعجبين بها، وإن كنت أختلف على المصطلح. أنا أفضِّل أن أقول «القصيدة النثرية» كما أرفض مصطلح «قصيدة التفعيلة» وأفضل عليه تسمية «القصيدة الحرة». للأسف تكرست هذه المصطلحات. تعريف الشعر بات أكثر صعوبة اليوم. فالشعر قد يتسع للسردي والنثري والموسيقي. بعض الشعراء وجد كتابي الأخير «في حضرة الغياب» قصيدة نثر طويلة. هذا يفرحني.
ردّدت مراراً أنك تتمنّى حذف جزء كبير من قصائدك القديمة. ماذا يمكن أن تقول عن أعمالك الحالية بعد عشرين سنة؟ أين منطقة الرضا إذاً؟ـــــ هناك شيء واضح بالنسبة إليّ، وهو أني لن أبلغ منطقة الرضا. أنا شديد التطلب وملول من المنجز. وأشعر، صادقاً، بأني لم أصل إلى حدود ما يسمى الشعر الصافي. الشعر الصافي مستحيل، لكن علينا أن نغذي أنفسنا بوهم وجوده. الشعر الصافي متحرر من تاريخيته ومن ضغط الراهن، أي إنه يعاند الزمن. لكنّنا ما زلنا نقرأ، بكامل المتعة، الكثير من الشعر العظيم الذي كُتب في لحظة زمنية عن واقع معين. التاريخ والواقع ليسا، على ما أظن، عبئاً على صفاء الشعر الذي يأتي من طين الحياة، لا من أزهار الفل. الشعر الجيّد يعيش خارج شروطه الزمنية. حين نقرأ هوميروس هل نقرأه في حرب محددة وزمن محدد؟
في نصوصك الأخيرة هناك حضور شديد للموت والغياب...ـــــ أنا أتقدم في السن. لكن من حقي أن أقول إن الحديث عن التقدم في السن يتم بلغة فتية. هناك شعرية فتية في اقترابي من الموت. أليس كذلك؟
أظن أن جزءاً من عافيتك الشعرية يعود إلى تحديك المتواصل لنبرتك وعبارتك.ــــ أي شاعر يجلس إلى نفسه، ولا يشعر أنه تافه... لن يكتب شعراً مهمّاً. أن تحس بأنك لم تكتب شيئاً ولم تحقق شيئاً هو الحافز الدائم للكتابة. هذه هي ورطة الشعر. أنا أشعر بأني لم أكتب شيئاً. أحاول أن أصحّح ما فعله الزمن بي، وما لم أفعله في الشعر.
تقول «في بيت ريتسوس»: «ما الشعر في آخر الأمر؟». أريد أن أعرف الجواب منك...ـــــ الجواب كما جاء في القصيدة ذاتها: «هو الحدث الغامض الذي يجعل الشيء طيفاً / ويجعل الطيف شيئاً / ولكنه قد يفسّر حاجتنا لاقتسام الجمال العمومي». ريتسوس قال «الحدث الغامض»، الباقي من تأليفي.
«ديناصورات» التفعيلة؟
يتحدث معظم النقاد عن أزمة في قصيدة النثر، أما التفعيلة فتكاد تكون خارج هذا النقاش. لكن هل هذا يعني أنها بلا أزمة؟ الواقع أن أزمة قصيدة التفعيلة مختلفة، فهي تعاني من مشكلة بقاء في ظل تقدم ممثليها الكبار في السن، وقلة المواليد الجدد فيها.رغم أن محمود درويش لم يكفّ عن تطوير قصيدته، ورغم أنه يعترض على اعتبار قصيدة النثر خياراً مستقبلياً وحيداًً للشعر، إلا أنه يعترف بأن ما يصدر من النثر ــــ إحصائياً ــــ هو أكثر من التفعيلة، كما أنه يقرّ بأن هذا يشمل جودة ما يُنشر أيضاً. بحسب درويش، الشعر الجيد اليوم أكثره ينتمي إلى قصيدة النثر.لعل درويش ــــ مع شعراء آخرين كأدونيس وسعدي يوسف ـــ يحمل عبء إطالة عمر قصيدة التفعيلة، وإبقائها على قيد الحياة. كما أن تضاؤل عدد الشعراء الجدد الذين يلتحقون بهذه القصيدة يجعل من هؤلاء الثلاثة آخر ديناصورات قصيدة التفعيلة.كان يقال إنّ محمد مهدي الجواهري هو آخر الكلاسيكيين الكبار، وإنّ رحيله سيكون إيذاناً بدفن القصيدة العمودية. بهذا المعنى، يمكن القول إنّ درويش وأدونيس وسعدي هم آخر التفعيليين الكبار.
درويش: أفضل وجهي على القناع اجرى الحوار حسين بن حمزة
يشبه نفسه بشكل مدهش: في الحياة كما في القصيدة. تسأله عن ذاته فيحيلك إلى الجماعة. تضعه في مواجهة الجماهير، فيستلّ ذاتيّته جسراً أكيداً للتواصل، خارج راهنيّة القصيدة التي «تعاند الزمن»... محمود درويش الذي يدعو معاصريه إلى التغلّب على هوس الشاعر الأول، أو الشاعر الأوحد، خصّ «الأخبار» بحديث مسهب في شؤون القصيدة وشجون صاحبها الواقف «في حضرة الغياب»
«يا أهل لبنان الوداعا» هذا ما قاله محمود درويش، قبل 25 سنة، في قصيدته الشهيرة «مديح الظل العالي». لكنه عاد أكثر من مرة إلى بيروت ليلتقي جمهوره وأصدقاءه. سلك طرقاً مختلفة وغيّر وجهة سير قصيدته أكثر من مرة. انخفض الصوت العالي في نبرته. تخفّف شعره من حمولات رمزية ونضالية مباشرة. صاحب «أحمد العربي» و«جواز سفر» صار يكتب «بقايا كلام على مقعدين» و«ورد أقل». «الأخبار» التقت درويش بعد الأمسية التي أحياها في «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» قبل أسبوعين...
تقديمك في الأمسيات الشعريّة قد يخلق بعد التشوّش لدى الجمهور... ما يلزمك بمهمّة رفع سوء التفاهم...ــــــ يفترض بالمقدم أن يمهّد للعلاقة الحميمة التي سيخلقها الشاعر مع جمهوره. بعض المقدّمين ينجح في هذا، وأحياناً أشعر بأنه قال كلاماً مهماً في شعري. لكن ما يسيء إليّ هو أن يحدد المقدم صورة مسبقة، أو قراءة نمطية للشاعر. أقدم أحياناً كشاعر قضية، وأنا أقوم بقراءة شعر مخالف لهذه الصورة. أعتقد أن الجمهور لم يعد يكترث بالمقدمات. بوسع الشاعر بسرعة أن يزيل سوء التفاهم الذي قد تخلقه المداخلات السابقة لاعتلاء المنبر. لكنني ممتن دائماً لمن يقدمني، سواء أفرط في التأويل السياسي أو أفرط في التأويل الجمالي، وفي اعتقاده أنه يحسن فعلاً.
يتعامل معك كثيرون كشخصية اعتبارية، لا كشاعر أو كإنسان عادي... هل تعاني من هذا الأمر ؟ــــــ نعم، أعترف بذلك. غالباً ما أُقَدَّم محاطاً بعوامل تاريخية وخارجية وسياسية مرهقة. كأني ممثل أخلاقي أو سياسي لقضية اتفقنا على تسميتها بالمقدسة. هنا الشاعر الذي في داخلي يشعر بالقلق. فأنا ليس لدي أجوبة ولا أحمل مشروعاً سياسياً، ولا أنطق ــــ شعرياً على الأقل ــــ باسم جماعة، وإن كان هذا المستوى موجوداً في الخلفية الشعريّة. لذا أحاول التخفيف من ضغط تلك الحمولة الرمزية: لا بدّ من تناول شعري بشروطه الجمالية العامة، لا بخصوصية انتماء صاحبه. أطالب بأن أعامل كشاعر لا كمواطن فلسطيني يكتب الشعر. تعبت من القول إن الهويّة الفلسطينية ليست مهنة. قد يتكلم الشعر عن قضايا كبرى، لكن علينا أن نحاكمه بخصائصه الشعرية، وليس بالموضوع الذي يتكلم عنه. الشعر يُعرّف جمالياً لا بمضمونه، وإذا تطابق الاثنان فإن ذلك جيد.
في أعمالك الجديدة نلحظ خفوتاً في النبرة. كأن القصيدة مكتوبة بحميمية ولأشخاص قليلين. هل تحس بأن تلك النبرة لم تعد مناسبة لجمهور كبير؟ـــــ أبداً، لأن هؤلاء الآلاف مكونون من ذوات صغيرة. ليس من حقنا أن نعامل الجالسين في القاعة على أنهم كتلة مجرّدة من الخصائص الفردية. عندما أكتب عن ذاتي، أحس بقدرة مخاطبة أقوى مما لو كنت ألقي قصيدة حماسية أفترض فيها أن الكل يجتمع في واحد. عندما أكشف ذاتي الشعرية، أشعر براحة أكبر، وأحس بأني أقترب أكثر من مفهوم الشعر، وأقترب أكثر من مزاجي الشخصي أمام هؤلاء الآلاف، كل على حدة، ومجتمعين معاً. أعتقد أن الشاعر هو الذي يضبط إيقاع القاعة. أنا لا أذهب إلى هموم شخصية أو تفاصيل لا تعني الآخرين. تبدو القصيدة مجرد لعبة تقوم على تقشف بلاغي ماكر، لكن هناك دائماً معنى متخفٍّ وراء هذا اللعب. ما يبدو أحياناً مجانياً في النص ليس كذلك. العلاقات بين عناصر القصيدة محكومة بذكاء الشاعر في البحث عن معنى للوجود والحياة.
هل عطّل حضورك الاعتباري أي قراءة نقديّة لشعرك؟ــــ بصراحة، أنا أشكو من الإفراط في التأويل السياسي لشعري، على حساب الانتباه إلى المسألة الجمالية التي ينبغي للنقد أن ينشغل بها أكثر من خطاب القصيدة. لا يغضبني ناقد يشير إلى عناصر سلبية في شعري، بقدر ما يغضبني غضّ الطرف عما ينبغي أن يُقرأ في شعري: ماذا أضاف؟ وما هي مكانته في الشعر العربي الحديث؟ وغيرها من الأسئلة التي أرجو أن يساعدني النقد على معرفة نفسي من خلالها. أشكو أيضاً من تصنيفي وطنياً لا شعرياً. إذا كنت «شاعراً فلسطينياً»، فإنك لا تكتب سوى موضوع واحد هو فلسطين، ونصك مقروء مسبقاً حتى قبل أن تكتبه. لا يطلب الناقد شيئاً محدداً من الشاعر السوري أو العراقي أو المصري، أما عندما يصل إلى الشاعر الفلسطيني فيقرر ما ينبغي عليه أن يكتبه...
حين قدّمك أدونيس في فرانكفورت، قلت إنها المرة الأولى التي تسمع فيها رأيه في شعرك... أليس هذا غريباً؟ـــــ أدونيس وأنا قضينا سنوات طويلة معاً. وكانت صداقتنا يومية، ولياقة كل واحد منا كانت تمنعه من إبداء رأيه في الآخر، وهو رأي إيجابي على أي حال. عندما قدمني أمام جمهور ألماني، حيّاني، فرددت له التحية. لكن بشكل عام هناك حزبية في الحياة الشعريّة العربية. يعني إذا كنت تحب نتاج شاعر معين، فعليك أن ترفض نتاج شاعر آخر! أنا لا أحب الشعر الذي يشبه شعري. هناك شعراء يشجعون من يقلدهم ويؤسسون أحزاباً. أعتقد أن المسألة أخلاقية، وتتعلق بقدرة كل واحد منا على الاعتراف بحرية الاختيار، وتعدد الخيارات الموجودة. علينا أن نتخلص من مفهوم الشاعر الأول، أو الشاعر الأوحد. ويجب أن نفعل ذلك في السياسة أيضاً. لا يستطيع طائر واحد أن يحتكر السماء. المشهد الشعري العربي يتسع للتعدد والتجاور والتعايش. هذا ما يصنع تنوعه وغناه. من العبث فرض تيار شعري. لكن العلاقات بين الشعراء العرب ليست صحية للأسف. النميمة أصبحت سمة الثقافة السائدة.
هل تحس بأن الجملة التي بدأت بها لم تتغير في الجوهر، وأن مكونها الإيقاعي أو الوجداني واللغوي بقي على حاله؟ـــــ هذا سؤال صعب. على الشاعر أن يراقب نفسه. أن يكون حذراً من هيمنة مفردات وجمل على تجربته الشعرية. عليه أن ينظف، إذا جاز التعبير، نصه الشعري من تكرار نمطي لا يشكل بالضرورة ملامح قوية في شعره. في لاوعيه اللغوي والبلاغي والاستعاري، قد تكون تسيطر جملة إيقاعية على مسيرة الشاعر. عندما ألاحظ أن هذه الجملة موجودة، أجري عليها تعديلات أو ألغيها. لكن قد لا ألاحظ ذلك، فتبقى تلك الجملة ملازمة لي.
جملة الشاعر الأولى بمثابة جلد له. وهذا البيان الشخصي يبقى، مهما طرأ على نصّه من تطورات وانعطافات...ـــــ إذا نظرنا من هذه الزاوية، هذه ملامح لا تُحذف ولا يجب أن تُحذف. هذا وجهك الشعري أو بصمتك، ومن المستحيل أن تغير سمات البصمة. أعتقد أن الشاعر الذي تُعرف قصيدته من دون أن يوقعها يكون قد كوّن ملامح هوية شعرية خاصة، من دون أن يكرر نفسه. أتحدث هنا عن نَفَس الشاعر وإيقاعه. لكنني لا أعرف إذا كان أمراً جيداً أن يتعرف القارئ إلى قصيدة من دون أن يعرف اسم كاتبها، لكن عكس ذلك يقودنا إلى استخدام أقنعة. أنا أفضل وجهي على القناع، لكن هذا الوجه، أو هذه الأنا، تجري عليها تحولات دائمة من دون أن تصبح عكس ما هي.
قلت مرة إنك تحاول كتابة قصيدة نثر بالوزن. هل تظن أن الفرق بين القصيدتين هو الإيقاع والوزن فقط؟ هل كتابة قصيدة نثر ممكنة بمواد ومكونات إيقاعية؟ـــــ الشعر طبعاً يصعب تعريفه. لكن هناك ثوابت في تعريفه مثل الإيقاع. الإيقاع ليس الوزن، بل هو طريقة تنفس الشاعر وموسيقاه الداخلية. الإيقاع ليس حكراً على الوزن. وقد يتأتى من العلاقات بين الحروف والكلمات والدلالات حتى في نص نثري. لذلك لا نستطيع كتابة قصيدة نثر موزونة. خلافي ليس مع قصيدة النثر التي أحبها كثيراً، خلافي هو مع الادعاءات النظرية التي تقول إنه لا شعر ولا حداثة خارج قصيدة النثر. يُقال إن قصيدة النثر مشغولة بالتفصيلي والهامشي واليومي. هذا لا يكفي لتعريف قصيدة النثر، لأن هذا قد يُكتب إيقاعياً وبالوزن التقليدي أيضاً. هذا ما قصدته حين قلت إني أستطيع أن أستوعب خطاب قصيدة النثر في قصيدتي الموزونة. وبالمناسبة هناك سوء فهم لموقفي من قصيدة النثر. أنا من أكثر المعجبين بها، وإن كنت أختلف على المصطلح. أنا أفضِّل أن أقول «القصيدة النثرية» كما أرفض مصطلح «قصيدة التفعيلة» وأفضل عليه تسمية «القصيدة الحرة». للأسف تكرست هذه المصطلحات. تعريف الشعر بات أكثر صعوبة اليوم. فالشعر قد يتسع للسردي والنثري والموسيقي. بعض الشعراء وجد كتابي الأخير «في حضرة الغياب» قصيدة نثر طويلة. هذا يفرحني.
ردّدت مراراً أنك تتمنّى حذف جزء كبير من قصائدك القديمة. ماذا يمكن أن تقول عن أعمالك الحالية بعد عشرين سنة؟ أين منطقة الرضا إذاً؟ـــــ هناك شيء واضح بالنسبة إليّ، وهو أني لن أبلغ منطقة الرضا. أنا شديد التطلب وملول من المنجز. وأشعر، صادقاً، بأني لم أصل إلى حدود ما يسمى الشعر الصافي. الشعر الصافي مستحيل، لكن علينا أن نغذي أنفسنا بوهم وجوده. الشعر الصافي متحرر من تاريخيته ومن ضغط الراهن، أي إنه يعاند الزمن. لكنّنا ما زلنا نقرأ، بكامل المتعة، الكثير من الشعر العظيم الذي كُتب في لحظة زمنية عن واقع معين. التاريخ والواقع ليسا، على ما أظن، عبئاً على صفاء الشعر الذي يأتي من طين الحياة، لا من أزهار الفل. الشعر الجيّد يعيش خارج شروطه الزمنية. حين نقرأ هوميروس هل نقرأه في حرب محددة وزمن محدد؟
في نصوصك الأخيرة هناك حضور شديد للموت والغياب...ـــــ أنا أتقدم في السن. لكن من حقي أن أقول إن الحديث عن التقدم في السن يتم بلغة فتية. هناك شعرية فتية في اقترابي من الموت. أليس كذلك؟
أظن أن جزءاً من عافيتك الشعرية يعود إلى تحديك المتواصل لنبرتك وعبارتك.ــــ أي شاعر يجلس إلى نفسه، ولا يشعر أنه تافه... لن يكتب شعراً مهمّاً. أن تحس بأنك لم تكتب شيئاً ولم تحقق شيئاً هو الحافز الدائم للكتابة. هذه هي ورطة الشعر. أنا أشعر بأني لم أكتب شيئاً. أحاول أن أصحّح ما فعله الزمن بي، وما لم أفعله في الشعر.
تقول «في بيت ريتسوس»: «ما الشعر في آخر الأمر؟». أريد أن أعرف الجواب منك...ـــــ الجواب كما جاء في القصيدة ذاتها: «هو الحدث الغامض الذي يجعل الشيء طيفاً / ويجعل الطيف شيئاً / ولكنه قد يفسّر حاجتنا لاقتسام الجمال العمومي». ريتسوس قال «الحدث الغامض»، الباقي من تأليفي.
«ديناصورات» التفعيلة؟
يتحدث معظم النقاد عن أزمة في قصيدة النثر، أما التفعيلة فتكاد تكون خارج هذا النقاش. لكن هل هذا يعني أنها بلا أزمة؟ الواقع أن أزمة قصيدة التفعيلة مختلفة، فهي تعاني من مشكلة بقاء في ظل تقدم ممثليها الكبار في السن، وقلة المواليد الجدد فيها.رغم أن محمود درويش لم يكفّ عن تطوير قصيدته، ورغم أنه يعترض على اعتبار قصيدة النثر خياراً مستقبلياً وحيداًً للشعر، إلا أنه يعترف بأن ما يصدر من النثر ــــ إحصائياً ــــ هو أكثر من التفعيلة، كما أنه يقرّ بأن هذا يشمل جودة ما يُنشر أيضاً. بحسب درويش، الشعر الجيد اليوم أكثره ينتمي إلى قصيدة النثر.لعل درويش ــــ مع شعراء آخرين كأدونيس وسعدي يوسف ـــ يحمل عبء إطالة عمر قصيدة التفعيلة، وإبقائها على قيد الحياة. كما أن تضاؤل عدد الشعراء الجدد الذين يلتحقون بهذه القصيدة يجعل من هؤلاء الثلاثة آخر ديناصورات قصيدة التفعيلة.كان يقال إنّ محمد مهدي الجواهري هو آخر الكلاسيكيين الكبار، وإنّ رحيله سيكون إيذاناً بدفن القصيدة العمودية. بهذا المعنى، يمكن القول إنّ درويش وأدونيس وسعدي هم آخر التفعيليين الكبار.
الخميس، 26 أبريل 2007
علميّاً (2)
زياد الرحباني
من الخطأ أن يؤخذ المواطن بـ«البروباغندا» (أي التسويق لفكرة) التي تضع دوماً الكميّة في مواجهة النوعيّة. والحديث هنا عن الفكر الرأسمالي وإعلامه على الكوكب. (لسنا إطلاقاً في معرض الحديث عمّا ورد في تاريخنا الماضي القريب عن جدلٍ حول الكميّة والنوعيّة، أرجوكم). إن مواجهة الكميّة بالنوعيّة لدى أصحاب رأس المال، وفكره طبعاً، المتزامنة دوماً مع الترويج لفكرة: أن النوعيّة هي هاجس النظام الرأسمالي لا الكميّة، هي أكبر أكذوبة كلاسيكية ركنت إليها الرأسمالية لإقناع الناس بحسنةٍ ما فيها. في نظامها المدموغ كيفما لطّف وجهه المتوحّش، بالاستغلال الحرّ والمفتوح للإنسان، حتى آخر برهة قبل أن يفطس. هذا الاستغلال الذي لا ينكره رأس المال، بل يلعب على تجميل مفرداته، تارةً بالمبادرة الفرديّة وتقديس الملكيّة الخاصّة، وطوراً بالمنافسة من أجل النوعيّة. وهذا، بحسب الرأسمالية، ما يجعلها أرقى وأكثر إنسانيةً وتطوّراً (!) من الاشتراكية. وإن سلّمنا بوجود واستمرار هكذا جدل، وإذا كان لا بد من خيار، فأنا دوماً مع الكميّة، يا إخوتي، وخاصة أن دعاية الرأسمالية حفظتُها وأول شيء فعلته أني جعلتها لا تنطلي عليّ. إذ ماذا تفعل الرأسمالية المدافعة عن النوعيّة بالكميّة، عادةً، سلعةً كانت أو بشراً؟ هل مرة أهملتها تاريخياً؟ هل مرّت مرّةً عليها مرور الكرام؟ هل تركتْها مرّةً بسلام؟(*) وما موقف الرأسمالية إذا طوّر نظامٌ معيّن (وهو موجود على الأرض) كميّةً من النوعيّة؟ ما المشكلة في ذلك؟ وإن كان فعلاً لا مشكلة في ذلك، إذ إن هذا كان ربّما أحد أهداف الرأسمالية نفسها، زوراً!!، لماذا تعاديه؟ (أي النظام المذكور). أساساً، ما مستقبل النوعيّة إن أصبحت كلّ الكميّة نوعيّة؟ لقد أصبح الشيئان شيئاً واحداً واسمه، أو: «النوعيّة» أو: «الكميّة» أو: «النوعيّة الكميّة» أو: «الكميّة النوعيّة». أظنّ أن الرأسمالية ليست في وارد هذا النوع من الهم، بدليل أنها بشّرت وما زالت، بأنهما شيئان ومتناقضان. وأنها بين الشيئين، تفضّل النوعيّة. أما لماذا تحاول أن تشتريَ أو تبتلعَ أو تُغْرِقَ أو تُحاصِرَ أو تحتلّ (ولكل مقام مقال) كلَّ الكميّة بل الكميّات؟ لا جواب واضحاً في ذلك، لا في الاقتصاد ولا في السياسة ولا في الأخلاق ولا في البورصة ولا في مجلس الأمن، إلى آخره.لماذا هي مضطرّة لإرسال ثلاثين ألف جندي إضافي إلى العراق، مثلاً، إضافة إلى مئة وعشرين ألفاً (مثلاً)، إذا كان جيشها هو عنوانَ النوعيّة، بل خلاصتَها؟ أليست كبيرةً هذه الكميّة؟ أوليست أكبرَ بكثير، وخاصةً إذا كانت كلُّها نوعيّة؟ (وهذه نسبية).إن المشكلة، هنا مثلاً، أنّ القوات الأميركية، تواجهُ مقاومةً نوعيّة، والأسوأ أنها كميّةٌ من المقاومة النوعيّة. والسلام عليكم.* لنا عودة إلى هذه النقطة، وللبحث صلة.(يتبع بعد غد)
علميّاً
عدد الاربعاء ٢٥ نسيان
زياد الرحباني
من الخطأ أن يؤخذ المواطن بـ«البروباغندا» (أي التسويق لفكرة) التي تضع دوماً الكميّة في مواجهة النوعيّة. والحديث هنا عن الفكر الرأسمالي وإعلامه على الكوكب. (لسنا إطلاقاً في معرض الحديث عمّا ورد في تاريخنا الماضي القريب عن جدلٍ حول الكميّة والنوعيّة، أرجوكم). إن مواجهة الكميّة بالنوعيّة لدى أصحاب رأس المال، وفكره طبعاً، المتزامنة دوماً مع الترويج لفكرة: أن النوعيّة هي هاجس النظام الرأسمالي لا الكميّة، هي أكبر أكذوبة كلاسيكية ركنت إليها الرأسمالية لإقناع الناس بحسنةٍ ما فيها. في نظامها المدموغ كيفما لطّف وجهه المتوحّش، بالاستغلال الحرّ والمفتوح للإنسان، حتى آخر برهة قبل أن يفطس. هذا الاستغلال الذي لا ينكره رأس المال، بل يلعب على تجميل مفرداته، تارةً بالمبادرة الفرديّة وتقديس الملكيّة الخاصّة، وطوراً بالمنافسة من أجل النوعيّة. وهذا، بحسب الرأسمالية، ما يجعلها أرقى وأكثر إنسانيةً وتطوّراً (!) من الاشتراكية. وإن سلّمنا بوجود واستمرار هكذا جدل، وإذا كان لا بد من خيار، فأنا دوماً مع الكميّة، يا إخوتي، وخاصة أن دعاية الرأسمالية حفظتُها وأول شيء فعلته أني جعلتها لا تنطلي عليّ. إذ ماذا تفعل الرأسمالية المدافعة عن النوعيّة بالكميّة، عادةً، سلعةً كانت أو بشراً؟ هل مرة أهملتها تاريخياً؟ هل مرّت مرّةً عليها مرور الكرام؟ هل تركتْها مرّةً بسلام؟(*) وما موقف الرأسمالية إذا طوّر نظامٌ معيّن (وهو موجود على الأرض) كميّةً من النوعيّة؟ ما المشكلة في ذلك؟ وإن كان فعلاً لا مشكلة في ذلك، إذ إن هذا كان ربّما أحد أهداف الرأسمالية نفسها، زوراً!!، لماذا تعاديه؟ (أي النظام المذكور). أساساً، ما مستقبل النوعيّة إن أصبحت كلّ الكميّة نوعيّة؟ لقد أصبح الشيئان شيئاً واحداً واسمه، أو: «النوعيّة» أو: «الكميّة» أو: «النوعيّة الكميّة» أو: «الكميّة النوعيّة». أظنّ أن الرأسمالية ليست في وارد هذا النوع من الهم، بدليل أنها بشّرت وما زالت، بأنهما شيئان ومتناقضان. وأنها بين الشيئين، تفضّل النوعيّة. أما لماذا تحاول أن تشتريَ أو تبتلعَ أو تُغْرِقَ أو تُحاصِرَ أو تحتلّ (ولكل مقام مقال) كلَّ الكميّة بل الكميّات؟ لا جواب واضحاً في ذلك، لا في الاقتصاد ولا في السياسة ولا في الأخلاق ولا في البورصة ولا في مجلس الأمن، إلى آخره.لماذا هي مضطرّة لإرسال ثلاثين ألف جندي إضافي إلى العراق، مثلاً، إضافة إلى مئة وعشرين ألفاً (مثلاً)، إذا كان جيشها هو عنوانَ النوعيّة، بل خلاصتَها؟ أليست كبيرةً هذه الكميّة؟ أوليست أكبرَ بكثير، وخاصةً إذا كانت كلُّها نوعيّة؟ (وهذه نسبية).إن المشكلة، هنا مثلاً، أنّ القوات الأميركية، تواجهُ مقاومةً نوعيّة، والأسوأ أنها كميّةٌ من المقاومة النوعيّة. والسلام عليكم.* لنا عودة إلى هذه النقطة، وللبحث صلة.(يتبع بعد غد)
علميّاً
عدد الاربعاء ٢٥ نسيان
الثلاثاء، 24 أبريل 2007
علميّاً
زياد الرحباني
آخر كلمة في مقال زياد الرحباني يوم الجمعة الفائت كانت في الأصل شيئاً وحوّلها الخطأ المطبعي شيئاً آخر. لذلك نعيد نشر المقال، بالإضافة إلى مقطع آخر مستقل.
يجب، بعكس كل الولولة، فضلاً عن المناحة الدائمة والمجانيّة أحياناً، الاعتراف بأن أكثر المتضرّرين من أيّ انفجار هو: القنبلة نفسها، أي المنفجر، بالاختصار. فهذا ربّما أفضل إثبات على أن البادي دوماً هو الأظلم، وبالتالي الأكثر انظلاماً.
***
تنظر إلى عينَيْ امرأة معيّنة أحياناً، فتشعر أنّ لديها عيناً ثانيةً داخلً العين الأساسية، لكثرة البُعد، أو العمق في الغموض ضمن نظرتها. والعين الداخلية الثانية أصغرُ طبعاً. وتشعر أيضاً، إن حدث لك ورأيتَ الأستاذ جهاد أزعور، يبتسم مرةً، أنه على الأكيد، وزير المالية. المالية والرعب.
عدد الاثنين ٢٣ نيسان
زياد الرحباني
آخر كلمة في مقال زياد الرحباني يوم الجمعة الفائت كانت في الأصل شيئاً وحوّلها الخطأ المطبعي شيئاً آخر. لذلك نعيد نشر المقال، بالإضافة إلى مقطع آخر مستقل.
يجب، بعكس كل الولولة، فضلاً عن المناحة الدائمة والمجانيّة أحياناً، الاعتراف بأن أكثر المتضرّرين من أيّ انفجار هو: القنبلة نفسها، أي المنفجر، بالاختصار. فهذا ربّما أفضل إثبات على أن البادي دوماً هو الأظلم، وبالتالي الأكثر انظلاماً.
***
تنظر إلى عينَيْ امرأة معيّنة أحياناً، فتشعر أنّ لديها عيناً ثانيةً داخلً العين الأساسية، لكثرة البُعد، أو العمق في الغموض ضمن نظرتها. والعين الداخلية الثانية أصغرُ طبعاً. وتشعر أيضاً، إن حدث لك ورأيتَ الأستاذ جهاد أزعور، يبتسم مرةً، أنه على الأكيد، وزير المالية. المالية والرعب.
عدد الاثنين ٢٣ نيسان
الاثنين، 23 أبريل 2007
samirkuntar.org لمواكبة القضية وفضح الانتهاكات
حفل اطلاق موقع الاسير القنطار في نقابة الصحافة امس (وائل اللادقي)
غسان سعود
اختارت هيئة ممثلي الأسرى في السجون الإسرائيلية مناسبة الذكرى الـ 29 لاعتقال الأسير سمير القنطار لإطلاق موقعه الالكتروني باللغات العربية والانكليزية والفرنسية والعربية. الموقع الذي يزوره 283 إسرائيلياً من أصل كل 1000 زائر يطمح لأن يكون بوابة معرفية تواكب قضية الأسرى وتفضح الانتهاكات اليومية التي ترتكب في حقهم
تطل عينا سمير القنطار على الحاضرين من أمام خلفية حمراء. عينان تبدوان مفعمتين بالوعود والأحلام تظلل هذا العام سبعة «رفاق» بعدما أضيف لنسيم نسر ويحيى سكاف خمسة أسرى جدد. وهؤلاء يحسنون أيضاً استخدام عيونهم في التعبير عن إيمان بقضية، ووعد بانتصار. هكذا تتحول قاعة نقابة الصحافة إلى ما يشبه مساحة اتصال بين الأسرى من جهة والمعنيين بقضيتهم من جهة ثانية. ويستعيد الحاضرون كلمات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي وجهها إلى عميد الأسرى سمير القنطار بذكرى اعتقاله العام الماضي. يومها قال نصر الله إن وعد حزب الله للمعتقلين والأسرى «حازم عازم راسخ، هو يمين مع الله وعهد مع الله ولا يمكن ان يتزلزل ولا يمكن ان يهن ولا يمكن ان يضعف». وأكد استحالة التراجع عنه، مهما كانت الصعاب. وعدٌ تقول إحدى المشاركات في الحفل إنه سيصدق حتماً، بعدما ترجم السيد عملياً الخطوة الأولى لتحقيقه.هنا الذكرى الـ29 لاعتقال سمير القنطار. مناسبة استعاضت عن الخطابات الصحافية بمؤتمر هادئ يهدف لإطلاق الموقع الالكتروني للأسير القنطار بحلة جديدة وبأربع لغات. عربية، انكليزية، فرنسية وعبرية. «إيماناً بضرورة أن تحتل قضية الاسرى في فضاء العالم الافتراضي، مكاناً متقدماً، يواكب كل ما يتعلق بقضية الاسرى ويفضح الانتهاكات اليومية التي ترتكب في حقهم». وكان رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين عطا الله حمود أول المتكلمين في المؤتمر الذي حضره النائب أمين شري والقنصل في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية نظام الدين غول حسني، وممثلون عن الاحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية، ووفد من الأسرى المحررين وعائلات الأسرى المعتقلين والمفقودين في السجون الإسرائيلية.حمود أشاد «بالأبطال الذين يعانون الأمرّين، يتحدّون السجان، ويقبعون داخل زنزاناتهم قائلين إن إرادتنا حرة وستبقى». ورأى «أن إطلاق الموقع الالكتروني بلغاته الأربع تحدّ علمي وثقافي للعدو». ثم تحدث الزميل بسام القنطار شقيق عميد الأسرى فأكد «أن سمير أمضى أعوام اعتقاله الـ29 حرّاً في اعتقاداته الفكرية والسياسية، وفي تمسكه بهويته العربية وتأييد نهج المقاومة وخيار التحرير». ورأى أن «سمير» مناضل يختزل حقيقة المعنى الثقافي والسياسي، لجيل من آخر المعتقلين في نهاية قرن وبداية قرن، ويختزن ذاكرة وانتماء، يصر على حق المشاركة والحوار. ورأى في موقع (www.samirkuntar.org) بوابة معرفية لكل ما يتعلق بقضية الاسرى والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية، اضافة الى المعتقلين السياسيين في مختلف انحاء العالم.وأوضح أن قسم اللغة العربية من اكبر الأقسام وأوسعها نظراً لوفرة المواضيع والمعلومات. فيما يتطور القسمان الانكليزي والفرنسي بجهود تطوعية لمجموعة من الأصدقاء في لبنان وفرنسا وخصوصاً في مجال الترجمة. اما قسم اللغة العبرية فيسهم بترجمة معظم مواده أصدقاء عرب في مناطق الـ 48. وقال القنطار «إن المتشددين الصهاينة حاولوا تعطيل الموقع. وأطلقوا عشرات المواقع الرديفة لتشويه الحقائق، ووصف سمير كأنه مجرد مجرم تسلل إلى إسرائيل».من جهة أخرى، قال أحد المتطوعين في الإشراف على الموقع، إنهم يحتاجون إلى جهود المتضامنين مع قضية الأسرى لتعميم الموقع ونشره في كل المنتديات، ووصله بمختلف المواقع الصديقة. وأشار إلى ترحيب إدارة الموقع بالمتطوعين والراغبين في بذل جهود تتعلق بأعمال التصميم والترجمة والتحرير والنشر، على أمل أن يمثّل هذا الموقع في المستقبل القريب موقعاً شخصياً لسمير عند تحرره، ومساحة للتعبير وتوثيق التجربة المهمة والفريدة التي عاشها داخل المعتقل.ومع انتهاء المؤتمر، وتغلغل المعتقلين السابقين وسط عائلات الأسرى الحاليين للاطلاع على أمورهم، كان صدى كلمات السيد في العام الماضي، التي نشرت على الصفحة الرئيسية في الموقع تحت عنوان «الوعد الصادق» يعود ليعلو في القاعة. «بدماء هؤلاء الشهداء ستعود إلى قريتك وعائلتك وجبلك وسيعود إخوانك المعتقلون والأسرى عنواناً للحرية والشرف».
حفل اطلاق موقع الاسير القنطار في نقابة الصحافة امس (وائل اللادقي)
غسان سعود
اختارت هيئة ممثلي الأسرى في السجون الإسرائيلية مناسبة الذكرى الـ 29 لاعتقال الأسير سمير القنطار لإطلاق موقعه الالكتروني باللغات العربية والانكليزية والفرنسية والعربية. الموقع الذي يزوره 283 إسرائيلياً من أصل كل 1000 زائر يطمح لأن يكون بوابة معرفية تواكب قضية الأسرى وتفضح الانتهاكات اليومية التي ترتكب في حقهم
تطل عينا سمير القنطار على الحاضرين من أمام خلفية حمراء. عينان تبدوان مفعمتين بالوعود والأحلام تظلل هذا العام سبعة «رفاق» بعدما أضيف لنسيم نسر ويحيى سكاف خمسة أسرى جدد. وهؤلاء يحسنون أيضاً استخدام عيونهم في التعبير عن إيمان بقضية، ووعد بانتصار. هكذا تتحول قاعة نقابة الصحافة إلى ما يشبه مساحة اتصال بين الأسرى من جهة والمعنيين بقضيتهم من جهة ثانية. ويستعيد الحاضرون كلمات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي وجهها إلى عميد الأسرى سمير القنطار بذكرى اعتقاله العام الماضي. يومها قال نصر الله إن وعد حزب الله للمعتقلين والأسرى «حازم عازم راسخ، هو يمين مع الله وعهد مع الله ولا يمكن ان يتزلزل ولا يمكن ان يهن ولا يمكن ان يضعف». وأكد استحالة التراجع عنه، مهما كانت الصعاب. وعدٌ تقول إحدى المشاركات في الحفل إنه سيصدق حتماً، بعدما ترجم السيد عملياً الخطوة الأولى لتحقيقه.هنا الذكرى الـ29 لاعتقال سمير القنطار. مناسبة استعاضت عن الخطابات الصحافية بمؤتمر هادئ يهدف لإطلاق الموقع الالكتروني للأسير القنطار بحلة جديدة وبأربع لغات. عربية، انكليزية، فرنسية وعبرية. «إيماناً بضرورة أن تحتل قضية الاسرى في فضاء العالم الافتراضي، مكاناً متقدماً، يواكب كل ما يتعلق بقضية الاسرى ويفضح الانتهاكات اليومية التي ترتكب في حقهم». وكان رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين عطا الله حمود أول المتكلمين في المؤتمر الذي حضره النائب أمين شري والقنصل في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية نظام الدين غول حسني، وممثلون عن الاحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية، ووفد من الأسرى المحررين وعائلات الأسرى المعتقلين والمفقودين في السجون الإسرائيلية.حمود أشاد «بالأبطال الذين يعانون الأمرّين، يتحدّون السجان، ويقبعون داخل زنزاناتهم قائلين إن إرادتنا حرة وستبقى». ورأى «أن إطلاق الموقع الالكتروني بلغاته الأربع تحدّ علمي وثقافي للعدو». ثم تحدث الزميل بسام القنطار شقيق عميد الأسرى فأكد «أن سمير أمضى أعوام اعتقاله الـ29 حرّاً في اعتقاداته الفكرية والسياسية، وفي تمسكه بهويته العربية وتأييد نهج المقاومة وخيار التحرير». ورأى أن «سمير» مناضل يختزل حقيقة المعنى الثقافي والسياسي، لجيل من آخر المعتقلين في نهاية قرن وبداية قرن، ويختزن ذاكرة وانتماء، يصر على حق المشاركة والحوار. ورأى في موقع (www.samirkuntar.org) بوابة معرفية لكل ما يتعلق بقضية الاسرى والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية، اضافة الى المعتقلين السياسيين في مختلف انحاء العالم.وأوضح أن قسم اللغة العربية من اكبر الأقسام وأوسعها نظراً لوفرة المواضيع والمعلومات. فيما يتطور القسمان الانكليزي والفرنسي بجهود تطوعية لمجموعة من الأصدقاء في لبنان وفرنسا وخصوصاً في مجال الترجمة. اما قسم اللغة العبرية فيسهم بترجمة معظم مواده أصدقاء عرب في مناطق الـ 48. وقال القنطار «إن المتشددين الصهاينة حاولوا تعطيل الموقع. وأطلقوا عشرات المواقع الرديفة لتشويه الحقائق، ووصف سمير كأنه مجرد مجرم تسلل إلى إسرائيل».من جهة أخرى، قال أحد المتطوعين في الإشراف على الموقع، إنهم يحتاجون إلى جهود المتضامنين مع قضية الأسرى لتعميم الموقع ونشره في كل المنتديات، ووصله بمختلف المواقع الصديقة. وأشار إلى ترحيب إدارة الموقع بالمتطوعين والراغبين في بذل جهود تتعلق بأعمال التصميم والترجمة والتحرير والنشر، على أمل أن يمثّل هذا الموقع في المستقبل القريب موقعاً شخصياً لسمير عند تحرره، ومساحة للتعبير وتوثيق التجربة المهمة والفريدة التي عاشها داخل المعتقل.ومع انتهاء المؤتمر، وتغلغل المعتقلين السابقين وسط عائلات الأسرى الحاليين للاطلاع على أمورهم، كان صدى كلمات السيد في العام الماضي، التي نشرت على الصفحة الرئيسية في الموقع تحت عنوان «الوعد الصادق» يعود ليعلو في القاعة. «بدماء هؤلاء الشهداء ستعود إلى قريتك وعائلتك وجبلك وسيعود إخوانك المعتقلون والأسرى عنواناً للحرية والشرف».
الأربعاء، 11 أبريل 2007
معايدة
زياد الرحباني
ــــ المسيح قام.ــــ حقاً قام.ــــ أجل وهل تريد أن تعرف لماذا قام؟ــــ إنه قام ليطأ الموت، بعد أن أتمّ دوره على الأرض، فاستعاد ألوهيته الكاملة ليرى ذلك أبناء إسرائيل.ــــــ آمين يا رب هذا معروف بل مقدس. لكن هل تعلم لماذا قام هذه السنة ومنذ يومين؟ــــــ لماذا؟ــــــ قام ليرى إن كان الرئيس السنيورة سيقوم هو الآخر.ــــــ آه وماذا حصل؟ــــــ صدف أن “القحباء” كانت واقفة تسأل والوزير مروان حمادة يجيب مبشراً خاطباً فينا “وأيضاً وأيضاً الى الرب يطلب” أن يخلصه من السيد حسن. والرب سبحانه لا يجيب. فوليد بك قد تولى ذلك بما بقي من التخبيص والهذيان الممتاز.ــــــ وماذا فعل سيدنا المسيح؟ــــــ استعاذ بالله ــــــ الاب وبالروح القدس على ما أظن، وصعد الى السماء.ــــــ وما المتوقع بعد ذلك؟ـــ فور وصول سيدنا سيجتمع الثالوث المقدس بهذا الخصوص.
عدد الثلاثاء ١٠ نيسان
زياد الرحباني
ــــ المسيح قام.ــــ حقاً قام.ــــ أجل وهل تريد أن تعرف لماذا قام؟ــــ إنه قام ليطأ الموت، بعد أن أتمّ دوره على الأرض، فاستعاد ألوهيته الكاملة ليرى ذلك أبناء إسرائيل.ــــــ آمين يا رب هذا معروف بل مقدس. لكن هل تعلم لماذا قام هذه السنة ومنذ يومين؟ــــــ لماذا؟ــــــ قام ليرى إن كان الرئيس السنيورة سيقوم هو الآخر.ــــــ آه وماذا حصل؟ــــــ صدف أن “القحباء” كانت واقفة تسأل والوزير مروان حمادة يجيب مبشراً خاطباً فينا “وأيضاً وأيضاً الى الرب يطلب” أن يخلصه من السيد حسن. والرب سبحانه لا يجيب. فوليد بك قد تولى ذلك بما بقي من التخبيص والهذيان الممتاز.ــــــ وماذا فعل سيدنا المسيح؟ــــــ استعاذ بالله ــــــ الاب وبالروح القدس على ما أظن، وصعد الى السماء.ــــــ وما المتوقع بعد ذلك؟ـــ فور وصول سيدنا سيجتمع الثالوث المقدس بهذا الخصوص.
عدد الثلاثاء ١٠ نيسان
الثلاثاء، 10 أبريل 2007
عزمي بشارة يقدم استقالته غداGMT 9:00:00 2007 الإثنين 9 أبريلأ. ف. ب.--------------------------------------------------------------------------------عزمي بشارة نائب عربي في الكنيست الاسرائيليالقدس: ذكرت صحيفة فلسطينية الاثنين ان النائب العربي في البرلمانالاسرائيلي عزمي بشارة المعروف بمعارضته الشديدة للسياسة الاسرائيلية تجاهالفلسطينيين ويعتبر مقربا من سوريا سيقدم الثلاثاء استقالته من الكنيست.ونشرت صحيفة الصنارة العربية الاسرائيلية الالكترونية ان بشارة الموجودحاليا خارج اسرائيل "سيقدم يوم غد الثلاثاء كتاب استقالته من الكنيست".وبحسب الصحيفة فان النائب العربي الاسرائيلي "قرر ارسال كتاب الاستقالةوتقديمه للكنيست بواسطة احد زملائه". ولم تعط الصحيفة اي ايضاحات حولاسباب هذه الاستقالة. واضافت ان "بشارة كان قد ترك البلاد قبل اسبوعين،وعاد الخميس لعدة ساعات للمشاركة في عرس بالناصرة لكنه عاد الى الخارجصباح الجمعة".وبشارة (50 سنة) عضو في الكنيست منذ 1996. وكانت المحكمة العلياالاسرائيلية اسقطت في شباط/ فبراير 2006 دعوى قضائية رفعتها الحكومةالاسرائيلية ضد بشارة بسبب تصريحات ادلى بها في حزيران/يونيو 2001 فيسوريا تأييدا "للمقاومة الشعبية" ضد اسرائيل. والغت محكمة اسرائيلية فينيسان/أبريل 2003 دعوى اخرى ضد بشارة بتهمة تنظيمه "سفرا غير شرعيلاسرائيليين عرب الى سوريا" مستعينا بحصانته الدبلوماسية.وكان بشارة زار سوريا عدة مرات حتى 2001 ونسق سفر عائلات من فلسطينييالخط الاخضر لملاقاة اقربائهم اللاجئين الى سوريا منذ 1948. وتمت الزيارةالاخيرة التي قام بها بشارة الى سوريا ورافقه فيها اثنان من اعضاء كتلتهالنيابية في ايلول/سبتمبر 2006.واستدعت الشرطة الاسرائيلية حينذاك بشاره والنائب في كتلته واصل ابو طهالى قسم التحقيق في الجرائم الدولية في بتاح تكفا قرب تل ابيب بدعوىمخالفة القانون الذي يمنع زيارة دول معادية هما سوريا ولبنان. وجرىالتحقيق معهما بذريعة مخالفة القانون الذي يمنع زيارة دولة تعتبرهاإسرائيل "عدوة" في اعقاب "زيارة التواصل والتضامن" التي قام بها وفدنواب التجمع الوطني الديمقراطي الى سوريا ولبنان.وصرح النائب عزمي بشارة عقب انتهاء التحقيق انه وواصل ابو طه امتنعا عنالاجابة على اسئلة سياسية، موضحا ان "الاجوبة تركزت حول الزيارة والدعوةللزيارة وأهدافها وأسبابها". ورأت اسرائيل في الزيارة انتهاكا لقانوناقره مجلس النواب الاسرائيلي في 2001 يمنع النواب العرب من زيارة "دولمعادية" أسوة بالنواب الاسرائيليين. وتعتبر سورية دولة عدوة لاسرائيلكونها في حالة حرب معها.http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/4/225060.htm
السبت، 7 أبريل 2007
فيلم فرنسي يكسر القاعدة: «حزب الله» ليس إرهابياً!
هل حزب الله منظّمة إرهابية؟ أمضى جان ــ فرانسوا بواييه شهراً في بيروت بحثاً عن إجابة. والنتيجة ريبورتاج ينسف كثيراً من الأفكار المسبقة التي تستبدّ بالإعلام الغربي. الفيلم الذي شارك في إعداده ألان غريش، يُعرض على قناة «فرانس 5» في الذكرى الأولى لحرب تموز
كان الصحافي الفرنسي جان ــ فرانسوا بواييه سعيداً صبيحة مغادرته لبنان أول من أمس. سعادة لا يحسن التعبير عنها إلا إعلاميّ حظي بمقابلة مع الأمين العام لـ“حزب الله” قبل ساعات من سفره، وخرج منها بمعلومات جديدة يرفض الإفصاح عنها، ويرفض الإفصاح عن الترتيبات التي سبقت اللقاء، “لأنني لست عميل استخبارات”.جاءت مقابلة حسن نصر الله لتشكّل آخر العناصر التي يحتاج إليها في فيلم وثائقي يعدّه عن “حزب الله”. هذا الفيلم الذي ولدت فكرته خلال “حرب الصيف” الأخيرة، كما يسميها، وتبلورت بعدها... هناك سؤال كان يطرح نفسه بإلحاح على جان ــ فرانسوا: كيف ولماذا تتبنّى غالبية وسائل الإعلام الأوروبيّة والأميركية، من دون مراجعة أو تدقيق، تهمة “الارهاب” التي ألصقتها وزارة الخارجية الأميركية بـ“حزب الله”؟ التضليلات الإعلاميّة التي يتعرّض لها الرأي العام الغربي أثارت آنذاك اهتمام بواييه، وزميله ألان غريش (“لو موند ديبلوماتيك”). يقول جان ــ فرنسوا: “أثار فضولي أن يكون زعيم مسيحي مهمّ مثل ميشال عون قد وقّع تفاهماً مع حزب الله، على رغم كل الفوارق بين الطرفين، وأن عدداً من منتقدي الحزب سياسياً يعترفون بأنه حركة مقاومة”.والأهم أن جزءاً مهماً من الرأي العام الفرنسي والأوروبي، يطرح أسئلة عن هذا الحزب من دون أن يكون متاحاً له الحصول على إجابات حقيقية لها: “من المكسيك حيث أقيم، ومن باريس حيث يقيم ألان غريش، بدأنا نجري الاتصالات لمعرفة إن كان حزب الله مستعداً للمشاركة في إعداد ريبورتاج تلفزيوني من 52 دقيقة يسمح بالإجابة عن هذه الأسئلة”. استدعى هذا الأمر سلسلة اتصالات استغرقت أربعة أشهر، اتُّفق خلالها على توفير المقابلات اللازمة، “منها أن يكون متاحاً لنا الدخول إلى مدارس ومستشفيات تابعة لحزب الله، وأن نصوّر الجبهة الجنوبية حيث خيضت المعارك، وأن نحصل على أفلام وصور قديمة تروي قصة الصراع بين المقاومة واسرائيل”. وتضمن الاتفاق وعداً بمقابلة مع الأمين العام لحزب الله.وصل فريق العمل إلى لبنان في 3 آذار الماضي. وحصل على كلّ المقابلات والصور التي طلبها “وعلى إجابات واضحة عن عدد كبير من الأسئلة، أهمها ما يتعلّق بتمويل حزب الله”. وبعد شهر من العمل، يعتقد بواييه أنه بات قادراً على تقديم إجابة واضحة عمّا يكون حزب الله، وأن يواجه الجمهور الذي تكيّف وعيه مع مجموعة من التهم الجاهزة والأحكام المسبقة: “أهمها أنه ليس تنظيم “القاعدة”، وأنه قادر على نسج علاقات مميزة مع مواطنيه من طوائف مختلفة وحتى مع تيّارات علمانية... باختصار، لقد وجدنا عدداً من العناصر التي تتيح لنا القول إن الصورة التي يقدمها الإعلام الأميركي وجزء كبير من الإعلام الأوروبي عن حزب الله ليست صحيحة”.هذه الخلاصة سيقدّمها بواييه إلى المشاهد الأوروبي من خلال مقابلات أجراها مع حلفاء وخصوم للحزب، ومن خلال صور التقطها في مؤسسات حزب الله. ويشرح: “صوّرت مثلاً في مدارس الإمام المهدي حيث توجد على الجدران صور للسيّد حسن منفرداً، وأحياناً برفقة آيه الله خامنئي، وملصقات عن المقاومة وتحرير الجنوب... إذا توقفنا عند هذا الحد، يمكن بسهولة مطلقة أن يُسقط المشاهد على مدارس المهدي صور مدارس المقاتلين في أفغانستان أو باكستان. لكن عندما نذهب أبعد من الصورة، نكتشف أن الواقع مختلف، لأن المناهج المعتمدة هي نفسها المناهج اللبنانية... والأطفال يتعلّمون في كتب غير مطبوعة من جانب حزب الله. حتى التعليم الديني يبدو محدوداً جداً”. هذا المثل الذي يقدمه بواييه يسمح له بالقول إنه: “حتى لو كان حزب الله حركة إسلامية، فلا علاقة لممارساته ونهجه بسلوك المنظمات الأصولية المتعارف عليها حول العالم”.على الصعيد الشخصي، تعرّف جان ــ فرانسوا بواييه أكثر بالحزب: “يختلف عن كثير من المنظمات العسكرية التي تعرّفت إليها وخصوصاً في ما يتعلّق بالطابع الأمني. لم أتعرّض مرة لاحتياطات أمنيّة، وإجراءات محاطة بالسريّة، من النوع الذي تعرّضت له هنا. وأعتقد أن هذا أحد أبرز أسباب نجاح حزب الله”. ويذهب أبعد من ذلك إذ يفترض أن هذا السبب هو الذي أسهم في انتشار صورة خاطئة عن الحزب في العالم: “يقدّم الحزب نفسه كمنظمة مغلقة، وهذا منع الكثيرين من التعرّف به. ربما لو حظيت مؤسسات إعلامية أميركية بالفرصة التي حظينا بها، لاستطاعت أن تقوم بهذا النوع من العمل التوضيحي”.لكن الصحافي الستّيني الذي يتابع عن كثب قضايا العالم الثالث منذ سنوات طويلة، يبدو متشائماً حين يلاحظ التغييرات الجذريّة التي طرأت على المشهد الصحافي العالمي: “هناك سلالة من الصحافيين الغربيين المعنيين بقضايا العالم الثالث في طريقها إلى الانقراض... لقد تغيّرت المعايير والقيم والمصالح والمشاريع. ذلك أن معركة أيديولوجية كبيرة نشبت، خسرها المهتمون بهذا النوع من القضايا”. ويبقى أن الوثائقي سيعرض على شاشة «فرانس 5»، في ذكرى مرور عام على الحرب “52 دقيقة وقت طويل يتسع لشروحات وبراهين... قد تزعزع أخيراً بعضاً من الأحكام المسبقة التي تتحكّم بنظرة الفرنسيين وغيرهم إلى هذه المنطقة المعذّبة من العالم”.
عدد الجمعة ٦ نيسان
هل حزب الله منظّمة إرهابية؟ أمضى جان ــ فرانسوا بواييه شهراً في بيروت بحثاً عن إجابة. والنتيجة ريبورتاج ينسف كثيراً من الأفكار المسبقة التي تستبدّ بالإعلام الغربي. الفيلم الذي شارك في إعداده ألان غريش، يُعرض على قناة «فرانس 5» في الذكرى الأولى لحرب تموز
كان الصحافي الفرنسي جان ــ فرانسوا بواييه سعيداً صبيحة مغادرته لبنان أول من أمس. سعادة لا يحسن التعبير عنها إلا إعلاميّ حظي بمقابلة مع الأمين العام لـ“حزب الله” قبل ساعات من سفره، وخرج منها بمعلومات جديدة يرفض الإفصاح عنها، ويرفض الإفصاح عن الترتيبات التي سبقت اللقاء، “لأنني لست عميل استخبارات”.جاءت مقابلة حسن نصر الله لتشكّل آخر العناصر التي يحتاج إليها في فيلم وثائقي يعدّه عن “حزب الله”. هذا الفيلم الذي ولدت فكرته خلال “حرب الصيف” الأخيرة، كما يسميها، وتبلورت بعدها... هناك سؤال كان يطرح نفسه بإلحاح على جان ــ فرانسوا: كيف ولماذا تتبنّى غالبية وسائل الإعلام الأوروبيّة والأميركية، من دون مراجعة أو تدقيق، تهمة “الارهاب” التي ألصقتها وزارة الخارجية الأميركية بـ“حزب الله”؟ التضليلات الإعلاميّة التي يتعرّض لها الرأي العام الغربي أثارت آنذاك اهتمام بواييه، وزميله ألان غريش (“لو موند ديبلوماتيك”). يقول جان ــ فرنسوا: “أثار فضولي أن يكون زعيم مسيحي مهمّ مثل ميشال عون قد وقّع تفاهماً مع حزب الله، على رغم كل الفوارق بين الطرفين، وأن عدداً من منتقدي الحزب سياسياً يعترفون بأنه حركة مقاومة”.والأهم أن جزءاً مهماً من الرأي العام الفرنسي والأوروبي، يطرح أسئلة عن هذا الحزب من دون أن يكون متاحاً له الحصول على إجابات حقيقية لها: “من المكسيك حيث أقيم، ومن باريس حيث يقيم ألان غريش، بدأنا نجري الاتصالات لمعرفة إن كان حزب الله مستعداً للمشاركة في إعداد ريبورتاج تلفزيوني من 52 دقيقة يسمح بالإجابة عن هذه الأسئلة”. استدعى هذا الأمر سلسلة اتصالات استغرقت أربعة أشهر، اتُّفق خلالها على توفير المقابلات اللازمة، “منها أن يكون متاحاً لنا الدخول إلى مدارس ومستشفيات تابعة لحزب الله، وأن نصوّر الجبهة الجنوبية حيث خيضت المعارك، وأن نحصل على أفلام وصور قديمة تروي قصة الصراع بين المقاومة واسرائيل”. وتضمن الاتفاق وعداً بمقابلة مع الأمين العام لحزب الله.وصل فريق العمل إلى لبنان في 3 آذار الماضي. وحصل على كلّ المقابلات والصور التي طلبها “وعلى إجابات واضحة عن عدد كبير من الأسئلة، أهمها ما يتعلّق بتمويل حزب الله”. وبعد شهر من العمل، يعتقد بواييه أنه بات قادراً على تقديم إجابة واضحة عمّا يكون حزب الله، وأن يواجه الجمهور الذي تكيّف وعيه مع مجموعة من التهم الجاهزة والأحكام المسبقة: “أهمها أنه ليس تنظيم “القاعدة”، وأنه قادر على نسج علاقات مميزة مع مواطنيه من طوائف مختلفة وحتى مع تيّارات علمانية... باختصار، لقد وجدنا عدداً من العناصر التي تتيح لنا القول إن الصورة التي يقدمها الإعلام الأميركي وجزء كبير من الإعلام الأوروبي عن حزب الله ليست صحيحة”.هذه الخلاصة سيقدّمها بواييه إلى المشاهد الأوروبي من خلال مقابلات أجراها مع حلفاء وخصوم للحزب، ومن خلال صور التقطها في مؤسسات حزب الله. ويشرح: “صوّرت مثلاً في مدارس الإمام المهدي حيث توجد على الجدران صور للسيّد حسن منفرداً، وأحياناً برفقة آيه الله خامنئي، وملصقات عن المقاومة وتحرير الجنوب... إذا توقفنا عند هذا الحد، يمكن بسهولة مطلقة أن يُسقط المشاهد على مدارس المهدي صور مدارس المقاتلين في أفغانستان أو باكستان. لكن عندما نذهب أبعد من الصورة، نكتشف أن الواقع مختلف، لأن المناهج المعتمدة هي نفسها المناهج اللبنانية... والأطفال يتعلّمون في كتب غير مطبوعة من جانب حزب الله. حتى التعليم الديني يبدو محدوداً جداً”. هذا المثل الذي يقدمه بواييه يسمح له بالقول إنه: “حتى لو كان حزب الله حركة إسلامية، فلا علاقة لممارساته ونهجه بسلوك المنظمات الأصولية المتعارف عليها حول العالم”.على الصعيد الشخصي، تعرّف جان ــ فرانسوا بواييه أكثر بالحزب: “يختلف عن كثير من المنظمات العسكرية التي تعرّفت إليها وخصوصاً في ما يتعلّق بالطابع الأمني. لم أتعرّض مرة لاحتياطات أمنيّة، وإجراءات محاطة بالسريّة، من النوع الذي تعرّضت له هنا. وأعتقد أن هذا أحد أبرز أسباب نجاح حزب الله”. ويذهب أبعد من ذلك إذ يفترض أن هذا السبب هو الذي أسهم في انتشار صورة خاطئة عن الحزب في العالم: “يقدّم الحزب نفسه كمنظمة مغلقة، وهذا منع الكثيرين من التعرّف به. ربما لو حظيت مؤسسات إعلامية أميركية بالفرصة التي حظينا بها، لاستطاعت أن تقوم بهذا النوع من العمل التوضيحي”.لكن الصحافي الستّيني الذي يتابع عن كثب قضايا العالم الثالث منذ سنوات طويلة، يبدو متشائماً حين يلاحظ التغييرات الجذريّة التي طرأت على المشهد الصحافي العالمي: “هناك سلالة من الصحافيين الغربيين المعنيين بقضايا العالم الثالث في طريقها إلى الانقراض... لقد تغيّرت المعايير والقيم والمصالح والمشاريع. ذلك أن معركة أيديولوجية كبيرة نشبت، خسرها المهتمون بهذا النوع من القضايا”. ويبقى أن الوثائقي سيعرض على شاشة «فرانس 5»، في ذكرى مرور عام على الحرب “52 دقيقة وقت طويل يتسع لشروحات وبراهين... قد تزعزع أخيراً بعضاً من الأحكام المسبقة التي تتحكّم بنظرة الفرنسيين وغيرهم إلى هذه المنطقة المعذّبة من العالم”.
عدد الجمعة ٦ نيسان
الثلاثاء، 3 أبريل 2007
حوار العمر
زياد الرحباني
الحاضر- طيب، سؤال: أليسَ ممكناً أن يكون عندكم في المستقبل، أي شيء آخر، غير السنّي أو الماروني؟المستقبل- (مستغرباً) من قال لكم ذلك؟ نحن عندما نتكلم عن المستقبل نقصد به مستقبل «اللبناني» دون أي تفرقة.الحاضر- بالضبط، وأنا أتكلم عن هذا «اللبناني»المستقبل- نعمالحاضر- هل يمكن أن يكون هذا «اللبناني» شيئاً غير السنّي أو الماروني على سبيل المثال أو عن طريق الخطأ أو الضيافة مثلا؟ أعني من فترة لأخرى، ليس دوماً، طبعاً. أفهم ان يكون سنياً- مارونيا،ً بلا شك، كما الاستقلال، بطبيعة الحال.المستقبل- (مقاطعاً) لا لا، بالعكس هذا ليس صحيحاً. هذه اشاعات عن المستقبل ليس إلاّ، ونحن المستقبل، ونحن ضدّها بالتأكيد.الحاضر- ضد من؟المستقبل- (موضحاً) ضد هكذا نوع من الاشاعات المأجورة. إننا مستقبلٌ لكل اللبنانيين بدون استثناء، لكنني أود أن أوءكد هنا: اللبنانيين! وحصراً. أي ليس من هم إيرانيون أو سوريون لا سمح الله، فهمتني؟ آهه، هكذا. نحن، الشيعة أخوة لنا. كيف المسيحيون أخوان لنا؟ الشيعة أيضاً كذلك.الحاضر- أهه... جيد. إذاً قلتَ أنك من المسقبل، أليس كذلك؟المستقبل- طبعاً.الحاضر- أعرِّفك بنفسي، فكما أنت من المستقبل، أنا الحاضر، لذا تجدني دائماً وبشكل يومي.المستقبل- اهلاً تشرفنا (صمت من اللياقة المشبوهة)الحاضر- أهلاً بك أيضاً. هل تود ان تعرف لِمَ أنا حاضر؟ او لِمَ كلُّ واحدٍ منّا حاضر؟المستقبل- إنكم طبيعياً حاضرون للمستقبلالحاضر- شكراً، أي حاضرون لكم. فلا تتفاجأوا بشيءٍ وخاصة بنا.المستقبل- ومن قال أننا سنفعل؟الحاضر- ربما، فأنتم عموماً تتصرفون كأنكم وُجدتم فجأةً دوننا، وأنا هنا أذكِّركَ أنَّ لا مستقبل بدون حاضر.المستقبل- هذا معروف.الحاضر- أرجو ذلك، لذا نحن لسنا حتى متساوين، فنحن من ينجبكم عادةً وانتم أولادنا، نحن من يحملكم حتى تبلغا، فتذكّروا ذلك جيداً، وتفضلوا بالاجابة علينا متى كَلَّمناكُم.المستقبل- ولِمَ لا تَفكون الخيم أولاً؟الحاضر- إنَّ هذه الخيم منصوبة حالياً، فهي: نَحنُ، وهي: الحاضر. فهل ننصبها اليوم ونَفُكُّها اليوم؟ سَنَفُكُّها يوماً ما في المستقبل!!!المستقبل- أي متى يعني؟الحاضر- متى تأكدنا أنَّ لنا فيه شيئاً، وهو ليسَ أنتم بمفردكم. صراحةً، نحن نخاف من مستقبلٍ لكم لا مُستَقبَلَ لَهُ، لِذا، الخيم باقية «حاضرا»ً « » « » « » « »... الخ.
عدد الاثنين ١ نيسان
زياد الرحباني
الحاضر- طيب، سؤال: أليسَ ممكناً أن يكون عندكم في المستقبل، أي شيء آخر، غير السنّي أو الماروني؟المستقبل- (مستغرباً) من قال لكم ذلك؟ نحن عندما نتكلم عن المستقبل نقصد به مستقبل «اللبناني» دون أي تفرقة.الحاضر- بالضبط، وأنا أتكلم عن هذا «اللبناني»المستقبل- نعمالحاضر- هل يمكن أن يكون هذا «اللبناني» شيئاً غير السنّي أو الماروني على سبيل المثال أو عن طريق الخطأ أو الضيافة مثلا؟ أعني من فترة لأخرى، ليس دوماً، طبعاً. أفهم ان يكون سنياً- مارونيا،ً بلا شك، كما الاستقلال، بطبيعة الحال.المستقبل- (مقاطعاً) لا لا، بالعكس هذا ليس صحيحاً. هذه اشاعات عن المستقبل ليس إلاّ، ونحن المستقبل، ونحن ضدّها بالتأكيد.الحاضر- ضد من؟المستقبل- (موضحاً) ضد هكذا نوع من الاشاعات المأجورة. إننا مستقبلٌ لكل اللبنانيين بدون استثناء، لكنني أود أن أوءكد هنا: اللبنانيين! وحصراً. أي ليس من هم إيرانيون أو سوريون لا سمح الله، فهمتني؟ آهه، هكذا. نحن، الشيعة أخوة لنا. كيف المسيحيون أخوان لنا؟ الشيعة أيضاً كذلك.الحاضر- أهه... جيد. إذاً قلتَ أنك من المسقبل، أليس كذلك؟المستقبل- طبعاً.الحاضر- أعرِّفك بنفسي، فكما أنت من المستقبل، أنا الحاضر، لذا تجدني دائماً وبشكل يومي.المستقبل- اهلاً تشرفنا (صمت من اللياقة المشبوهة)الحاضر- أهلاً بك أيضاً. هل تود ان تعرف لِمَ أنا حاضر؟ او لِمَ كلُّ واحدٍ منّا حاضر؟المستقبل- إنكم طبيعياً حاضرون للمستقبلالحاضر- شكراً، أي حاضرون لكم. فلا تتفاجأوا بشيءٍ وخاصة بنا.المستقبل- ومن قال أننا سنفعل؟الحاضر- ربما، فأنتم عموماً تتصرفون كأنكم وُجدتم فجأةً دوننا، وأنا هنا أذكِّركَ أنَّ لا مستقبل بدون حاضر.المستقبل- هذا معروف.الحاضر- أرجو ذلك، لذا نحن لسنا حتى متساوين، فنحن من ينجبكم عادةً وانتم أولادنا، نحن من يحملكم حتى تبلغا، فتذكّروا ذلك جيداً، وتفضلوا بالاجابة علينا متى كَلَّمناكُم.المستقبل- ولِمَ لا تَفكون الخيم أولاً؟الحاضر- إنَّ هذه الخيم منصوبة حالياً، فهي: نَحنُ، وهي: الحاضر. فهل ننصبها اليوم ونَفُكُّها اليوم؟ سَنَفُكُّها يوماً ما في المستقبل!!!المستقبل- أي متى يعني؟الحاضر- متى تأكدنا أنَّ لنا فيه شيئاً، وهو ليسَ أنتم بمفردكم. صراحةً، نحن نخاف من مستقبلٍ لكم لا مُستَقبَلَ لَهُ، لِذا، الخيم باقية «حاضرا»ً « » « » « » « »... الخ.
عدد الاثنين ١ نيسان
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)